فجرت دراسة كندية مفاجأة من العيار الثقيل، توضح سبب فشل محاولات الكثيرين فى خفض أوزانهم، حيث أشارت إلى أن التخلص من السمنة والوزن الزائد أصبح أمراً بالغ الصعوبة هذه الأيام، ويحتاج إلى مجهود مضاعف بعكس ما كان عليه الحال عليه فى الماضى.
وتابعت الدراسة التى أشرف عليها باحثون من جامعة يورك الكندية، أن المواد الكيميائية الموجودة فى أغلفة الأطعمة والمبيدات الحشرية والهرمونات الموجودة فى الأطعمة التى نتناولها هذه الأيام وكذلك العقاقير المضادة للاكتئاب تسببت فى اكتساب المزيد من الوزن وجعلت التخلص من السمنه أمراً شبه مستحيل.
وكما أن المحليات الصناعية التى يتم إضافتها للأطعمة والمشروبات ساهمت فى زيادة معدلات الإصابة بالسمنة، لأنها قد تتسبب فى حدوث مقاومة لهرمون الأنسولين، وبالتالى تزداد نسب الجلوكوز فى الدم، والتى تتحول بعد ذلك إلى دهون بواسطة الكبد.
ومن العوامل أيضاً التى ساهمت فى رفع معدلات الإصابة بفرط الوزن: زيادة الضغوط النفسية على الشعوب والتوقيتات غير المنتظمة لتناول الطعام والتعرض لقدر كبير من الضوء خلال الليل.
وكشفت النتائج أن وزن الأشخاص الخاضعين للدراسة فى عام 2008 كان أكبر من وزن أقرانهم فى عام 1971، على الرغم من حصولهم على السعرات الحرارية ذاتها، وكما أوضحت أن معدلات السمنة ارتفعت بين الناس فى عام 2006 عما كانت عليه فى عام 1988 بمعدل 5% على الرغم من ممارستهم التمارين الرياضية ذاتها.
وارتفع الإقبال بشكل ملحوظ على تناول العقاقير المضادة للاكتئاب منذ بداية الثمانينات، وهى تعد ثالث أكثر الأدوية التى يتم صرفها بالصيدليات بأمريكا، وكما تضاعف استخدامها بين البريطانيين فى الفترة من 1975 حتى 1998.
وفسر الباحثون أسباب صعوبة التخلص من السمنة هذه الأيام، مشيرين إلى أن الهرمونات والمواد الكيميائية والعادات الخاطئة قد تكون ساهمت فى تغيير طبيعة بكتيريا الأمعاء، وتسببت فى زيادة الوزن، مضيفين أن ذلك قد يفسر لنا سبب تمتع أفراد جيل الثمانينات وما قبله بالرشاقة مقارنة بالأشخاص من مواليد جيل التسعينات و2000.
وأضاف الباحثون أن أفراد هذا الجيل يحتاجون إلى ممارسة قدراً أكبر من الانشطة الرياضية وإتباع حميات غذائية أكثر تشدداً للتمتع بالوزن والشكل والرشاقة التى كان عليها أبناؤنا فى الماضى.
ونشرت هذه النتائج بدورية "Obesity Research & Clinical Practice"، وكما نشرت بالمجلة الطبية "Journal of Public Health" خلال شهر أكتوبر الجارى.