ومنذ أن أعلنت السلطات التركية فى 24 يوليو الماضى، حربها على حزب العمل الكردستانى، بحملة قصف تستهدف معاقل "الحزب" الذى نشأ فى السبعينيات بزعامة عبد الله أوجلان وتحول بسرعة إلى قوة مسلحة حولت منطقة جنوب شرق تركيا إلى ساحة حرب، ومنذ ذلك الإعلان توالت الهجمات الانتحارية والانتقامية فى الأراضى التركية.
حرب تركيا ضد الأكراد
وقد خاضت تركيا حربا ضد "حزب العمل الكردستانى" دامت ما يقرب من أربعة عقود، قبل دخولها فى مفاوضات سلام رسمية مع مؤسسه عبد الله أوجلان عام 2012.وقتل أكثر من 150 شرطيًا وجنديا منذ الاعتداءات التى نسبت إلى حزب العمال الكردستانى، فيما تؤكد السلطات التركية أنها "قضت" على أكثر من ألفى عنصر من المجموعة المتمردة خلال عملياتها الانتقامية.
الحرب تشتعل بين "الأكراد" و"أردوغان"
خرج نحو ألفى متظاهر إلى الشوارع فى إسطنبول للتنديد بأسوأ هجوم تتعرض له تركيا فى تاريخها الحديث، إثر تعرضها لانفجارين أثناء انطلاق مسيرة سلمية مؤيدة للأكراد.كما ندد المتظاهرون بالرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، مرددين هتافات من بينها " لص.. قاتل.. يا أردوغان"، داعين حزب العمال الكردستانى إلى اتخاذ إجراء مرددين هتاف "الثأر.. يا حزب العمال الكردستانى".
السبت الدامى فى تركيا
واليوم السبت، هو اليوم الدامى والأسود فى تركيا، حيث تعد تفجيرات "أنقرة" التى أسفرت عن سقوط 86 قتيلًا على الأقل، الأكثر دموية فى تاريخ تركيا الحديث، منذ 1982.ودفعت أنقرة ضريبة مذبحة الأرمن التى ارتكبتها الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وتتراوح اعداد الضحايا فيه ما بين 1 مليون و1.5 مليون نسمة، وفى ما يأتى تذكير بأبرز الاعتداءات منذ 1982.
تسلسل زمنى لاعتداءات الدامية فى تركيا منذ 1982
- فى 7 أغسطس من عام 1982، انفجار قنبلة تلاه إطلاق نار فى مطار أنقرة أسفر عن 11 قتيلا و63 جريحًا، وأعلن "الجيش السرى لتحرير أرمينيا" مسؤوليته عن الهجوم.- 6 سبتمبر 1986، قتل 22 شخصا (بالإضافة إلى منفذى الهجوم) فى اعتداء على كنيس نيفى شالوم فى إسطنبول، وأعلنت حركة الجهاد الإسلامى مسؤوليتها عنه.
- 25 ديسمبر عام 1991، ألقاء متفجرات وزجاجات حارقة على متجر كبير فى الشطر الأوروبى من إسطنبول، ترتب عليه مقتل 17 شخصاً و23 جريحًا، ونسبت العملية إلى حزب العمال الكردستانى، أبرز المجموعات الكردية المتمردة.
- فى 13 مارس 1999، قتل 12 شخصاً فى اعتداء بقنابل حارقة على مركز تجارى فى إسطنبول، أعلن حزب العمال الكردستانى مسؤوليته عنه ثم ما لبث أن نفاها.
- 15 و20 نوفمبر 2003، وقعت أربعة اعتداءات انتحارية بسيارات مفخخة فى إسطنبول على كنيسين وعلى القنصلية البريطانية وبنك اتش.اس.بى.سى البريطانى، أسفرت عن 63 قتيلا، منهم القنصل البريطانى العام، ومئات المصابين، وأعلنت خلية تركية لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن تلك الاعتداءات.
- فى 12 سبتمبر 2006، انفجار قنبلة قرب موقف للحافلات فى وسط مدينة ديار بكر (جنوب شرق) أسفر عن مقتل 10 أشخاص منهم سبعة أطفال، ونفى المتمردون الأكراد أى ضلوع فى الانفجار.
- 27 يوليو 2008، وقع اعتداءان بالقنابل أسفرا عن 17 قتيلًا و115 جريحًا فى إسطنبول، اتهمت السلطات التركية حزب العمال الكردستانى بتنفيذه.
- 11 فبراير 2013، وقع اعتداء على مركز جيفلغوزى الحدودى (جنوب شرق) أسفر عن 17 قتيلًا.
- أما فى 11 مايو 2013، أسفر اعتداء مزدوج عن مقتل 52 شخصاً فى منطقة ريحانلى، المدينة الكبيرة فى جنوب تركيا قرب الحدود السورية.
- 20 يوليو 2015، وقع اعتداء فى منطقة "سوروتش" قرب الحدود السورية، أسفر عن 33 قتيلًا ونحو 100 جريح بين ناشطى القضية الكردية، اتهمت السلطات تنظيم داعش بتنفيذه، ووقعت اشتباكات عنيفة بسبب تلك الاعتداءات بين المتمردين الأكراد وقوات الأمن التركية.
وأخير اليوم السبت 10 أكتوبر 2015، ترتب على انفجارين متزامنين بالعاصمة أنقرة عن مقتل 86 شخصًا على الأقل و 186 جريحًا، فى انفجار مزدوج وقع أمام محطة القطارات الرئيسية فى العاصمة حيث كان يتوجه ناشطون من المعارضة للمشاركة فى تجمع من أجل السلام قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات التشريعية، بحسب ما أعلنته الصحة التركية.
ارتفاع عدد قتلى انفجارات تركيا إلى 97 قتيلاً
لكن حزب الشعوب الديمقراطى المؤيد للأكراد، قال إن إجمالى عدد قتلى التفجيرين اللذين وقعا، ارتفع إلى 97 شخصًا، ولم تعلن أى جهة حتى كتابة هذه السطور مسئوليتها عن التفجيرات.مصر وأمريكا والجزائر يدينون التفجيرات
أعرب المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية عن إدانة مصر للتفجيرين مؤكدة فى بيان على وقوف مصر بجانب الشعب التركى فى هذه اللحظة الحرجة، كما أعرب عن مواساته لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.كما أدانت الولايات المتحدة، التفجيرات ووصفت الهجوم بأنه إرهابى مروع استهدف متظاهرين سلميين.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان، "فى ضوء العنف الدائر فى تركيا والمنطقة فإن من المهم على وجه الخصوص فى هذا الوقت أن يلتزم كل المواطنين الأتراك من جديد بالسلام وأن يتحدوا فى مواجهة الإرهاب.
وأدانت الجزائر بقوة التفجيرين الإرهابيين، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية عبد العزيز بن على الشريف لوكالة الأنباء الرسمية، "إننا ندين بقوة التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا العاصمة التركية أنقرة واللذين خلفا عشرات القتلى الأبرياء".
وأعرب بن على الشريف عن تضامن الجزائر مع "تركيا حكومة وشعبا" مقدما تعازى بلاده لعائلات ضحايا هذا العمل الإجرامى.
رئيس الوزراء التركى يعلن الحداد 3 أيام فى بلاده
وأعلن رئيس الوزراء التركى أحمد داوود أوغلو، الحداد ثلاثة أيام فى بلاده على ضحايا انفجارى أنقرة، كما فرضت تركيا حظرًا مؤقتا على نشر الصور الخاصة بالانفجارين.وذكرت وكالة "الأناضول" للأنباء، أن مكتب رئيس الوزراء أمر بحظر مؤقت بنشر صور الانفجارين اليوم السبت لأسباب تتعلق بـ"الأمن العام".
عدد الردود 0
بواسطة:
واد
أويت الإرهـــــــاب فحصدت الخــــــــراب