نقلا عن اليومى..
إن الانتصار التى حققه الجيش فى حرب أكتوبر 1973، سيظل شاهدا على شجاعة وقدرة الجندى المصرى، الذى كان أخطر وأهم سلاح فى معركة المصير، واستطاع مواجهة أحدث وسائل ومعدات القتال الإسرائيلية صلبا صامدا دون أن يهاب الموت أو ترهبه نقاط العدو الحصينة التى تم بناؤها على طول قناة السويس، الأمر الذى غيّر مفاهيم العلوم العسكرية، ونظريات القتال الحديثة فى جميع دول العالم بعدما أثبت المقاتل المصرى قدرته على حسم المعركة، فى مواجهة المعدات و الآليات الحديثة والمقاتلات المتطورة.
معركة السادس من أكتوبر أثبتت قدرة القوات المسلحة المصرية على قهر الصعاب ومواجهة التحديات وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلى الزائفة التى صنعتها أجهزة الإعلام الغربية ووسائل الشائعات والحرب النفسية، التى كانت تستهدف النيل من معنويات المقاتل المصرى وإيهامه بأن عبور قناة السويس حلم لن يتحقق.
الجيش المصرى العظيم الذى حقّق النصر فى أكتوبر 1973، وعبر قناة السويس، ودمّر خط بارليف وجميع النقاط الحصينة شرق القناة، وأزال الساتر الترابى، وخاض معارك ضارية، على مستوى جميع الأسلحة، هو أيضا الذى حفر قناة السويس الجديدة، ويشرف على مئات المشروعات القومية العملاقة التى تدعم خطة التنمية الشاملة للدولة، وتساهم فى رفع المستوى الاقتصادى والاجتماعى للمواطن المصرى، وعلى الرغم من كل تلك الجهود حافظ الجيش المصرى على كفاءته وقدرته القتالية والفنية، داخل تشكيلاته ووحداته، انطلاقا من وعيه بهدفه الرئيسى فى حماية الحدود والاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية، وتأمين كل حبة رمل من تراب الوطن الغالى.
«اليوم السابع» تقدم تحية واجبة لكل الرجال الذين صنعوا النصر فى حرب أكتوبر المجيدة، وكذلك أبنائهم وذويهم الذين يرابطون اليوم على الحدود للدفاع عن تراب الوطن وحماية أراضيه ومواجهة الإرهاب الأسود، فهم امتداد لذلك الجيل العظيم، الذى حقق النصر وحرّر الأرض من يد المحتل المغتصب وأعادوا لمصر عزتها وكرامتها، وتعرض لقطات من حرب أكتوبر المجيدة وشهادات لقادة وضباط وجنود شاركوا فيها، وكانت لهم بطولات نادرة.
قال اللواء محمد سعيد محمود - أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة - إن هزيمة يونيو 1967 كانت خدعة، نجحت خلالها القوات الإسرائيلية من تدمير جميع المطارات الموجودة غرب النيل، وشبه جزيرة سيناء، الأمر الذى أدى إلى تدمير القدرة الجوية للجيش المصرى، ومهد الطريق لدخول القوات الإسرائيلية إلى أراضى سيناء واحتلالها حتى قناة السويس.
وأوضح اللواء سعيد لـ«اليوم السابع» أنه كان ضمن قوة أحد الألوية المدرعة العاملة فى منطقة رفح بشمال سيناء، وجاء أمر الانسحاب بعد ضرب المطارات الحربية فى مختلف المناطق، وعلى الفور انسحبت الوحدات، وعادت إلى غرب القناة، من أجل البدء فى مرحلة جديدة من تاريخ القوات المسلحة للإعداد لحرب استعادة الأرض التى اغتصبها العدو الإسرائيلى.
وأضاف اللواء سعيد: «بدأت فترة جديدة من حياتى فى القوات المسلحة من خلال الالتحاق بإدارة التوجيه المعنوى، من أجل إعادة بناء الروح المعنوية للضباط والأفراد على جبهة القتال، وتأهيلهم مرة أخرى للحرب المنتظرة لتحرير الأراضى المصرية من أيدى العدو المغتصب، وبالفعل تم وضع خطة للإعداد النفسى والمعنوى للمقاتلين تحت إشراف القيادة العامة للقوات المسلحة فى تلك الفترة، بالتعاون مع عدد من أشهر المراسلين العسكريين على جبهة القتال مثل صلاح قبضايا، وعبده مباشر، والكاتب محسن زايد، والفنان الكبير أحمد بدير، وقد كان لهم دور كبير فى الخطط الإعلامية للحرب».
واستطرد اللواء سعيد: «تم إنتاج برنامج إذاعى باسم «جند الله» من أجل التوعية العامة للضباط والجنود، واستعادة الثقة فى المقاتل المصرى، الذى كان لابد من تأهيله نفسيا ومعنويا عقب هزيمة يونيو 1967، وبالفعل نجحنا فى زيادة مستوى الوعى الثقافى لرجال وجنود القوات المسلحة، وتم التركيز على آيات الجهاد والاستشهاد، فى القرآن الكريم، وتقديم وجبة إذاعية قوية للجندى على جبهة القتال لرفع روحه المعنوية، وقد استمر البرنامج «جند الله» فى الإذاعة خلال الفترة من عام 1969 وحتى عام 1974، وقد كان له دور كبير فى دعم منظومة التأهيل النفسى والمعنوى التى تتبناها القوات المسلحة، إلى جانب ندوات التوعية الدينية والثقافية التى كان يتم استقدامها للوحدات المقاتلة على الجبهة.
وذكر اللواء سعيد أن سبب عدم وجود فيديوهات للحظات الحرب الأولى عندما تحركت القوات وعبرت قناة السويس يرجع إلى أسباب عديدة، أهمها الحفاظ على سرية توقيت المعركة، بالإضافة إلى عدم وجود كاميرات حديثة ومتطورة فى ذلك التوقيت، والخوف من استيراد كاميرات جديدة حتى لا تعلم إسرائيل أن مصر تجهز لحرب كبيرة وتخطط لتصويرها بالكاميرات الحديثة.
من جانبه قال اللواء عبد الوهاب سيد عبد العال، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، إن القوات المسلحة نجحت على مدار 6 سنوات فى استعادة قدرتها القتالية والفنية كاملة، وتمكنت من كسر غرور العدو الإسرائيلى الغاشم، الذى واجه بركان الغضب من أبناء الجيش المصرى فى يوم السادس من أكتوبر 1973، وفوجئ بأكبر عملية عسكرية، نجحت خلالها قوات الجيش المصرى من تلقينه درسا قاسيا لن ينساه أبدا مهما طال الزمن.
وأوضح اللواء عبد الوهاب أنه تخرج فى الكلية الحربية عام 1966، والتحق بسلاح المشاة، لينضم بعد تخرجه إلى إحدى النقاط الأمامية فى وسط سيناء حتى يوم 5 يونيو 1967، الذى صدرت الأوامر خلاله بالانسحاب من سيناء والعودة إلى التشكيلات المرابطة غرب قناة السويس لاستعادة القدرات القتالية وتقدير الموقف للرد على العدو الإسرائيلى الذى استطاع فى ساعات قليلة السيطرة على شبه جزيرة سيناء ووصل بوحداته المدرعة إلى شرق قناة السويس.
وأضاف عبد الوهاب: «تلقيت بكل الحزن والأسى أوامر الانسحاب من النقطة وقبل مغادرتها أقمت عددا من «الشراك الخداعية» التى تعطل العدو، وتلحق به خسائر فى صفوفه لتعطيله عن التقدم، حتى تستطيع قواتنا الانسحاب من سيناء بأقل خسائر ممكنة، وبعد الوصول إلى منطقة غرب القناة تلقيت استدعاء من قائد كتيبتى فى ذلك التوقيت وأخبرنى بأنى مطلوب من المخابرات الحربية وأعطانى خطابا رسميا من قيادة الكتيبة للذهاب إلى مقر إدارة المخابرات وتسليم نفسى، وهناك التقيت بأحد الضباط الذى أرشدنى إلى المهمة المكلف بها، وهى العمل خلف خطوط العدو وتوفير المعلومات المناسبة عن الوحدات القتالية الخاصة بالعدو وتجهيزاته وكيفية مواجهتها والتغلب عليها.
وحول العمليات التى نفذها اللواء عبد الوهاب خلف خطوط العدو قال: «تم تكليفى بمهمة فى منطقة عيون موسى من أجل استطلاع المدفعية التى كان يحوزها العدو فى النقاط القوية التى كان يتحصن بها، وقد كشفت المدافع التى يستخدمها العدو ونوعيتها، حيث كانت من نوعية «الهاوتزر 155 مم» وقد كانت معلومة مهمة فى هذا التوقيت لتحديد الأسلحة المناسبة للتعامل مع هذه النقطة فى خطة تحرير سيناء من العدو الصهيونى.
وأضاف اللواء عبد الوهاب: نفذت عملية على درجة كبيرة من الأهمية فى وسط سيناء، ونجحت فى تصوير موقع كامل للعدو بكل تجهيزاته، وقد تم اكتشاف أن هذا الموقع هيكلى، استخدمه العدو لخداع القوات المصرية وإيهامها بأنه نقطة قوية يصعب السيطرة عليها وتدميرها، وبعد تصوير الموقع وتقديم المعلومات إلى القيادة طلب الرئيس جمال عبدالناصر مقابلتى ومنحنى ترقية استثنائية تقديرا لما قدمته من معلومات كان لها دور كبير فى خطة إعداد الحرب ووضع كل التجهيزات الفنية والعملياتية التى خططت لها هيئة عمليات القوات المسلحة فى ذلك التوقيت.
وكشف اللواء عبد الوهاب أنه تم تكليفه بتدريب عشرات الضباط والجنود على تنفيذ العمليات خلف خطوط العدو، والقيام بعمليات بطولية نادرة، كان لها دور كبير فى تحقيق النصر خلال حرب أكتوبر المجيدة، التى كانت ملحمة وطنية رائعة تجسدت فيها كل معانى التفانى والإخلاص فى حب مصر، وأثبتت أن الجندى المصرى قادر على قهر كل الصعاب ومواجهة أعتى التحديات.
ويقول العميد يسرى عمارة: «ساهمت مع زملائى فى العبور من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية لكسر الرهبة داخل نفوس الأفراد المصريين، وكسر غطرسة العدو، وهو ما تم بالفعل، فيوميًا كنا نتسلل إلى هناك، ونقوم بعمليات، وتم أسر عدد من جنود العدو، وكان أولهم بطل المصارعة فى قطاع جنوب إسرائيل دان آفى دان شمعون، وهو على درجة قرابة من جولدا مائيرا، رئيسة الوزراء الإسرائيلية فى تلك الفترة».
ويروى عمارة الحاصل على النجمة العسكرية، ونوط الواجب العسكرى عن أسر عساف ياجورى: «فى اليوم الثالث للقتال 8 أكتوبر، وهو اليوم الذى أطلقت عليه إسرائيل اليوم الأسود الحزين بسبب تكبدها الخسائر الكبيرة فى الأفراد والمعدات كان العدو الإسرائيلى قد بدأ فى تحريك قواته من الشرق إلى الغرب، والتقدم لمواجهة القوات المصرية باللواء 190 مدرع، بالإضافة إلى قطع طريق المعاهدة الإسماعيلية، وكانت القوات المصرية لا تبقى ولا تذر على الأرض من جنود العدو ودباباتهم ومدرعاتهم، وبعد أن تم القضاء عليهم فى نصف ساعة فقط تلقينا أوامر بالتحرك قبل أن يحل الليل، ففوجئت بطلق نارى يخترق كف يدى اليسرى، وفور تحديدنا مكان إطلاق النار القادم من جانب الطريق خلف تبة صغيرة من سبعة أفراد أمرت الجنود بالتحرك باتجاههم بأقصى سرعة، وقفزت أنا وزميلى محمد حسان من فوق السيارة بالتزامن مع إطلاق النار عليهم، فتم قتل ثلاثة أفراد منهم، وأسر أربعة آخرين استسلموا لنا، من بينهم عساف ياجورى، قائد اللواء المدرع الإسرائيلى 190 الذى لم نكن نعلم هويته بعد فتم القض عليهم» .
وأضاف «عمارة» الحاصل على ميدالية جرحى الحرب عام 1974: «تم تجريدهم من السلاح الخاص بهم، وتم التعامل باحترام مع الأسرى وفقًا لتعليمات القيادة بمعاملة الأسير معاملة طيبة طالما أنه لم يقاوم، وتم تسليمه فى صباح اليوم الثانى إلى القيادة، ولما وصلنا للقيادة تم إحضار طبيب لإسعاف المصابين» .
ويكمل «عمارة»: «كان الجرح ينزف على أثر الطلقات النارية التى تلقيتها من الجنود الإسرائيليين قبل استسلامهم، فتم نقلى إلى المستشفى وهناك علمت أن الأسير هو عساف ياجورى الذى قال بعد أن تم تسليمه للعدو فى صفقات تبادل الأسرى إن الضابط المصرى الذى قام بأسره اندفع نحونا أثناء الأسر وأنقذنا من رصاص جنوده»
اللواء محيى نوح: أكتوبر حرب إعادة الكرامة.. و«السيسى» رئيس وطنى
«أكتوبر هى حرب إعادة الكرامة، وهى علامة مضيئة ومميزة للشعب والجيش المصرى على مر تاريخه»، هكذا يبدأ اللواء البطل محيى نوح، واحد من أشهر أبطال جيل حرب أكتوبر، وأحد أبرز قادة المجموعة 39 صاعقة قتال، كلامه، مضيفًا: «أكتوبر كانت مفاجأة للعدو وللعالم أجمع على حد سواء، فقد كان مخططًا لهذه الحرب بشكل جيد، وكذلك كانت بها خطة لخداع العدو بشكل ممتاز، وعنصر المفاجأة كان من أهم العناصر المساعدة فى هذا النصر»، ولذلك فهو يعتبر أكتوبر من أعظم المعارك التى حدثت فى خلال الحقبة الأخيرة من الزمن.
وتابع نوح: «المجموعة 39 قتال هى مجموعة قوات خاصة قامت بنحو 92 عملية عسكرية إغارة وكمائن واستطلاع وتنفيذ عمليات داخل إسرائيل، وكانت تعامل معاملة إدارية خاصة، وأنشئ فرع خاص بها فى إدارة المخابرات الحربية عقب النكسة تحت قيادة الشهيد إبراهيم الرفاعى، وتألفت من مزيد من قوات الصاعقة البرية والبحرية، وكانت تضم نحو 250 فردًا، واختار الرفاعى رجاله من المشهود لهم بالكفاءة والشجاعة، وظلت هذه المجموعة تقاتل على أرض سيناء منذ لحظة اندلاع العمليات فى السادس من أكتوبر، وحتى انتهاء المعارك، ضاربين فى كل اتجاه وظاهرين فى كل مكان».
وعن الثغرة قال «نوح»: كانت فى أضعف منطقة فى الجيش المصرى، وهى بين الجيش الثانى والجيش الثالث، وكان هناك اعتماد على أن هذه المنطقة لن تدخلها إسرائيل لوجود رمال ومناطق لن تستطيع إسرائيل عبورها، ولكنها استطاعت الدخول منها لأنها أضعف منطقة موجودة ويسهل اختراقها، وكانت مصر تستطيع سد هذه المنطقة بعدد كبير من القوات المسلحة، ولكنها تأخرت حتى استطاعت إسرائيل بناء الكوبرى وبدأوا بالمرور عليه، ولم تقم القوات المسلحة بتدمير هذا الكوبرى، وكانت هناك عملية عسكرية ستقام فى سيناء فى 18 أكتوبر، ولكن المهمة تغيرت وبدأنا فى التعامل مع العدو، ومنعناه من دخول الإسماعيلية .
وفى أعقاب قرار وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر حاولت قوات العدو دخول مدينة السويس، ولكن الشعب المصرى هناك وقف بجوار القوات المسلحة، ودمروا مجموعة من دبابات العدو، ومنعوا دخولهم، بل أجبروهم على المغادرة إلى الكيلو 101، وبدأت المفاوضات هناك التى حضرها اللواء محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات آنذاك، ثم تمت اتفاقية السلام كامب ديفيد، وتم الانسحاب من قبل العدو.
وينهى «نوح» حديثه موجهًا رسالته للشباب المصرى، قائلًا: «أحبوا مصر، مصر مفيش أحسن منها، إحنا أول بلد فى التاريخ، والجيش دافع من قبل عن سيناء واستعادها ويحارب الآن مدافعًا عن سيناء لتطهيرها»، ويكمل: «السيسى رئيس وطنى يجب أن نسير بجواره بخطوات سريعة».
اللواء مختار قنديل: حرب أكتوبر بدأت بعيد يهودى وانتهت بنصر مصرى
اللواء أركان حرب محمد مختار قنديل، الخبير الاستراتيجى والعسكرى، أكد أن القوات المصرية تمكنت من تحقيق نصر عظيم فى حرب رمضان المجيدة، وعبرت قناة السويس بكل ما فيها من موانع فنية وعسكرية، واستطاعت نقل المعدات الثقيلة والآليات المدرعة إلى شرق قناة السويس، بعد نحو 10 ساعات تقريبًا من بداية المعركة، قائلًا: أول كوبرى عائم لعبور المعدات الثقيلة والدبابات تم تركيبه على قناة السويس الساعة 12 بعد منتصف الليل، لتصل الآليات الثقيلة والوحدات المدرعة إلى شرق القناة لتحرير سيناء.
«قنديل» التحق بالقوات المسلحة عام 1964، بعدما تخرج فى كلية الهندسة جامعة عين شمس، وعمل بسلاح المهندسين بشرم الشيخ جاءه الأمر فى مساء اليوم التالى للنكسة بالانسحاب لغرب القناة حتى وصلوا إلى مدينة نصر، حيث تم تكليف سلاح المهندسين العسكريين بضرورة إنشاء وحدات للكبارى العائمة، والتدريب عليها بشكل مكثف فى القناطر وحلوان والتدريب على الكبارى القادمة من روسيا، استعدادًا لمعركة العبور التى استمر التجهيز والإعداد لها 6 سنوات متواصلة.
ويتذكر «قنديل» اللحظات الأخيرة قبل موعد الحرب قائلًا: «عدت من الإجازة فوجدت زملائى فى الفرع بمركز قيادة الجيش الثانى يستعدون للمشروع الاستراتيجى المقرر له يوم 25 سبتمبر 1973، حيث كانت قيادة الجيش تعد لمشروع تدريبى كبير تشترك فيه جميع وحدات الجيش وعناصر للتدريب على مهام العبور، وفى السادسة من صباح يوم 6 أكتوبر تم إعلامنا بساعة الصفر، وعلى الرغم من ذلك فإن البعض لم يكن يصدق أن ساعة الصفر قد حانت فعلًا، وأيام التدريب الطويلة سوف تنتهى إلى بيان عملى حقيقى على عبور قناة السويس».
وأضاف: «فى تمام الساعة الثانية بدأت الطائرات تعبر فوق رؤوسنا صوب سيناء، وبعدها بخمس دقائق بدأت تصلنا أصوات المدفعية، وفى تمام الساعة الثانية والنصف تم عبور الموجة الأولى لجميع قوات المشاة للجيش الثانى، وفى الساعة الثالثة إلا الربع تم رفع علم مصر على طول الجبهة من السويس حتى القنطرة، وتم عبور 4 كتائب مشاة من الفرقة 16، وكان قادة هذه الكتائب قد عبروا ضمن الموجة الأولى».
وأكمل: «فى يوم 7 أكتوبر توقعت القيادة ضربة جوية من العدو الإسرائيلى للرد على عملية العبور العظيمة التى قادها الجيش المصرى، وبالفعل تم هجوم جوى مكثف على معابر الفرقة 16، لكن العدو لم يتمكن من تنفيذ ضربة جوية شاملة على الجبهة، وتم التركيز على المعابر فقط التى كانت كثيرًا ما تتعرض للإصابة، ثم نعيد إصلاحها مرة أخرى تحت نيران العدو المكثفة، وظل الأمر على تلك الحالة حتى وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر 1973، وتنفيذ القرار بشكل فعلى بعد وصول القوات الدولية على مشارف السويس يوم 28 أكتوبر».
وتابع: «بدأت حرب أكتوبر بعيد الغفران اليهودى، وانتهت بعيد الفطر المبارك الإسلامى، ونصر مصرى عظيم مسجل فى التاريخ».
الرائد نبيل عبد الوهاب شارك فى ضرب إيلات مرتين والتحق بالبحرية ليثأر لأخيه
لم يكن نبيل عبدالوهاب، المولود بالإسكندرية فى عام 1947، يعلم أنه سيكون امتدادًا لشقيقه الضابط البحرى «طلعت» الذى استشهد فى عام 1956.
التحق «نبيل» بالكلية البحرية ليتخرج منها واحدًا من أشرس المقاتلين وأبرعهم، فهو واحد من الأبطال الذين ضربوا إسرائيل فى العمق مرتين خلال عملية تدمير إيلات. «قليل من العرق يوفر كثيرًا من الدم»، هو المبدأ الذى سار عليه الفريق محمود فهمى، قائد البحرية، الذى صمم على ضرب العدو داخل أرضه وفى العمق فى سابقة لم تحدث من قبل، فقام باستخدام إمكانيات البحرية فى ضرب إيلات من خلال رجال الضفادع البشرية، فتم تنفيذ عدد من العمليات، كإغراق الغواصة الإسرائيلية «داكار» أمام سواحل الإسكندرية، وأيضًا تم تدمير مواقع تجمع العدو فى «رمانة» و«بالوظة»، إضافة إلى عملية الحفار «كنتينج» الذى تم تدميره فى ساحل العاجل.
شارك «نبيل» فى العملية الأولى لتدمير ميناء إيلات التى كانت فى يومى 15 و16 نوفمبر عام1969، والتى تم فيها تدمير مدمرتين هما «داليا»، و«هيدروما»، مضيفًا: «كنا فى فترة ما قبل العملية فى حالة تدريب دائم وقاس، وكنا جميعًا نحاول أن نثبت أننا الأكفأ حتى يتم اختيارنا للعملية، والثانية كانت فى 5 فبراير 1970، والثالثة فى مايو 1970 اشتركت فيها أيضًا، وكانت عملية إيلات الأولى هى أول عملية أشترك فيها فى حرب الاستنزاف، وتم تقسيمنا إلى 3 مجموعات، ضابط ومعه صف ضابط، وكل منا يحمل لغمًا وزنه 50 كجم TNT، اتجهنا نحو المدمرتين «داليا»، و«هيدروما» وتمت العملية بنجاح، ولم تكن هناك أى خسائر غير الشهيد «البرقوقى».
وكانت عملية إيلات الثانية الهدف منها تدمير ناقلة الدبابات «بيت شيفع»، وناقلة الجنود «بات يم»، وبعدها تم استجواب موشى ديان، وزير الحرب الإسرائيلية، لأن قيامنا بعمليتين ناجحتين فى إيلات كان شيئًا مقلقًا جدًا، فهى أول عملية حربية تحدث داخل إسرائيل التى لم تكن معتادة أبدًا أن تحارب على أراضيها، فقد كانت تحارب مصر فى سيناء، وسوريا فى الجولان، ولبنان فى جنوب لبنان، ولا تقترب أبدا من إسرائيل 48 لتحقيق الأمن الداخلى.
كما شارك «نبيل» فى العملية الثالثة التى تم خلالها تدمير الرصيف الحربى لميناء إيلات فى عام 1970، وبعد ذلك بثلاث سنوات وفى حرب 1973 شارك فى تدمير مجمع البترول الرئيسى فى بلاعيم.
المجند عفت محمد.. فقد ذراعه من أجل مصر
«كانت كلمة الله أكبر هى سر إرادتنا، وكرامة الوطن هى الدافع والمحرك لنا نحو الانتصار».. هكذا بدأ حديثه المجند عفت محمد، أحد مصابى حرب أكتوبر الذين ضحوا بأرواحهم وأعضائهم فى سبيل كتابة الحرية، واسترداد الكرامة لبلدهم الغالى بعد هزيمة 67 التى ابتلى بها الشعب المصرى، وقواته المسلحة على حد سواء.
لم يكن لذراع « عفت» ثمن يذكر بالنسبة له فى سبيل تحرير مصر، وهزيمة وقهر القوات الإسرائيلية، بحسب حديثه مع « اليوم السابع» الذى سرد من خلاله تفاصيل إصابته، وملحمة تملؤها سمات الفخر والإعزاز، قائلًا: «نعم أفخر كلما قدمت نفسى على أننى مصاب عمليات 73، لأن هذه الإصابة طالما أمدتنى بروح الانتصار، وجددت شبابى وإصرارى على الدفاع عن الوطن، فكانت كلمة «الله أكبر .. الله أكبر» هى كلمة النصر بالنسبة لنا.
واستكمل حديثه مسترجعًا ذكريات معارك أكتوبر المجيدة، ومازال بريق الانتصار يملأ عينيه موضحًا: «كنت تابعًا لسلاح المهندسين، وعندما عبرنا كانت مهمتنا تبليغ بعض القيادات على تحركات العدو، لذلك كان يتطلب منا ذلك التواجد بشكل مستمر فى واقع المعارك، وبالفعل دخلنا فى حوالى ثلاثة أو أربعة اشتباكات مباشرة مع الصهاينة، واستطعنا أن ندمر مجموعة من السيارات المصفحة خلالها».
وتابع حديثه: «أما يوم 19 فأختزل فيه انتصارى وبطولتى الخاصة بعد أن أصيبت ذراعى اليمنى بسبب شظية خارجة من دبابات العدو، وأصبت بإغماءة وفقدان الوعى حتى استيقظت ووجدت نفسى من الأسرى فى إسرائيل، ولم أجد ذراعى بجانبى.. بعد دخولى العمليات واتخاذهم قرار بتر ذراعى بالكامل، وبعد الحرب عدنا إلى مصر الغالية مرة أخرى عن طريق الصليب الأحمر فى تبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل، ومنذ هذا اليوم وأنا أتلقى الرعاية الكاملة على جميع المستويات من قبل القوات المسلحة».
وعن حياته فيما بعد الحرب قال «عفت»: خضعت للتأهيل المهنى التابع للقوات المسلحة، وتمكنت من استخدام ذراعى اليسرى بدلًا من اليمنى فى كل شىء، الكتابة والرسم، ولأننى مقيم بدار «الوفاء والأمل»، وكل احتياجاتى الطبية والمادية والمعنوية توفرها لى القوات المسلحة، وتعيننى على التزاماتى المادية تجاه أسرتى، لذلك كانت ذراعى بمثابة هديتى الخاصة لمصر فى عرس انتصارها .
إبراهيم عبدالعال.. مجند ولكن دمر أسطول مدرعات فى ساعات
تدمير 18 مدرعة وسيارتين مصفحتين كان سببًا كافيًا ليجعلوا من المقاتل إبراهيم عبدالعال رجلًا للمهام الصعبة، فعلى الرغم من أنه كان مجندًا دخل القوات المسلحة، إدارة المدفعية، عن عمر 17 عامًا فى سنة 69، فإنه اكتسب خبرة المحاربين العظام، واستطاع بمفرده أن يحقق انتصارًا ربما تعجز دول وجيوش بأكملها عن تحقيقه، ليثبت أن الجندى المصرى حقًا هو خير أجناد الأرض.
سرد « إبراهيم» ذكرياته عن نصر أكتوبر العظيم، مشيرًا إلى قرار تقسيم إدارته إلى 6 كتائب بسلاح «المالوتيكا» الدولى الذى قام خبراء الروس بتدريب المجندين والمقاتلين المصريين على استخدامه، والذى أجاد التعامل معه يمكن أكثر من الروس أنفسهم، حيث قال: «انضممت لإحدى الكتائب بقيادة الرائد جلال الجيار، ومن بعده المقدم أحمد على الذى أحدث طفرة كبيرة على جميع المستويات، سواء التدريبية أو الترفيهية وغيرها، والذى اهتم كثيرًا بأن نحترف التعامل مع هذه الصواريخ التى هى عبارة عن عربة ضخمة مزودة بشاشة عرض وعصى تحكم ومنظار يسمح لنا بالنظر من خلاله، وتحديد أهدافنا على مسافات بعيدة، كما وصلت سرعة الصاروخ نفسه إلى 120 مترًا فى الثانية».
وأضاف: «لذلك تطلب هذا الصاروخ لتعامل خاص معه، فكنت أنا ومجموعة من الزملاء المسؤولين عن إطلاقه وتوجيهه على صفوف العدو، بينما كان هناك بعض المجندين المسؤولين عن تعميره والابتعاد عنه سريعا لأكون أنا ومن مثلى فى مواجهة صريحة مع الدبابات وإما نحن وإما الدبابات» .
واستكمل حديثه مشيرًا إلى إنجازاته، وتدميره ثمانى عشرة دبابة، وسيارتين مصفحتين بمفرده أثناء الأيام الأولى من معارك حرب أكتوبر المتتالية.
صبرى عطية المقاتل الشرس وثعلب الصحراء.. تعددت الألقاب والانتصار واحد
فلاح مصرى بسيط استطاع أن يبتعد عن طين بلده وخضار غيطانه ليتحول إلى ثعلب صحراء ومدمر للأعداء، فالتحق صبرى عطية بالقوات المسلحة كمجند عادى، لكن قدراته وإمكانياته جعلته يستحق لقب «المقاتل الشرس» بجدارة، فمنذ بداية عهده استطاع أن يعبر قناة السويس حاملًا معه أكثر من 30 كيلو من الألغام والقنابل دون أن يرتدى جاكت الإنقاذ المخصص لهذا الغرض، مما دفع اللواء عبد المنعم واصف، قائد كتيبته وقتها، لاعتباره من رجال «الكوماندوز» والعمليات الخاصة.
واستكمل «صبرى» حديثه مفجرًا مفاجأة لم يصرح بها من قبل، حيث إنه كان على رأس من انتقموا من جنود «شارون» التى هاجمت الجيش الثانى، وأسرت الجنود المصريين، حيث حفر «شارون» حفرة ضخمة ووضع بها الجنود المصريين أحياء حتى جاء وقت الانتقام فى 73.
وقال «صبرى»: «استطعت أثناء معارك أكتوبر أن أوقع بعشرات من الجنود الإسرائيليين التابعين لكتيبة «شارون» وقتلتهم جميعًا دون أن أتردد ولو لحظة واحدة، فمن لم يحترم الجنود المصريين لم نحترمه، والعين بالعين والبادى أظلم، فكرامة الجندى المصرى هى الأساس، والنصر كان حليفنا دون أى تراجع أو تنازل عنه، لذلك أطلقوا علىّ ثعلب الصحراء، ومازال هو لقبى حتى الآن الذى يعرفنى به كل من شارك بمعارك قبل وبعد حرب أكتوبر المجيدة».
اللواء فؤاد فيود: استطعنا ملء ثغراتنا الدفاعية
كيف خرج أبطال أكتوبر من الظلمة إلى النور؟ وكيف عبروا من الهزيمة الصاعقة إلى النصر المدوى؟.. أسئلة حاول أن يطرحها اللواء فؤاد أحمد فيود فى بداية حديثه لـ «اليوم السابع» ليصل بحديثه إلى إجابة واحدة، وهى إرادة المصرى، وإصراره على الانتصار دون غيره، ولا بديل أمامه سواه، مشيرًا إلى حديث موشى ديان بعد حرب 67 عندما سُئل عن استخدامه نفس خطة حرب 56، فقال: «المصريون والعرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يستوعبون، وإذا استوعبوا لا ينفذون»، والذى كان بمثابة درس للقوات المسلحة من وجهة نظره جعلتها تتعرف على نقاط ضعف العدو لتضغط عليها، ونقاط قوته لتدمرها.
وقال «فيود»: أدركنا أن طيران العدو من نقاط قوته فقابلنا ذلك بحائط صد الصواريخ، وعلمنا أن سلاح المدرعات لديهم من أهم الركائز القتالية فدربنا الفرد المقاتل المصرى عل مواجهة دبابة بمفرده، وبالنسبة للحرب السياسية وطدنا علاقاتنا الدولية، وعززنا موقفنا على المستوى الإقليمى لنكون فى مواجهة مع إسرائيل، ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، لنعلم إسرائيل أن المصريين يستطيعون قراءة التاريخ واستيعابه والاستفادة منه عل أرض الواقع».
وبالفعل تم تنفيذ الأوامر، وفتح الظرف فى الميعاد المحدد، وكان يحتوى على 3 كلمات «استعدوا استعدوا استعدوا» دون غيرها، حتى رأينا الطائرات تحلق فوقنا فى تمام الساعة الثانية ظهرًا، فأدركنا أن الحرب قد بدأت .
الرائد سمير نوح.. بطل الكتيبة 39 «الأشباح»
«الأشباح.. هو لقب كتيبة 39 التى حالفنى الحظ لأكون أحد أبطالها»، هكذا بدأ الرائد سمير نوح حديثه وسرده لذكرياته مع حرب أكتوبر، معلنًا عن انتمائه وفخره بهذه المجموعة التى كان لها دور كبير أثناء معارك وحروب الاستنزاف التى شكلت ضلعًا وركيزة من أهم ركائز انتصارنا فى الحرب على الصهاينة، مشيرًا لأهم العمليات التى نفذتها كتيبة «الأشباح».
وأكمل «نوح»: مهمة إحضار صاروخ كانت من أكثر المهام الصعبة التى شكلت بالنسبة لنا اختبارًا لقدراتنا، فاستخدم الإسرائيليون مجموعة من الصواريخ لها مواصفات خاصة غير المعروفة على المستوى الدولى، مما جعل المدربين الروس يطلبون منا مهمة مستحيلة تكمن فى الإتيان بصاروخ لدراسته، والتعرف على خواصه وإمكانيته، فى محاولة لحصرها وإيقاف عملها.
وأضاف: «بالفعل اختار القادة الملازم عبدالمنعم غلوش من رجال الصاعقة البحرية، والمنتمى إلى كتيبتنا، وبعد عمليات الترصد والتعرف على أماكن هذه الصواريخ التى تبعد حوالى كيلو من شط قناة السويس عبر «غلوش» وهو مقيد بحبل، وبدل من أن يأتى بصاروخ واحد أتى بثلاثة صواريخ، الشىء الذى جعل المدربين الروس فى حيرة من أمرهم بشأن هذا الجبروت والإصرار المصرى».
«المنصورى».. الطيار المصرى «المجنون»
أما اللواء طيار أحمد المنصورى فكان يناجى ربه دائمًا طالبًا منه أن يمد عمره، ويظل على قيد الحياة حتى النهاية، خوفًا من ألا يدرك النصر بأعينه، فالانتصار بعد الهزيمة كان سبيله الوحيد الذى لا يمكن أن يتنازل عنه، لذلك طوّع طائرته ومن بعده طائرات سربه الذى كان قائدًا له ليحقق هذا الهدف بأى وسيلة دون أى تراجع أو استسلام.
«18 دقيقة من القتال بالطائرات هى المعركة الأطول فى تاريخ الدفاع الجوى».. هكذا بدأ اللواء «المنصورى»، الملقب بالطيار المصرى المجنون، حديثه، ذاكرًا تفاصيل معركة الدفاع الجوى التى دارت بين سربه وبين طائرات العدو، واستمرت ما يقرب من 18 دقيقة، على الرغم من أن أطول معركة فى تاريخ الدفاع الجوى لم تتعد الدقائق الثلاث عل حسب تعبيراته، حيث قال: «عندما لاحظت الهجوم الشرس من قبل الطائرات الإسرائيلية لم أجد أمامى سوى أن أصدر أمرًا بالتخلى تمامًا عن مبدأ الدفاع، ومقابلة الهجوم الشرس بهجوم أشرس، واستمرت هذه العمليات لمدة 18 دقيقة حتى أفقدنا طائرات العدو قوتها تمامًا، وبدأ فى التراجع والهروب من هذه المعركة الجوية».
وأضاف: «لكن الأمور لا تسير دائمًا كما نرغب، فلم يتبق فى وقود طائرتى ما يكفى لاستكمال رحلتى والعودة إلى المعسكرات الحربية، لذلك تطلب الأمر أن اتخذ قرارًا سريعًا بالقفز من الطائرة بعد التوجه بها إلى اتجاه الساحل، وهنا واجهت الموت مرة أخرى أثناء عملية القفز، فالنيران كانت تواجهنى من كل اتجاه، لكن تقبل الله دعائى بأن يطيل عمرى حتى أتلمس لحظة الانتصار الذى طال انتظاره».
وعن سر لقب «الطيار المصرى المجنون» قال: التصق بى هذا اللقب بسبب تعاملى مع الطائرة بمنهج خاص أنا واضعه ومنفذه الوحيد، فعندما كانت تهاجمنى إحدى الطائرات أو يطاردنى مجند من قوات الدفاع الجوى للعدو كنت أتجه بمقدمة الطائرة إلى الأرض بحوالى 6000 قدم لأنه فى هذه الحالة من يستكمل مطاردته لى فليس أمامه سوى أن نموت سويًا، أو يتراجع، ولأن الصهاينة جبناء بطبعهم كانوا دائمًا يتراجعون عن هجومى سريعًا، وأبدأ أنا فى محاولة استعادة اتزان الطائرة مرة أخرى، الأمر الذى يعد خطرًا للغاية، ولكن التوفيق من الله عز وجل كان حليفى دائمًا، وكنت أنجح فى الصعود بمقدمة الطائرة مرة أخرى».
من جانبه قال اللواء أركان حرب حسان أبوعلى من سلاح الدفاع الجوى إن حرب أكتوبر المجيدة تحمل معه ذكريات، فقد كان فى رتبة «الرائد» ويعمل رئيسا لعمليات كتيبة صواريخ بالجيش الثالث الميدانى، وقبل الحرب بأيام قليلة بدأ يشعر بتحركات غير تقليدية، خاصة بعد المناورات التى تم تنفيذها وعرفت باسم «مناورات الخريف، حتى جاءت الساعة الموعودة وأوامر القتال فى تمام الحادية عشرة صباحا يوم 6 أكتوبر 1973.
وأضاف أبوعلى: «حسينا بسعادة وفرحة عارمة وأننا أخيرا هناخد بالثأر بعد هزيمة 67، وبالفعل حسينا بالنصر من أول لقطة بعد الضربة الجوية وقدرنا نمنع العدو من تحقيق أى نجاح، ولقد نجحت فى إسقاط 7 طائرات إسرائيلية».
وفى سياق متصل قال اللواء محيى نوح، أحد قادة الصاعقة، قائلا: «كنت رائدا أثناء الحرب، واشتركت فى الكثير من العمليات المهمة مثل مصانع الفوسفات داخل سيناء، ومعركة جلبانة ثم رأس العش وقضينا على القوة التى كانت موجهة لاحتلال بورفؤاد».
وأضاف «كنت شاهدا على استشهاد الشهيد إبراهيم الرفاعى وهو على قاعدة من قواعد الصواريخ أثناء الدفاع عن مدينة الإسماعيلية «الدفرسوار» وكان لنا دور مهم للغاية فى عدم دخول قوات الاحتلال إلى الإسماعيلية».
ويوضح البطل بشىء من الزهو والفخر قيمة المقاتل المصرى وامكاناته القتالية التى لا مثيل لها قائلا: «أنا كنت فرد بضرب الدبابة بـ«آر بى جى»، وهى بتجرى منى ودى عظمة المقاتل المصرى المدافع عن أرضه وعرضه بإيمان لا مثيل له».
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد مشعل
ألف رحمة ونور علي كل الشهداء والأموات الذين ضحوا بأرواحهم حتي نسترد أرضنا
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد سليم
ابناء مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
فؤاد فكري
حرب تلسادس من اكتوبة
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر جاد الهوارى
عاش اللى قال للرجال عدوا القنال عاش
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو
الله يرحم شهدائنا ويحفظ جيشنا وينصر مصر يارب
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد المحسب عفيفي
مطوب فيلم سينماءي
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن مصر
كل عام و جيش مصر العظيم بنصر و عزة و كرامة يا فخر مصر و المصريين يا حماة مصر الكنانة و بناة مجدها
عدد الردود 0
بواسطة:
كامل الفقي
خير تجناد الارض
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد مصطفي حسن الهواري
عندما دقت الساعه الثانيه وخمس دقائق
عدد الردود 0
بواسطة:
كمال المصري
مقارنة بين جند مصر الكنانة وحماس الشيطان