الاعتراف بالحق فضيلة، والاعتراف بحقيقة تقول إن إرث الدولة المصرية من فساد وخلل فى مختلف المجالات، صحة واقتصادا وتعليما وبنية تحتية، يشكل عبئًا على الدولة الجديدة وخططها للتنمية، ويعطل ويؤجل شعور الناس بالإنجازات الحقيقية والمهمة التى تحدث على الأرض، واجب يستدعى بعده تحركا شعبيا ودوليا لمكافحة هذا الفساد.
الاعتراف بأن إرث السنوات الثلاثين الأخيرة ثقيل حقيقة لا عيب فى تكرارها وتذكير الناس بها، حتى تكون الأمور على بينة وواضحة أمام الجميع، فلا مصر سويسرا، ولا الرئيس الحالى تسلمها وهى كاملة المرافق، جيدة البنية التحتية، ولا جهازها الإدارى بالقوة التى تساعده على تحقيق أحلامه ومشروعاته، وبناء عليه يعلم الجميع أن كل بناء تريد أن تبدأ به مصر لأجهزتها ومؤسساتها وكل إنجاز يريد المصريون تنفيذه على الأرض سيحتاج فى البداية إلى تطهير الأرض المصرية من بقايا إرث السنوات الفاسدة الماضية، وهذا الإرث الفاسد مازال له حراس داخل أجهزة الدولة يدافعون عنه، ويسعون للإبقاء عليه، ويقاتلون كل من يقترب منه بشراسة، وفى هذا الإطار يمكنك أن تفهم دعوة الرئيس السيسى للناس بالصبر والحرب على الفساد، فهو لا يطالبهم بالصبر لأنه تأخر أو أبطأ فى تحقيق ما وعد به بقدر ما يطالبهم بالصبر والمشاركة فى معركة تطهير الوطن من إرث الماضى الفاسد، الصبر لكى تتم عملية التطهير حتى يتم البناء على نظافة دون أخطاء، وبعيدا عن فكرة المسكنات التى ترضى الجمهور وترفع شعبية الرئيس ولكنها لا تفيد الوطن أبدا، الحلول المؤقتة لا تفيد الوطن أبدا، وهذه رسالة الرئيس السيسى التى تحتاج دعما وتشجيعا، شجعوا الرئيس على أن يمضى قدما فى بناء المشروعات الضخمة والعملاقة والمستدامة، حتى ولو كان مردودها لصالح جيل قادم أو أن ثمارها تظهر بعد سنوات، أفضل من أن تضغطوا عليه ليقدم لمصر مسكنات تفرح شعبها لأيام ثم يشعر الناس بآثارها الجانبية الكارثية بعد السنوات.
تشجيع الدولة على البناء ومحاربة الفساد والصبر عليها لتنفيذ تلك المهمة الصعبة، أفضل بكثير من الضغط على الدولة لكى ترضى هذا أو تصدر قرارا سريعا يفرح ذاك، أو تعيد تجميل ميدان أو اثنين ومستشفى أو ثلاثة أو منح العمال منحة أو علاوة وتصوير ذلك على أنه هو الإنجاز. الإنجاز الحقيقى فى رأيى هو الخروج من معركة الفساد بأكبر المكاسب، مصر كنز كبير يأكله الفاسدون من أهله سواء كانوا مسؤولين كبارا أو مسؤولين صغارا أو مواطنين يشاركون فى منظومة الفساد تحت مظلة اللامبالاة أو الرغبة فى تخليص المصالح، الرئيس تكلم كثيرا عن حربهم ضد الفساد، والأجهزة الرقابية وصلتها الرسالة، والفترة الماضية شهدت الكشف عن العديد من قضايا الفساد الكبرى، وهذه خطوة تستحق الدعم والمشاركة والتشجيع، فالحرب على الفساد فى مصر أقوى وأشرس من الحرب على الإرهاب، خسائر وتحركات الإرهاب معروفة، ووجهه القبيح واضح للعيان، أما وجوه الفساد فغالبًا متغيرة ومتلونة وقادرة على إيهام الناس بغير الحقيقة.
موضوعات متعلقة..
ابن الدولة يكتب: كيف استعادت مصر دورها الإقليمى بالتحرك الشامل؟.. هناك تحولات إقليمية متوقعة وتحرك روسى وأمريكى.. ومصر تتحرك على كل الأصعدة وتتجاوز رد الفعل
ابن الدولة يكتب: أين اختفى الكلام عن تجديد الخطاب الدينى؟.. ولماذا يتركون الرئيس وحيدا؟!.. تقاعست المؤسسات الدينية الرسمية واكتفت وزارة التعليم بالإعلان عن لجان غير مدروسة لتنقية المناهج من التطرف
ابن الدولة يكتب: ثمار رحلة نيويورك.. كيف غيرت مصر وجهات نظر إقليمية ودولية.. بمراجعة تحركات مصر فى الأمم المتحدة العام الماضى يمكن اكتشاف حجم التحول فى رؤى بعض الدول اعتمادا على رؤية مصرية واضحة
ابن الدولة يكتب: "الأمل والعمل".. وعودة الثقة فى نيويورك.. المبادرة تأتى فى وقت يحتاج فيه هذا المحيط إلى ما ينقذنا من جحيم الفراغ الذى تحتله داعش وأفكارها المتطرفة
ابن الدولة يكتب: مكاسب الرحلة الثانية إلى نيويورك.. ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال العام الماضى على مستوى السياسة الخارجية هو إنجاز بكل المقاييس