كل الرهانات أن يكون مجلس النواب بعد اكتماله على قدر المسؤولية التى يضعها المجتمع على عاتقه، فالناس لديها مطالب لا يمكن ترجمتها بعيدا عن مجلس الشعب، خاصة فى الشق الاجتماعى المتعلق بالخدمات التعليمية والصحية. وهى بحاجة إلى قفزات تخرجها من حالتها الحالية إلى حالة أخرى.
ولا يتوقع المواطنون أن ينشغل مجلس النواب مثلما انشغل ما قبله بالمعارك الفرعية والاستعراض على حساب القضايا القومية والاقتصادية والاجتماعية، وأن يصبح منصة للحوار من أجل التغيير للأفضل، ومعالجة القضايا والمطالب الجماهيرية، كما أنه سيكون عليه مهام دقيقة فى رسم الخطوات القريبة والأبعد فى سياق الخرائط المأمولة.
وقد أثبتت التجارب والممارسة حاجتنا بالفعل إلى ثورة تشريعية فى نظام الإدارة واختيار المسؤولين، وتنظيم عمل الوزارات والهيئات، ومواجهة تغولات المال أو الفساد فى بعض المناطق المهمة.
وسوف يتيح تفرغ مجلس النواب للتشريع أن يمارس الرئيس سلطاته فى تنظيم وتطوير عمل السلطة التنفيذية، ومتابعة المشروعات والخطط التى تحتاجها مصر، فضلا عن إعادة تنظيم الإدارة الحكومية والمتابعة. ولعل من أهم دلائل الاستقرار أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سافر إلى الهند مرورا بالإمارات العربية المتحدة. على رأس وفد مصرى فى اجتماعات قمة منتدى الهند - أفريقيا 2015 فى دورتها الثالثة التى تبدأ اليوم بمشاركة ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات الهند وأفريقيا.
مشاركة الرئيس السيسى لها أكثر من بعد، منها قمة منتدى الهند- أفريقيا، ودور مصر وعلاقاتها على المستويين الأفريقى والدولى، لكن الأهم هو مدى الاستقرار الكبير الذى جرت به المرحلة الأولى للانتخابات، نحن نتحدث عن تطوير وتنشيط للعلاقات الخارجية بموازاة لانتخابات تقود إلى مجلس النواب.
الفكرة هنا أن الأمن القومى والقضايا الإقليمة تكمل الدور الداخلى للرئيس والحكومة.
موضوعات متعلقة..
- ابن الدولة يكتب: الانتخابات والإسكندرية والأزمات ومحاسبة المسئولين..هؤلاء النواب هم من يقوم بالنيابة عنهم فى التشريع والرقابة وتجهيز أفضل طرق لتطوير المحليات
- ابن الدولة يكتب: الدروس التى نتعلمها من أزمة الإسكندرية.. المراقبة والحساب هما المنهج الذى يتبعه الرئيس مع الحكومة بشدة وبتفاصيل دقيقة
- ابن الدولة يكتب: ما بعد الانتخابات.. ماذا ينتظر الناس من النواب والحكومة؟.. الظروف السياسية والاقتصادية تحتم أن يعمل البرلمان فى مهامه ويتجاوز المعارك الفرعية
- ابن الدولة يكتب: كيف نضع نموذجاً للحوار حول القضايا الكبرى؟.. غياب العمل السياسى السليم وعدم اتجاه التيارات السياسية لبلورة آرائها بشكل واضح وراء ما يحدث من جدل متناقض
- ابن الدولة يكتب: دروس الانتخابات للحكومة والأحزاب والإعلام.. الأحزاب بحاجة لإعادة النظر فى تجربتها وعلاقتها بالشارع.. والحكومة عليها مراجعة التجربة وملاحظات القضاة