على غير العادة.. "النور" يهنئ المصريين بذكرى انتصارات أكتوبر.. خبراء: الحزب تجاهل التهنئة خلال السنوات الماضية.. ويحاول كسب أصوات الناخبين.. ويؤكدون: التيار الإسلامى يعادى الرئيس الراحل أنور السادات

على غير عادة حزب النور، فى تهنئة المصريين بذكرى انتصارات حرب أكتوبر، وقبل 10 أيام فقط من بدء المعركة الانتخابية، أصدر حزب النور بيانًا يهنئ فيه المصريين بذكرى انتصارات أكتوبر، رغم أن الحزب تجاهل خلال السنوات الماضية تهنئة الشعب المصرى بذكرى انتصارات حرب 6 أكتوبر، فعلى مدار السنوات الماضية لم يصدر الحزب أية بيانات تتضمن تهنئة للمصريين بانتصار أكتوبر، رغم أن الحزب مشارك فى العملية السياسية ولكنه لا يشارك المصريين فرحتهم بتلك المناسبة.

بيان حزب النور

ووصف الحزب فى بيان له انتصارات حرب أكتوبر بالانتصار المبين الذى تجلت فيه مقدرة الشعب المصرى على تجاوز الأزمات، وتخطى الصعاب، وكيف أنه يتحد وينصهر عند مواجهة المخاطر.

وتابع الحزب السلفى فى بيانه: "لقد حقق الجيش المصرى هذا النصر، وهذا الانتصار، وهو صائم فى شهر رمضان المبارك، رافعًا شعار (الله أكبر)، وكان لهذه الجذوة الإيمانية فى نفوس أفراده الأثر الأكبر فى تحقيق هذا النصر".

عزوف النور عن إصدار بيانات تهنئة

ويأتى هذا اليوم بعد عزوف الحزب السلفى عن إصدار بيانات خلال السنتين الماضيتين يهنئ فيها المصريين بذكرى انتصارات أكتوبر، كما أنه تجاهل أيضًا تهنئة المصريين بذكرى ثورة 23 يوليو 1952، وهى الظاهرة التى شارك فيها حزب النور الإخوان وباقى الفصائل الإسلامية فى تجاهل المناسبات المتعلقة بـ6 أكتوبر، وذكرى ثورة 23 يوليو.

استمالة الشعب

وفسر مجموعة من الخبراء هذا التصرف بأنه محاولة من الحزب لاستمالة الشعب المصرى مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، حيث لا يريد الحزب تجاهل مناسبة مثل هذه.

وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن حزب النور ضمن مجموعة الإسلاميين التى تتجاهل تمامًا ذكرى انتصارات أكتوبر وثورة 23 يوليو، ولديهم عداء اتجاه هذه المناسبات.

وأضاف ربيع لـ"اليوم السابع"، أن إصدار حزب النور هذا البيان فى هذا التوقيت هو محاولة من الحزب لعدم خسارة الشعب المصرى، خاصة لما تمثله هذه المناسبة من أهمية للشعب الذى يرى من هذه المناسبة انتصارًا كبيرًا على العدو، ففضل الحزب مشاركته بتلك المناسبة خاصة أنها تأتى تزامنًا مع اقتراب موعد إجراء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية.

العداء مع السادات

من جانبه، قال خالد الزعفرانى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن معظم أحزاب التيار الإسلامى لديها عداء من ذكرى انتصارات أكتوبر، واتضح ذلك من خلال تجاهلهم إصدار بيانات فى تلك المناسبات على عكس باقى القوى السياسية الأخرى، حيث إن التيار الإسلامى لديه عداء مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذى يعد أحد أبرز أصحاب هذا الإنجاز لذلك يكره الإسلاميون هذه المناسبة.

وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن تهنئة السلفيين المصريين لهذه المناسبة جاءت لأن النور هو الفصيل الإسلامى الوحيد المشارك فى الانتخابات، لذلك لا يريد خسارة بسبب تجاهله هذه المناسبة.

وتجاهل الإسلاميون تمامًا تهنئة المصريين بذكرى انتصارات أكتوبر، على عكس باقى الأحزاب السياسية الأخرى التى حرصت على مشاركة الشعب المصرى احتفالاته، وتهنئة القيادة السياسية بتلك الانتصارات.

تحريض الإخوان على العنف

وبدلا من التهنئة، استعانت جماعة الإخوان بتحريض أنصارها على التظاهر والعنف، وسعت لتشويه ذكرى انتصارات حرب أكتوبر، عبر الحديث حول المظاهرات التى نظمتها الجماعة فى 6 أكتوبر عام 2013، وكانت أول مظاهرات تعلن فيها الجماعة مباشرة التظاهر فى التحرير بعد عزل مرسى.

وفى مثل هذا اليوم منذ 3 سنوات، اكتشف الشعب المصرى تعاون جماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسى مع الجماعات التكفيرية، عندما نظم مرسى احتفالا بانتصارات أكتوبر فى عهد حكم الجماعة، واستضاف فيه قتلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث بدأت العلاقة بين الإخوان والجماعات الجهادية تتوطد منذ ذلك الحين.

واستضاف مرسى فى استاد القاهرة خلال احتفالات مصر بانتصارات حرب أكتوبر قيادات الجماعة الإسلامية، الذين كانوا متورطين فى قتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بدلا من استضافة أبطال حرب أكتوبر، وأعربت حينها القوى السياسية عن استيائها من هذا الاحتفال الذى كان بداية أول توتر بين القوى السياسية وجماعة الإخوان.