وبعد تأجيل نقل بائعى حلوان أكثر من مرة، ظن البعض أن هناك مشكلات قد تواجه المحافظة، خاصة بعد الإخفاق الواضح بالتجربة الأولى فى نقل الباعة، وراودت البعض أفكار تتعلق بضعف القدرات الأمنية فى مواجهة أشخاص يمكثون بتلك المنطقة منذ عشرات السنوات، وبعد أن اتخذت خطوة نقلهم إلى السوقين الجديدين بعد تجهيزات دامت لشهور بين محافظة القاهرة والأجهزة الأمنية، قدم الجميع الشكر لمحافظة القاهرة على تلك الخطوة الجريئة.
السوقان يقعان بأحد أهم الشوارع الرئيسية بحلوان
وتوضح المؤشرات الأولية لعملية نقل الباعة الجائلين إلى سوقى عين حلوان وتوشكى أن الخطوة حققت نجاحا كبيرا بعكس ما حدث بالترجمان وأحمد حلمى، وذلك لعدة أسباب أولها وقوع السوقين على شارع منصور أحد الشوارع الرئيسية بحى حلوان، يمر أمامهما مئات السيارات يوميا، ليعبروا على سوق عين حلوان أولاً ثم سوقى توشكى ليمروا إلى قلب حلوان وميدان المحطة المؤدى إلى السنترال والمناطق السكنية الأكثر ازدهارا، ومن ثم فإن الإقبال على السوقين سيكون إجباريا لمرور أكثر من 80% من سكان حلوان من أمامهما.
موقفان سيرفيس مُلحقان بالسوقين يُعززان من عملية البيع والشراء
أما السبب الثانى الذى أدى إلى نجاح نقل البائعين بحلوان، هو حرص محافظة القاهرة على نقل المواقف العشوائية بمختلف المناطق بحلوان إلى موقفين ملحقين بالأسواق الجديدة، حيث تم نقل سيارات 15 مايو وعرب الوالدة وأحمد حلمى وغيرهم إلى موقف توشكى، بينما تم نقل سيارات الأقاليم إلى سوق عين شمس، الأمر الذى يضمن بنسبة كبيرة رضاء البائعين عن نقلهم إلى المكان الجديد، كما يضمن استمرار وجود الزبائن بأغلب ساعات اليوم.
فتح مخرجين للمترو أمام السوقين وإغلاق المخارج الرئيسية مؤقتا
ووعدت محافظة القاهرة البائعين بفتح مخرج من ناحية مترو حلوان أمام سوق توشكى مباشرة، ومخرج آخر لمترو عين حلوان أمام سوق عين حلوان، وإغلاق المخرجين الأساسيين للمحطتين مؤقتا حتى يعرف المواطنين الأسواق الجديدة جيدا، ويتوجهون فيما بعد تلقائيا إليهما حتى بعد عودة المخارج الرئيسية للمترو.
أهالى حلوان يصفون ما حدث بـ"الإعجاز"
ويأتى أهم أسباب نجاح خطوة نقل بائعى حلوان إلى سوقين حضاريين جديدين هو رضاء الناس عن تلك الخطوة، واصفين ما حدث بالإعجاز، خاصة بعد أن عانوا من سنوات من طريقة التعامل السيئة التى تعامل بها البائعين المُحيطين بالمترو مع أهالى حلوان وحوادث التحرش والتعدى والمشاجرات باستخدام الأسلحة النارية التى تبناها هؤلاء البائعين، حيث استقبل الناس عمليات الإزالة التى حدثت بالـ"زغاريد".
أسباب فشل مشروع الأسواق الحضارية بالترجمان وأحمد حلمى:
بينما أخفقت محافظة القاهرة فى إنجاح عملية نقل الباعة الجائلين من منطقتى وسط القاهرة ورمسيس إلى أسواق حضارية جديدة، وترجع الأسباب وراء ذلك إلى وقوع السوقين بأماكن بعيدة عن الشوارع العمومية، وبشكل خاصة سوق الترجمان، والذى شكى بائعوه من عدم وجود زبائن نهائيا ووصفوا مكانهم بالترجمان بالـ"منفى"، تعبيرا عن عدم الإقبال على السوق، حتى وإن كان سوقاً مؤقتا لحين نقلهم إلى سوق "وابور التلج"، والذى تأخر افتتاحه لأكثر من ثمانية أشهر عن الموعد الأساسى لافتتاحه.
بالإضافة إلى فشل محافظة القاهرة فى نقل موقف السيرفيس المتواجد بمنطقة الإسعاف، والذى يصل بين وسط القاهرة وعدة مناطق بمحافظة الجيزة إلى منطقة الترجمان لتعريف الناس بمكان السوق الجديد، فقد ضرب السائقون بقرار محافظ القاهرة عرض الحائط بعد ساعتين من تطبيقه وعادوا من جديد إلى أماكنهم، الأمر الذى أدى إلى ترك عدد كبير من البائعين "باكياتهم" والتوجه إلى أماكن أخرى بها زبائن، فشطبت محافظة القاهرة أكثر من 1300 منهم وتدرس شطب أعداد أخرى من البائعين.
أمام فى سوق أحمد حلمى، فقد وصفه بائعوه بالسجن، خاصة بعد أن أحاطت المحافظة السوق بسلك حديدى وتركت منفذا واحدا لهم لا يراهم من خلاله الزبائن، كما أن البائعين يرون أن هناك عدة أسباب أدت إلى فشل المشروع الذى كلفته المحافظة ملايين الجنيهات، ولعل أهم هذه الأسباب عدم فتح منفذ للسوق من ناحية نفق شبرا، بالإضافة إلى عدم وجود منفذ من ناحية السكة الحديد، وعدم وجود دعاية مناسبة للسوق، فلا يرون الناس ولا يراهم الناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة