صمت إسلامى بعد سخرية وجدى غنيم من مقولات القائد "عمرو بن العاص"

الجمعة، 09 يناير 2015 02:04 م
صمت إسلامى بعد سخرية وجدى غنيم من مقولات القائد "عمرو بن العاص" وجدى غنيم
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غالبية الشعب المصرى تعرف "وجدى غنيم باعتباره أحد أقذر الألسنة المنسوبة إلى الإسلام وأحد أشهر المكفرين للمسلمين وصاحب الفتاوى الدموية والتصريحات الداعية للتخريب، وقد صار متوقعا من شخصية كهذه أى شىء، فطبيعى جدا أن تجده يسب معارضى الإرهاب بأبشع الألفاظ، وطبيعى أيضا أن تسمعه وهو يلفق الأدلة القولية أو الفعلية لتكفير هذا أو تفسيق هذا، لكن ما لا يتوقعه الكثيرون أن يسخر هذا الشيخ من أحد قادة التاريخ الإسلامى الكبار، وأن يتهكم على مقولات تنسب لشخصيات إسلامية كبيرة فى حجم "عمرو بن العاص" خاصة أن هؤلاء الأدعياء المنتمين إلى "الإسلام السياسى" كثيرا ما شنوا الحملات الدعائية المهاجمة للباحثين والكتاب والمفكرين الذين حاولوا عبر التاريخ أن ينزعوا ثوب القداسة عن الأفعال الشخصية لبعض الصحابة، بل وصل الأمر إلى حد تكفير من يعترض على قول صحابى أو تفسيق من يعلن رأيه "السلبى" فى إحدى الشخصيات التاريخية الإسلامية، ولنتذكر هنا تلك الحملة المسعورة التى شنتها الجماعات الإسلامية على الكتاب الكبير أسامة أنور عكاشة حينما أعلن رأيه فى عمر بن العاص فرفعت ضده عشرات القضايا وكتبت ضده مئات المقالات وسبه آلاف الخطباء التابعين للجماعة على المنابر، فى حين لم تجد أحدا يفتح فمه من هؤلاء المدعين ليدافع عن هذا الصحابى بعد أن سخر منه "غنيم".

الواقعة تعود إلى لقاء أجراه مذيع تابع للجماعة على إحدى القنوات التابعة للجماعة وفيه حاول المذيع أن يحاور غنيم قائلا: أليس من الإسلام الآن أن يمثل الإخوان للحاكم فى مصر ولو عملا بالقول "حاكم ظلوم خير من فتنة قد تدوم وكلاهما شر وفى الشر خيار" فقال غنيم "بلا خيار بلا أته بلا جزر، خلينا نتكلم كلام منطقى ثم تمايل متهكما وهو يقول "إيه اللى مش عارف فتنة تدوم وفتنة تدوم" وأبدى "غنيم" اعتراضه التام على هذا القول.

المفاجأة هنا تكمن فى أن هذه المقولة كما يؤكد ابن عساكر فى (تاريخ دمشق) منسوبة لعمرو بن العاص، أنه قال لابنه عبد الله: يا بني! سلطان عادل خير من مطر وابل، وأسد حطوم خير من سلطان ظلوم، وسلطان غشوم ظلوم خير من فتنة تدوم" كما نسبها إلى عمرو بن العاص أيضا كل من ابن عبد البر فى "بهجة المجالس" والثعالبى فى "التمثيل والمحاضرة" واليعقوبى فى تاريخه، وابن مفلح فى "الآداب الشرعية" وفى ذات المعنى أورد البيهقى فى شعب الإيمان قول آخر للإمام على بن أبى طالب حيث يقول: لا يصلح الناس إلا أمير بر أو فاجر. قالوا: يا أمير المؤمنين هذا البر فكيف بالفاجر؟! قال: إن الفاجر يؤَمِّن الله عز وجل به السبل، ويجاهد به العدو، ويجبى به الفىء، وتقام به الحدود، ويحج به البيت، ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله.

مما سبق يتضح لما أن هذه المقولة منسوبة إلى عمرو بن العاص وربما ينسبها البعض إلى الإمام على لأن له قول آخر فى ذات المعنى، وبصرف النظر عن مدى اتفاقنا مع ما قاله الصحابيان، لكن المؤلم فى الأمر أن لغة الحوار السوقية عند "الإسلاميين" امتدت لتشمل الصحابة أيضا، بعد قرون من محاولاتهم إضفاء هالات القداسة على كل ما حدث فى التاريخ الإسلامى حتى وجد المسلمون أنفسهم فى العصر الحديث مكبلين بملايين الأحكام الفقهية والمقولات التراثية لآلاف الصحابة والتابعين وتابعى التابعين، لكن المهم هنا هو أن نتأكد من أن تشدق الإسلاميين بالإسلام وأحكامه وشخصياته ليس أكثر من ستار لتمكين أنفسهم من التسلط على رقاب العباد، وأنهم لا يترددون لحظة فى تمزيق هذا الستار إذا ما حال بينهم وبين أغراضهم.


موضوعات متعلقة..


عبدالمنعم الشحات: العلمانيون يريدون تغيير التراث ويدعون نسبية الدين











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الإرهاب اللغوي والإرهاب السياسي

عدد الردود 0

بواسطة:

ابن البلد

رساله الي الاعلام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة