عبد النبى مرزوق يكتب: عفوا إنه صراع الأغبياء

السبت، 31 أكتوبر 2015 12:09 م
عبد النبى مرزوق يكتب: عفوا إنه صراع الأغبياء صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان تصدر التيار الدينى للمشهد السياسى عقب ثورة يناير المجيدة شيئًا جيدًا لكنه أتى قبل أن تطيب ثماره فى نفوس المجتمع ولم يؤسس لنفسه أرضية شعبية خصبة تؤهل للزرع والحصاد قائمة على الخبرة السياسية والكفاءة الإدارية، أى كان الأمر على غير المرجو منه سلوكا وعملا مما أدى إلى انصراف الكثير من المؤيدين نتيجة التخبط وتدنى الأداء ونشوب صراع خفى بين طرفى التيار الدينى ما لبث أن طفى على الساحة السياسية سعيا لاستئثار كل منهم بصدارة المشهد حتى خسرا معا فى معركة أشبه ما تكون بصراع الأتقياء.

لقد ظن الإخوان أنهم يخدمون الدين بالاستئثار بالحكم والانفراد بالرأى وكان الخطأ فى التوجه والفشل فى الإدارة عنوانًا، فلا دينا قدموا ولا دولة أقاموا، وظن السلفيون أنهم يخدمون دعوتهم بالهجوم على الإخوان وتشويه صورتهم فى كثير من الأحداث صبت كلها فى كفة الإخوان إفشالا، لقد تنبه كثير من الساسة قديمهم والحديث منهم طيبهم والخبيث منهم بأن سمة صراع بين أشقاء التيار الدينى ليثبت كل منه صحة منهجه وصلاح دعوته لكن كلاهما كانا على خطأ من ضلال الفكر وسوء العمل، فرحل الإخوان وظل السلفيون دون أن يدركوا أنهم باتوا وقودا لحرب لن يصب النصر فيها لصالحهم.

المباراة الصفرية التى خاضها الإخوان والسلفيون لصالح الغير قادتهما إلى السقوط الدعوى بعدما فرطا طوعا فى الرسالة الدعوية وفق قواعد الحكمة والموعظة الحسنة ثم السقوط السياسى بسبب ممارسة سياسية تفتقر إلى قواعد الكفاءة والاقتدار، لم يدرك السلفيون أنه بغروب الإخوان عن الحكم بات سقوط حزب الدعوة السلفية من المشهد السياسى مسألة وقت لا اكثر وذلك لإفساح الساحة السياسية أمام تكتل سياسى وليد يتبوأ مقاعد البرلمان لدعم وتوطيد موقف الرئيس مما يعد بمثابة الضربة القاسمة لليمين الدينى بجناحيه الإخوان والسلفيين. حقا إنه صراع الأتقياء... عفوا بل صراع الأغبياء.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة