فى حديثه الأسبوعى غدًا على الفضائية المصرية..

شيخ الأزهر: انشغال العالم العربى ببعض قضاياه لن ينسيه المسجد الأقصى

الخميس، 15 أكتوبر 2015 02:25 م
شيخ الأزهر: انشغال العالم العربى ببعض قضاياه لن ينسيه المسجد الأقصى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أنَّ مجلس حكماء المسلمين، الذى يترأسه، تكوَّن منذ عامين تقريبًا، ويضم عددًا من عُلَماء الأمَّة وخُبَرائها من كافة الدول العربية والإسلامية، كماليزيا وإندونيسيا، ومهمة هذا المجلس هى المساهمة فى كسرِ حدَّة الاضطراب والاحتراب التى سادت مجتمعاتٍ كثيرةً من الأمَّة الإسلاميَّة، والحد من اتِّساع نِطاق استباحة حُرمة الأنفس والأعراض والأموال، وما يُحدِثُه كلُّ ذلك من آثارٍ نفسيَّة واجتماعيَّة واقتصاديَّة وسياسيَّة تَفُتُّ فى عَضُدِ الأمَّة بما يُنذِر بتفتُّتها والإمعان فى تقسيمها.

وأضاف الطيب فى حديثه الأسبوعى غد الجمعة، على الفضائيَّة المصرية، "المنطقة الآن ومنذ ثلاث سنوات تمر بظروف غاية فى الصعوبة وفقدان السلام، وهذا المجلس أنشئ لنشر السلام فى العالم، وكان له أكثر من اجتماع دورى، وكان له اجتماع فى قلب أوروبا فى فلورنسا وتكلمنا فيه عن السلام وما تتميز به شعوبنا من أنهم أصحاب حضارة ويستحقون العيش فى سلام وأمان كما تعيش الشعوب الأوروبية والشعب الأمريكى واليابانى والروسى، وكان لنا صوت فى مجلس اللوردات فى لندن، وفى الأسبوع المقبل سيكون لنا محاضرة فى البرلمان الإيطالى بغرفتيه تدور كلها حول مسألة السلام"، مشيرًا إلى أن الاجتماع الأخير لمجلس حكماء المسلمين بالعاصمة الأردنية عمان فى 8 أكتوبر 2015م الذى ناقشنا فيه الممارسات العدوانية وغير المتحضرة والهمجية ضد بيت المقدس من الكيان الصهيونى.

وأوضح الإمام الأكبر أن الكيان الصهيونى يستغل انشغال بعض البلدان العربية، بما يحدث فيها من اضطرابات داخلية ومواجهات زرعت زرعا فى بعضها لتنشغل بحالها، وانتهز هذا الكيان هذه الفرصة وبدأ يتوسع فى احتلال المسجد الأقصى، وقسمه زمانيا، والآن يريد تقسيمه مكانيا، بحيث يكون هناك مكان دائم لليهود وآخر للمسلمين، ونحن اجتمعنا وعبرنا عن صوت المسلمين جميعا فى العالم بأن هذا التصرف الهمجى مرفوض، وأن على الكيان الصهيونى ألا يعتقد أن انشغال العالم العربى ببعض القضايا الأخرى قد ينسيه المسجد الأقصى وحرمته فى قلب كل مسلم، وهم واهمون إن ظنوا هذا، وعليهم أن يعلموا أن بيت المقدس فى قلب كل مسلم من المليار ونصف مسلم فى العالم.

وقال: إن مجلس حكماء المسلمين أكد خلال الاجتماع أن الاعتداءات والانتهاكات الصارخة التى يقوم بها الكيان الصهيونى فى باحات المسجد الأقصى "الحرم الشريف"، وبالأخص الممارسات العدوانية التى يقوم بها جنود الاحتلال منذ 23أغسطس2015م، تعد انتهاكاً واضحاً للقيم الإنسانية والمبادئ الدينية، بل وتعد كذلك انتهاكاً صريحاً لمبادئ القانون الدولى وكافة القرارات الدولية فضلاً عن كونها تعدياً مفضوحًا ضد حرية أداء الشعائر التعبدية التى وردت فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة القرار رقم (217) لعام 1948م، وأن جميع هذه الممارسات والعمليات الإجرامية وعمليات الحفر التى تجرى على قدم وساق أسفل وفى محيط المسجد الأقصى "الحرم الشريف" فى ظل تسويق خرافة الهيكل المزعوم، هى جزء من خطة التهويد والتى بدأ التخطيط لها منذ زمن بعيد، والتى اتضحت معالمها من خلال إجراءات انتزاع ملكية أكبر مساحة ممكنة من أراضى السكان الفلسطينيين لخلق وضع جديد من الجغرافيا السياسية لمدينة القدس، وكذا من خلال بناء المستوطنات اليهودية، وإجلاء السكان الأصليين لفرض واقع ديموغرافي جديد، وإحداث خلخلة سكانية في القدس بشقيها لتكون الأكثرية فيها للمحتلين اليهود بحماية جيش الاحتلال، وهم بذلك يريدون أن يغيروا تركيبة السكان وجغرافية القدس الشريف، وإن شاء الله لن يتم لهم ذلك، ونحن ناشدنا العالم الحر والمؤسسات الإسلامية والعربية بأن يكون لها موقف موحد.

وأضاف الإمام الأكبر "مشكلتنا أننا متفرقون، وأن الكيان الصهيونى كيان متحد ومتفق، وكفانا شجبا ورفضا واجتماعات لا ينتج عنها إلا بيانات لا يعبأبها الكيان الصهيونى، وعلى الجامعة العربية أن تعمل على لَمِّ الشمل الفلسطينى، وأن تضع هذه المشكلة نصب أعينها، وتتفرغ تماما لتعود فلسطين كيانا متحدا فى مواجهة الكيان الصهيونى المتحد، كما يجب على منظمة التعاون الإسلامى أن تبادر لبحث الوحدة بين العالم الإسلامى"، مؤكدًا ضرورة توحد العالم العربى، والاقتداء بالاتحاد الأوروبى الذى تستقل فيه كل دولة بحاكمها ونظامها وتتنوع دياناتها وثقافاتها، بخلاف العرب فعندهم من وسائل الوحدة ربما أكثر بكثير من أى اتحاد، فعندنا لغة واحدة، ودين واحد، وجنس عربى واحد، وثقافة واحدة، فلماذا لا نتحد؟! هذا شىء عجيب ومحزن .

وأوضح أن اجتماع مجلس الحكماء بالأردن الاجتماع ركزعلى أهمية وحدة الصف العربى ووحدة العالم الإسلامى، مشددًا على أن الوحدة لا تعنى أن يكون للكل حاكم واحد، فهذا لا يمكن أن يتحقق الآن، وإنما يكون هناك هدف موحد متفق عليه من الجميع، مؤكدًا أنه قد آن الأوان لأن تكون وحدة العالم العربي هي الهم الأول والأخير لجامعة الدول العربية، وكذلك يجب لَمُّ الشمل الإسلامى بحيث يكون ذلك هو الهم الأكبر لمنظمة التعاون الإسلامى، لافتا إلى أن بيانات الشجب والرفض أصبحت روتينية، فإلى متى يصدر من جانبنا كلام وبيانات، ومن الجانب الصهيونى عمل على الأرض وتغيير لجغرافيا المكان وتغيير لتركيبة السكان واستيلاء على مسجد من أهم وأقدس مساجد المسلمين.

واختتم الإمام الأكبر حديثه قائلا: "نريد مرحلة جديدة بعيدة عن بيانات الإدانة والاستنكار، ونسأل الله -عز وجل- أن يوفقنا فيها إلى لمِّ شمل الأمة، أمة الرحمة والسلام".

يذكر أن حديث الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف يذاع على الفضائية المصرية عقب نشرة أخبار الساعة الثانية ظهراً من كل يوم جمعة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة