الاتفاق النووى الإيرانى مع دول الغرب يفتح الطريق التجارى من جديد بين طهران وواشنطن .. الإيرانيون يتذوقون لأول مرة البرجر الأمريكى بعد العقوبات ..والأمريكيون سيتناولون الفستق والكافيار

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015 09:00 م
الاتفاق النووى الإيرانى مع دول الغرب يفتح الطريق التجارى من جديد  بين طهران وواشنطن  .. الإيرانيون يتذوقون لأول مرة البرجر الأمريكى بعد العقوبات ..والأمريكيون سيتناولون الفستق والكافيار الرئيس الإيرانى حسن روحانى
تحليل إخبارى - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الموت لأمريكا" "الشيطان الأكبر" "مقارعة الاستكبار الأمريكي "حرق الأعلام الأمريكية " "دهسها بالأقدام"، عبارات ومشاهد أصبحت شبه يومية تتكرر فى كل مناسبة فى إيران بعد أن قطعت إيران علاقاتها الدبلوماسية بواشنطن فى أعقاب الثورة الإسلامية فى عام 1979م .

و فى المقابل لم تنقطع العلاقات التجارية والاقتصادية بشكل تام بينما ظلت محدودة، لكنها أخذت فى منحنى الهبوط السنوات الماضية بفعل العقوبات التى فرضها المجتمع الدولى والولايات المتحدة الأمريكية على طهران بسبب برنامجها النووى.

وخلال تلك الفترة لم تتمكن فيها بضائع طهران وصناعتها من العبور خارج محيطها إلى الأسواق العالمية حيث تم حظر تصديرها إلى الخارج، وكذلك منعت طهران من استيراد احتياجاتها من الخارج.

الاتفاق النووى الذى تمكنت طهران من انتزاعه فى 14 يوليو الماضى مع القوى العالمية، يقضى برفع العقوبات الاقتصادية التى فرضت على الاقتصاد الإيرانى على مدار سنوات، شكلت جزءا كبيرا من اخفاق هذا الاقتصاد فى الداخل، ليبعث هذا الاتفاق الروح من جديد فى عروق إقتصادها، وقد يجرها نحو انفتاح كبير أمم الاسواق العالمية، وهو ما يخشى منه بعض المتشددين الذين يرون فى هذا الاتفاق الفرصة لنفوذ أعداءه داخل إيران، لكن الحكم كان فى النهاية للهجة المصالح، واستخدام البرجماتية التى برعت طهران فى استخدامها منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية أبرزها كان فى قبول الخمينى صفقة اسلحة أمريكية أثناء الحرب العرقية الإيرانية باعتراف رئيسه الأسبق على أكبر هاشمى رفسنجانى.

وتحرص إيران خلال الأشهر المقبلة على جذب شركات النفط والغاز العالمية، كما تعمل على زيادة الإنتاج والاستثمار وبعد شهرين من توقيع الاتفاق بدأ الاقتصاد وحركة التبادل التجارى الإيراني تنتعش ويتلقى وعود المستثمرين الأجانب التى دعا إليها الرئيس حسن روحانى للاستثمار داخل البلاد.

و استقبلت طهران العديد من كبار المسئولين الغربيين لمناقشة التعاون الاقتصادي بينهم وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابريل ووزير الشؤون الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيرينى، ووزير الخارجية الايطالى.

كما كانت شركتا النفط شل وإيني، وشركة بيجو العملاقة لصناعة السيارات، ضمن المؤسسات التي أجرت محادثات عمل مؤخرا وقال هنري سميث، المدير المساعد بشركة "مراقبة المخاطر" أو "كنترول ريسكس"، إن المديرين المقيمين في دبي وأماكن أخرى توجهوا إلى العاصمة الإيرانية طهران لبحث فرص الاستثمار هناك. وأصدرت شركة شل للبترول بيانا قالت فيه إنه بمجرد رفع جميع العقوبات المناسبة عن طهران فإن الشركة ستكون "مهتمة باستكشاف الدور الذي يمكن أن تلعبه شل في تطوير إمكانات قطاع الطاقة الإيراني". أما شركة بيجو فهي أكثر استعدادا للتحرك وقالت إن الاتفاق "يجب أن يمهد الطريق لإحراز تقدم مهم في المناقشات" مع شريكها التاريخي، مؤسسة إيران خودرو.

غرفة تجارة أمريكية-إيرانية مشتركة


وكان للولايات المتحدة الأمريكية التى تنعتها طهران "بالشيطان الأكبر" نصيبا من التبادل التجارى، ومع أمل المسئولين الإيرانيين بأن يرتفع إلى سابق عهده مع واشنطن، حيث كشف رئيس غرفة التجارة والصناعة الإيرانية محسن جلال بور عن أن إيران والولايات المتحدة تجريان مفاوضات حول إطلاق غرفة تجارة مشتركة، وأكد إن الولايات المتحدة بدأت بالفعل باتخاذ اجراءات لإنشاء غرفة تجارة مشتركة مع إيران، مشيراً إلى أن طهران وفقا للقانون الإيراني، يمكنها تسجيل هيئة مماثلة للعمل مع الولايات المتحدة في غضون الشهرين القادمين بعد إطلاق الغرفة رسميا في واشنطن.

الأمريكيين سيتناولون الفستق و الكافيار ويقتون مجددا السجاد الإيرانى



وبعد 5 سنوات من العقوبات التى حظرت تصدير طهران للسجاد اليدوى إلى واشنطن، بموجب قرار الكونجرس الأمريكى فى 2010، فتح الاتفاق آفاق جديدة أمام اقتناء الأمريكيون السجاد اليدوى الإيرانى باهظ الثمن الذى تعد القطعة الصغيرة منه بآلاف الدولارات حيث أعلن رئيس المركز الوطنى للسجاد الإيرانى حميد كارجر، بدء تصدير السجاد الإيرانى بشكل رسمى ومباشر إلى الولايات المتحدة الأمريكية أوائل العام المقبل 2016.

ووفقا لكارجر سمح الاتفاق لإيران تصدير بعض البضائع إلى الولايات المتحدة الأمريكية كان تم حظرها، منها "السجاد اليدوى والفستق والكافيار"، وقبل حظره كانت الولايات المتحدة من أولى مستوردى السجاد الإيرانى حيث بلغت قيمة التصدير 82 مليون دولار ، وتطمح إيران أن تعود السجادة الإيرنية مجددا إلى الأسواق الأمريكية بشكل قوى لتحتل مكانتها الأولى وأن يفتح السوق الأمريكيى لها أبوابه من جديد.


الإيرانيين سيتذوقوا لأول مرة شطائر برجر أمريكية



وبينما يدعو المتشددون بالموت على أمريكا فى كل صلاة جمعة، كشفت مواقع إلكترونية إيرانية منها موقع "تسنيم" الذى ينتمى للحرس الثورى عن تسجيل شركة برجر كينج للوجبات السريعة الأمريكية علامتها التجارية فى إيران،. ووفقا للموقع الإلكترونى، فأن عددا من فروع مطاعم الوجبات السريعة شوهدت مؤخرا فى إيران، لكن ليس واضح إن كان برجر كينج الأصلى أم مطاعم أخرى علقت لافتة المطعم الأمريكى، ووفا للموقع سجلت شركة كنتاكى للوجبات السريعة أيضا فى إيران. فيما يرفض التيار المتشدد هذا الانفتاح معتبرا أنها شركات أجنبية دخيلة على المجتمع الايرانى ستنقل إليه ثقافة غربية.

الداخل الإيرانى منقسم بشأن العلاقات السياسية



التبادل التجارى والعلاقات الإقتصادية الأخذة فى منحنى الصعود بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، يجعل البعض يذهب إلى القول بأن طهران ربما تحقق انفتاحا سياسيا، وارتقاء دبلوماسيا مع واشنطن، لكن هذا الأمر ليس سهلا فى ظل مع وجود المتشددين الذين يفضلون إستمرار حالة الصدام بالغرب، ورفضوا المفاوضات مع الغرب، بل وعارضوا الاتفاق النووى حتى الآن واعتبروا فريق التفاوض يستحق الموت لمجرد أنه جلس على طاولة واحدة أمام الغرب، لكن يطمح الرئيس المحسوب على المعتدلين حسن روحانى بهيمنة الإصلاحيين المعتدلين على البرلمان فى الانتخابات التشريعية المقبلة فى فبراير القادم ليكون الصوت الأعلى للمعتدلين ليتصدروا المشهد السنوات القادمة، ويرى هاشمى رفسنجانى الرئيس الأسبق وهو أكبر داعم لروحانى، أن فرصة اعادة العلاقات الأمريكية الإيرانية ليست غير ممكنة لكن مرتبطة بتغير الطرف الأخر من سياسته أمام إيران.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة