زينب عبداللاه تكتب:لما الشتا يدق البيبان مصر بتغرق فى شبر ميه..محافظ الإسكندرية الوسيم اهتم بشبكة الواى فاى ونسى شبكة الصرف الصحى.. ونداء للرئيس:هؤلاء المسئولون يحاربونك أكثر من أعداء البلد فتخلص منهم

وكأن الشتاء قد حل فجأة، وكأن الحكومة والسادة الوزراء "ماكنوش عاملين حسابهم" ولم يتوقعوا سقوط الأمطار ولم يتوقع محافظ الإسكندرية الدكتور هانى المسيرى التى غرقت فيها السيارات ومات فيها الناس بسبب سقوط الأمطار أن محافظته الساحلية تشهد كل عام نوات وسقوط أمطار غزيرة، ففوجئ المحافظ الوسيم بهذا المشهد المخجل لشوارع الإسكندرية وميادينها التى ينشد أن يغطيها بشبكة الواى فاى غارقة فى شبر ميه بسبب عدم وجود شبكة صرف صحى تستوعب سقوط الأمطار على مدينته الساحلية، فغرقت عروس البحر المتوسط فى مياه المطر.

وغرقت مع شوارع الإسكندرية تصريحات محافظها بأنها تستحق أن تكون العاصمة الأولى لمصر بكل ما تحويه من مميزات! وتصريحاته المنمقة عن نشر خدمة «الواى فاى» بالميادين الرئيسية بالمحافظة، وضرورة التنسيق مع الجهات الأمنية لتأمين الحصول على الخدمة، فهل سيادة المحافظ لم يدرك أن من أبسط قواعد تأمين المواطنين والممتلكات والشوارع فى محافظته الساحلية وجود شبكة صرف صحى تستوعب الأمطار المتوقعة؟!

ألم يخجل سيادته من تصريحاته التى علق فيها على غرق المحافظة بسبب موجة الأمطار والتى قال فيها إن المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، قد خصص مبلغ 75 مليون جنيه لإعادة تجديد وإحلال وتوسعة شبكة الصرف الصحى ببعض المناطق بالإسكندرية، للقضاء على مشكلة تراكم مياه الأمطار نهائيا، وأن نتائج عمليات التطوير لن تظهر هذا الموسم من الشتاء ولكنها سوف تظهر فى العام القادم؟!

واستكمل المحافظ تصريحاته المستفزة، مؤكدا أن الإسكندرية تستوعب 3 أضعاف كمية استهلاكها الطبيعى من مياه الصرف الصحى فى حالة سقوط أمطار، بما يمثل عبئا شديدا على شبكة الصرف الصحى يؤدى إلى تراكم مياه الأمطار، وكأنه لا يعرف طبيعة مناخ المحافظة ولم يكن يتوقع سقوط الأمطار بغزارة.

وهل ننتظر طبقا لتصريحات سيادته مزيدا من القتلى والخسائر حتى يتم تجديد وإحلال شبكة الصرف الصحى العام القادم؟!

ألم ير سيادته سيارات المواطنين التى غرقت فى المياه وأعداد الضحايا ومشهد قسم شرطة باب شرق المحاصر الذى حاصرته الأمطار وأسوار المدارس التى سقطت، فقدر الله ولطف ولم تسقط على الطلاب أو المارة بل ألحقت خسائر ببعض السيارات، وهل يستطيع أن يعطينا تقديرا لعدد الضحايا الذين يتوقع سقوطهم وحجم الخسائر التى ستقع حتى تنتهى الشبكة المنتظرة العام القادم.

ما فعله المحافظ وما لم يفعله نموذج واضح يجسد أن الحكومة والسادة المحافظون أمثاله لا يدركون حجم مسئولياتهم ولا يعرفون أولويات المرحلة وأولويات المواطن ولا يصلحون للبقاء على كراسيهم، ويؤكد للأسف أنه طالما بقى المسئولون يتعاملون مع المشكلات المتكررة والمتوقعة والتى تمثل خطرا على المواطنين بهذا الشكل فإنهم يعملون ضد الوطن ويتركون الرئيس يعمل ويفكر وحده، بل ويعملون ضده وضد كل خطط التنمية وضد مصلحة الوطن والمواطنين.

بل والأكثر استفزازا ما صرح به رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية التابعة لوزارة الإسكان، مؤكدا أنه تمت مراجعة جميع مصبات تصريف مياه الأمطار بطول طريق الكورنيش بدءا من كوبرى المندرة حتى منطقة قلعة قايتباى ببحرى، وذلك فى إطار الاستعداد المستمر للنوات القادمة وسقوط الأمطار التى تتعرض لها المحافظة، ويبدو أن سيادة رئيس شركة الصرف الصحى لم يخرج من مكتبه ولم ير كيف غرق أهالى وشوارع وسيارات عروس البحر فى مياه الأمطار التى أكد سيادته أنهم مستعدون لمواجهتها.

سيادة الرئيس.. هؤلاء المسئولون يحاربونك ويعملون ضدك وضد مصلحة الوطن والمواطن ويعرقلون كل خططك أكثر مما يفعله أعداؤك فتخلص منهم واختر من يستطيع أن يتحمل معك مسئولية هذا الوطن ومواطنيه.