مرض البلهارسيا هو مرض متوطن فى مصر منذ آلاف السنين، حتى أن هناك بعض المومياوات تحتوى على بويضات طفيل البلهارسيا، وظل هذا المرض أحد الأسباب الرئيسية لتدهور صحة أغلب المقيمين فى المناطق الريفية، بسبب تعرضهم لهذا المرض اللعين حتى وصلت نسب الإصابة بالبلهارسيا إلى حوالى 60% من المصريين منذ 40 عامًا.
يقول الدكتور حسين خالد أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومى للأورام، نائب رئيس اللجنة القومية لمكافحة الأورام، إن لهذا المرض اللعين آثار مدمرة على صحة الإنسان المصرى مما يسببه من فشل كلوى ومن تليف فى الكبد، ويأتى على رأس مضاعفات هذا المرض سرطان المثانة البولية حتى احتل هذا النوع من السرطانات المركز الأول على رأس قائمة السرطانات التى تصيب الرجال إلى أن بلغت نسبته منذ حوالى 30 عاما 35 % من الأورام التى تصيب الرجال فى مصر.
وأشار إلى أنه بمرور السنوات وازدياد الوعى الصحى لدى المواطنين عن طريق الحملات الإعلامية، وأيضًا جهود وزارة الصحة فى تعميم علاج بسيط عبارة عن أقراص رخيصة الثمن كانت تعطى لأطفال المدارس، وبالذات فى الريف المصرى أمكن التغلب على مشكلة البلهارسيا حتى انخفضت النسبة من 60% منذ أكثر من 40 عاما إلى أقل من 2 % وهذا يعتبر من الأمثلة الناجحة والرائعة لمنع والوقاية من سبب من أسباب السرطان، حيث أدى ذلك إلى انخفاض نسبة حدوث سرطان المثانة البولية لدى الرجال حسب الإحصائيات الحالية إلى أقل من 10 %.
وأكد أن سرطان المثانة البولية يحتل المركز الثانى بعد سرطان الكبد لدى الرجال وهذا ما يؤكد مقولة "إن الوقاية خير من العلاج"، ونتمنى أن يتم ذلك فى مسببات السرطان التى يمكن محاربتها بسهولة، ويأتى على رأس القائمة التغلب على فيروس سى، والذى يسبب سرطان الكبد وأيضًا الامتناع عن التدخين والذى يسبب سرطانات كثيرة يأتى على رأسها سرطان الرئة والثدى والبنكرياس والجزء العلوى من الجهاز الهضمى والتنفسى.