حسن الأسمر "فارس الأغنية الشعبية".."كتاب حياتى يا عين ماشفت زيه كتاب"

"كتاب حياتى يا عين ما شفت زيه كتاب الفرح فيه سطرين والباقى كله عذاب" بهذه الكلمات التى غناها النجم الأسمر الراحل حسن الأسمر، الذى تمر اليوم الأربعاء ذكرى ميلاده الـ56، أحد أشهر المطربين الشعبيين فى مصر والوطن العربى استطاع أن يلخص قصة حياته مابين الفرح والحزن بكلمات هذه الأغنية، التى شكلت وجدان كل أجيال السبعينيات والثمانينيات، نجح الأسمر فى تجسيد ألم الحياة الذى لم يسلم منها أحد، فمن منا لم يبك عندما يسمعه وهو يقول "الفرح سطر بالغلط مكتوب لما الزمان كان يوم ناسى"، بصوته الحزين الملىء بالشجن، حتى أنه أقنع جمهوره أنه بالفعل يعانى من ألم وعذاب فى حياته نظرا لصدق إحساسه وسرعة وصول الكلمات إلى قلب وعقل جمهوره.

جاء حسن الأسمر إلى القاهرة من قنا مع أسرته للبحث عن فرصة عمل، واستقرت الأسرة فى حى العباسية، الذى تربى ونشأ فيه الأسمر وظل متواجداً فيه حتى وفاته، كان الأسمر يحلم بالتمثيل والوقوف أمام الكاميرات، ولم يكن الغناء فى حساباته، وفى الثمانينيات ظهر حسن الأسمر فى لون شعبى مختلف عن ما كان يقدمه المطربون الشعبيون فى ذلك الوقت وكان ىأشهرهم محمد عدوية، الذى تميزت أغانيه بالرقص والفرح، حيث ركز الأسمر على الأحزان والآلام فى أغانيه لذلك انتشر سريعا وحقق نجاحا كبيرا خاصة بعد طرح أغنية "كتاب حياتى يا عين".

وظهر أول ألبوم غنائى له عام 1984، وكان قد تعمد أن يخفى الوحمة التى تميز بها بعد ذلك من غلاف الألبوم الأول له، وكأنه كان يشعر بالحرج منها، وبعد ذلك اعتبرها تميمة حظه فى مشواره الفنى، ومن هنا اكتسب حسن الأسمر شعبية كبيرة، ولقب بـ"فارس الأغنية الشعبية"، وبعدها بدأت شعبية الأسمر تتوسع وعرضت عليه أعمالا فنيه وفتحت أمامه أبواب السينما والمسرح وقدم مسرحية "باللو"، ومسرحية "حمرى جمرى”، كما قدم أفلام مثل "بوابة إبليس" و"عيون الصقر" و"صراع الحسناوات"، ويعتبر مسلسل "أرابيسك" أشهر ما قدمه حسن الأسمر،وبعد فترة غياب طويلة عن الساحة الفنية عاد الأسمر عام 2008 وشارك فى مسلسل "قمر"، وآخر أعمال حسن الأسمر كانت حملة إعلانية لإحدى شركات المحمول، الذى حقق انتشارا واسعا، حيث كان ظهوره بمثابة فرحة لجمهوره خاصة أنه كان بعد غياب طويل، والمفارقة أن آخر أغنية سجلها حسن الأسمر كانت بعنوان "بحب الحياة" ولم يتم طرحها، حيث إنه توفى بعدها بأيام قليلة فى 7 أغسطس 2011.