يرى التقرير، أن "ترامب" لا يصلح أن يصير رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من سبب، منها وجهة نظره حول الضرائب، رؤيته لحقوق المرأة، وأرائه عن المهاجرين والأقليات وأصحاب الديانات غير المسيحية، لكنه يمتلك رؤية قد يرغبها الكثيرون فيما يتعلق بسياسة أمريكا الخارجية.
يقول التقرير، إن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت أسيرة طريقتين فى التعامل مع الشأن الدولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، الطريقة الأولى يعتنقها الليبراليون وهى تتركز فى التأثير على دول العالم عبر القوة الناعمة، ونشر الديمقراطية، فى حين تبنى المحافظون بالولايات المتحدة أسلوب القوة لفرض رؤية الولايات المتحدة الأمريكية.
يقدم "ترامب" رؤية مختلفة تهدف اهتمام أمريكا بشأنها الداخلى وعدم التدخل فى قضايا قد تجنى من ورائها العديد من الخسائر الاقتصادية، فالمرشح الرئاسى الذى يمر بتراجع فى شعبيته أمام "بين كارسون" مرشح نفس الحزب، يعتمد رؤية خاصة توفر على أمريكا عناء تورطها بالشأن الدولى، خاصة بعد فشلها فى الساحة الدولية وخلقها كوارث مثل كارثة العراق وليبيا، ونجاحاتها القليلة مثل إنقاذ مسلمى البوسنة.
ويسلط التقرير الضوء على آراء ترامب الذى يرى أن على أمريكا عدم الحرص على علاقاتها مع أوروبا لما تكلفه قواعد الناتو من أموال ضخمة من خزينة أمريكا، هو ضد تصرف روسيا الذى فجر أزمة أوكرانيا، لكنه يرى أن الأزمة فى نهاية المطاف لا تمس بضرر الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أمر يجب على القارة العجوز تحمله وحدها.
ويرفض ترامب أيضا توفير حماية لكوريا الجنوبية من جارتها كوريا الشمالية دون أى مقابل مادى يوفر على أمريكا الملايين التى تكلفها قواعد الجنود هناك، وفيما يتعلق بعلاقة أمريكا مع الصين، ينظر ترامب إلى الأمر بشكل اقتصادى بحت، فهو يطالب برفع الضرائب على الصين اذا قامت بأى تلاعب فى سوق العملة.
ويرى تقرير الفورين بوليسى أن رؤية ترامب الاقتصادية لعلاقات أمريكا بالمجتمع الدولى قد تريحها من العديد من الأعباء الاقتصادية، وهى رؤية قد تقنع قطاع عريض من الناخبين بالولايات المتحدة الأمريكية.
موضوعات متعلقة
كارسون يتفوق على ترامب فى سباق الجمهوريين نحو الرئاسة الأمريكية