لوحة "رقصة الموت" للفنان الألمانى جاكوب هيبلر سنة 1602م.
والآن بات واضحًا أن الموت يعود مجددًا، فكل يوم يسقط شهداء وقتلى فى البلاد العربية، سواء فى فلسطين أو العراق أو ليبيا، وصار تنظيم داعش يقتل ويسفك الدماء، ويصور ضحاياه من القتلى، صورًا فوتوغرافية، أو بالفيديو، كذلك اللاجئون المهاجرون من سوريا الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة فى البحار إثر هجرتهم غير الشرعية.
وهو ما يستدعى إلى ذاكرتنا بعض اللوحات الفنية التى تناولت الموت، أو عبرت عنه، ففى لوحة "انتصــار المــوت" للفنـان الهولندى بيـتر بـريغــل الأبّ، التى رسمها عام 1562م، أينما نظرت فى هذه اللوحة، لا تجد سوى الموت، ففى هذا المشهد البانورامى الضخم نرى جيشا من الهياكل العظمية وهى تشقّ طريقها وسط إحدى المدن، والهياكل رمز للموت الذى يصطاد الأحياء ويقتلهم بلا تمييز ودون شفقة أو رحمة، حتى التفاصيل الطبوغرافية للمكان لا تشى سوى بالموت والخراب.
لوحة "انتصــار المــوت" للفنـان الهولندى بيـتر بـريغــل الأبّ
وفى لوحة "هولبين والمسيح" للفنان الألمانى هانز هولبين، نجده يقدم رؤيته للموت يمكن أن تخيفك وتحبطك، فالوجه الأخضر الرمادى للرجل الميت يميل باتجاه الناظر قليلا، وجزء من شعره الجافّ يفيض على كتلة الحجر المغطاة بكفن أبيض، بينما تشير اللحية إلى السقف المنخفض للصندوق الذى تتمدّد فيه الجثة، يده اليمنى تتّكئ على حافة القماش المجعّد، والجسد عار باستثناء قطعة قماش تغطّى جزءه السفلى، والعظام شاحبة والعضلات متيّبسة والبشرة متجعّدة وهامدة.
وعلى عكس ما يوحى به العنوان، ليس فى هذا الجسد شىء يشبه المسيح، إنها جثة يمكن، ببساطة، أن تخصّ أى إنسان، وهولبين يقدّمها لنا بشكل طبيعى وإكلينيكى كخبير فى علم الأمراض يصوّر ضحيّة أحد الحوادث على مشرحة بمستشفى.
لوحة "هولبين والمسيح" للفنان الألمانى هانز هولبين
ولوحة "إرث الشهيد" للفنانة الفلسطينية تمام الأكحل، تعبر عن الأزمة الفلسطينية، والنكبة التى يعيشها الشعب الفلسطينى، واللوحه تخلو تمامًا من أى خلفية للمشهد الوحيد بها، حيث نرى طفلا فلسطينيا يحمل جثة والده البيضاء العارية الطويلة والثقيلة جدا على قدرة الطفل.
لوحة "إرث الشهيد" للفنانة الفلسطينية تمام الأكحل
وفى لوحة الفنان البولندى تجيسـلاف بيشينيسكى، عندما تنظر إليها، لابد أن تستوقفك طبيعتها الصادمة وتفاصيلها المخيفة، فى هذه اللوحة يرسم رجلا وامرأة على هيئة هيكلين عظميين، وهما فى حالة عناق حميم. الصورة مزعجة وربّما مرعبة، واللون البرتقالى الذى يغطّى المشهد بالكامل يكثّف حالة الشعور بالانقباض والسوداوية، هل هى لوحة عن الموت؟ أم أنها تعبير عن الإحساس بخواء الحياة وخلوّها من أى معنى؟
لوحة الفنان البولندى تجيسـلاف بيشينيسكى
وفى لوحة موت مارات، للفنان جاك لويس دايد، اعتمد على الظلل والنور فى إبراز الجسد والأشياء المحيطة به وكأن هناك ضوء مسلط من وراء الميت لإظهاره وشد الانتباه إليه والتركيز عليه، فساعد فى إظهار هذا الضوء الخلفية القائمة ثم أخذ فى تخفيف حدة القتامة فى الجزء الأسفل من الميت واستخدم الضوء بشدة فى الساعد ليجذب الانتباه بعد ذلك إلى الرسالة الموجودة فى يده.
لوحة الفنان جاك لويس دايد
وفى لوحة الفنان التشكيلى السورى يوسف عبدلكى، يصور الموت انتصار فى الحياة، لشخص قتل وجسده ملقى على الأرض، وعينيه مفتوحة عن آخرها فى تحدٍ واضح لأعداء الحياة.
لوحة الفنان يوسف عبدلكى
موضوعات متعلقة..
- القومى للترجمة يطلق دورة تدريبية للترجمة عن الإنجليزية فى مجال أدب الطفل
عدد الردود 0
بواسطة:
يوسف على
موضوع يغزى الروح الثقافية
فوق