نقلا عن اليومى..
أيام وتدور عجلة الانتخابات، وتكتمل المرحلة الأخيرة من خارطة الطريق، ليصبح لدينا مجلس نواب لديه سلطات تشريعية ورقابية، وهى سلطات توازن السلطات التى تتوفر لدى السلطة التنفيذية، وتوفر لكل سلطة صلاحياتها وإمكاناتها، كل الذين شاركوا فى ثورة 30 يونيو وقبلها ثورة يناير مطالبون بالمشاركة، لأنها الطريق الأقوى لاستبعاد كل من يرفض الشعب وجوده، من فساد أو تطرف أو إرهاب. خطوة مهمة لاستكمال ثورة 30 يونيو، والانتقال إلى حالة سياسية طبيعية وجدل ومناقشات يمكنها أن تسهم فى وضوح أكثر للخط الوطنى والسياسى، بعيدا عن المخاوف. ولعل دعاوى المقاطعة والابتعاد التى يرفعها بعض السياسيين، تخرج من نية حسنة أحيانا وأحيانا أخرى تصدر من تبعية للإخوان الذين يطرحون المقاطعة للتشكيك، أو بناء على حالة الاستقرار التى تحققت.
ولا شك أن بعض الاتجاهات السياسية التى ترى أنها عاجزة عن المشاركة تدفع نحو ما يسمى مقاطعة الانتخابات والتصويت، وهؤلاء غالبا يتبعون آراء خصوم معسكر 30 يونيو، الذى يحتاج لاستكمال خارطة الطريق ببرلمان يمكنه موازنة السلطة التنفيذية.
يفترض أن يحرص الناخب عند اختيار المرشح المناسب، وفقا لمعايير وطنية، ولا شىء يستدعى اهتمام الساحة السياسية الآن أكثر من انتخابات مجلس النواب وأن يستعيد الثقة فى أنفسهم واتجاههم، وإحساسهم بأهمية الانتخابات ربما يبدو المواطن أكثر اهتماما من بعض النخب الحزبية والسياسية التى تفضل الابتعاد. لقد تكلم الرئيس السيسى عن انتخابات مجلس النواب أكثر من مرة، مؤكدا على ضرورة تيقن الناخب من اختيار المرشح المناسب. الشعب يبدو أكثر استجابة لاختيار نوابه من النواب أنفسهم.
الظاهر حتى الآن أن الأحزاب، وعددها يقترب من مائة حزب، لم تستغل فترات الانقطاع والتوقف بعد أحكام الدستورية لتعيد ترتيب أوراقها، وهى فى حاجة للتقدم نحو الشعب وطرح نفسها عليه.. هناك حاجة ماسة لأن يكون لدينا مجلس نواب يعبر عن الشعب، ولا توجد مصلحة لأى طرف أن يخرج المجلس ناقصا أو ضعيفا.
قلنا من قبل إننا نعرف أنه لا يوجد وضع مثالى، وأن بناء الحياة السياسية يأتى بالمشاركة، وليس بالنظريات. الأمل كله أن تتعامل الأحزاب مع العملية السياسية بعيدا عن سوابق المقاطعة والتردد والصراعات غير المبررة، لأن المجلس هو تعبير عن خبرات وإمكانات السياسة ولا شك أن التجربة وحدها هى التى يمكن أن تفرز ما نريده، وربما كان الخوف والمقاطعة مبررات لعودة الجماعات المرفوضة، للفاسدين أو المتطرفين بينما نريد مجلس نواب يعبر عن المستقبل.
موضوعات متعلقة..
- ابن الدولة يكتب: كيف نفهم تحركات الرئيس لضرب جذور الفساد؟!.. تشجيع الدولة على البناء ومحاربة الفساد والصبر عليها لتنفيذ تلك المهمة الصعبة
- ابن الدولة يكتب: كيف استعادت مصر دورها الإقليمى بالتحرك الشامل؟.. هناك تحولات إقليمية متوقعة وتحرك روسى وأمريكى.. ومصر تتحرك على كل الأصعدة وتتجاوز رد الفعل
- ابن الدولة يكتب: أين اختفى الكلام عن تجديد الخطاب الدينى؟.. ولماذا يتركون الرئيس وحيدا؟!.. تقاعست المؤسسات الدينية الرسمية واكتفت وزارة التعليم بالإعلان عن لجان غير مدروسة لتنقية المناهج من التطرف
- ابن الدولة يكتب: ثمار رحلة نيويورك.. كيف غيرت مصر وجهات نظر إقليمية ودولية.. بمراجعة تحركات مصر فى الأمم المتحدة العام الماضى يمكن اكتشاف حجم التحول فى رؤى بعض الدول اعتمادا على رؤية مصرية واضحة
- ابن الدولة يكتب: "الأمل والعمل".. وعودة الثقة فى نيويورك.. المبادرة تأتى فى وقت يحتاج فيه هذا المحيط إلى ما ينقذنا من جحيم الفراغ الذى تحتله داعش وأفكارها المتطرفة