مع الإبقاء على الأوراق الرابحة القريبة من اختيارات الأكاديمية السويدية التى قامت بتسريب بعض المعلومات حول اختياراتها هذا العام مما أثار الحديث فى الأوساط الأدبية، وكانت الأكاديمية قد تلقت 259 اسمًا مقترحًا من دور النشر والجمعيات الأدبية والجامعات، وافقت الأكاديمية على 198 مرشحًا وأعلنت عنهم، وضمت القائمة 36 كاتبًا لم يسبق لهم الترشح وهى القائمة التى تقلصت لخمسة أسماء خلال صيف 2015 كما صرح بيتر إنجلاند السكرتير الدائم للأكاديمية قبل استقالته مايو الماضى، وفقا لصحيفة وول ستريت.
وعلى الرغم من أن الأكاديمية السويدية تختار أحيانًا أدباءً طالما أشاد النقاد بأعمالهم، إلا أنها فى أوقات كثيرة خرجت حتى عن قائمة المرشحين خاصتها واختارت أسماء يكتنفها الغموض مثلما حدث مع آليس مونرو ومو يان وغاو كسينغجيان وآخرهم موديانو، أو ربما تبتعد عن أصحاب الروايات ويلتقط هذا العام الصور على منصة التكريم شاعر مثل قيم نوبل الكلاسيكية فى اختياراتها، لكن وحتى اليوم المحتمل فلدينا الآن أسماء تتصدر جميع المراهنات بقوة حتى فتح البطاقة المنتظرة قريبًا، ولكل منهم سببه الخاص للفوز.
ومن بين المرشحين للفوز الروائية والصحافية البيلاروسية سفيتلانا اليكسيفيتش التى يطرح اسمها منذ أعوام، وهى الأوفر حظاً وفق مكاتب المراهنات والأوساط الأدبية، ومن الأسماء المطروحة أيضاً الكينى نجوجى واثيونج والنروجى يون فوسه والرومانى ميرسيا كارتاريسكو والأميركية جويس كارول اوتس، إلا أن الأكاديمية السويدية تحافظ على الكتمان التام فى ما يتعلق بقراراتها، وفيما يلى أسماء تتصدر حاليا الرسومات البيانية للمراهنات التى تجرى فى ادبروكس بالمملكة المتحدة حول من ستذهب له جائزة نوبل للأدب هذا العام.
فيليب روث
ظل فيليب روث على قائمة المرشحين لنيل جائزة نوبل للآداب لنحو 10 سنوات، وربما تزيد إن لم يحالفه الحظ الأيام القادمة، الكاتب الأمريكى المخضرم قد أعلن اعتزاله الكتابة منذ عامين بعد أكثر من خمسين عامًا اعتنقها فيها واعتبرها طريقته فى الحياة، لكن ضيقه من الطريق بين أمريكا والسويد كل عام يوم إعلان الفائز بالجائزة لا يخفى لكن دون ملل وهو يعرف أن تونى موريسون كانت آخر أمريكية تحصل على الجائزة منذ 20 عامًا، وأن أمل أمريكى فى الحصول عليها ثانية صعب.كتب روث روايته الأخيرة "نميسيس" وعاد من خلالها إلى نيويورك الأربعينات وأكد فيها على نظرته التى لم تختلف لخمسين عامًا عن القدر، والموت، والحظ هذا اللاعب الأساسى فى الحياة والحرمان الأبدى الذى نعيشه كما حصر بيئة أعماله فى المجتمع اليهودى بأمريكا المعاصرة مثل عمله "وداعًا كولومبوس" الذى اشتهر به، و"الحيوان المحتضر" التى عبر بها عن خوف رجل أمريكى من الاستسلام المطلق للحب، ورواية "كل رجل"، و29 عملًا أدبيًّا تفاوتت فى قيمتها لدى النقاد.
هاروكى موراكامى
سواء كنت مشجعًا أو منتقدًا فموراكامى هو الاسم الدائم على قائمة المراهنات كنجم الأدب فى العصر الحديث، لكن منتقديه دائمًا على حق إذا قالوا إن أدبه لا يلائم ذائقة نوبل، وهو أيضًا يرفضها، فقد وصف موراكامى وقوفه على قائمة المرشحين كل عام بالمزعج وشبهه بالرهان على الخيل فى السباق.يحظى الكاتب اليابانى بشعبية واسعة فى بلده وخارجها ويبيع ملايين النسخ من رواياته بفضل تيمته المعروفة بالمزج بين العزلة والحب، وما هو واقعى ومتخيل، وهو المعروف بحبكاته السردية التى تنحو منحى غرائبيًّا وتوظيفه لثقافات وأساليب مختلفة فى الكتابة بأهم أعماله الروائية مثل "كافكا على الشاطئ" و"الغابة النرويجية" و"جنوب الحدود غرب الشمس" وروايته الجديدة "تسوكورو تازاكى عديم اللون وسنوات رحلته".
سفيتلانا ألكسيفيتش
ينظر الكثير لسفيتلانا كخيار مثالى هذا العام، أولًا لكونها امرأة، ثم لأن لجنة التحكيم أمام اختيارين إما أن تكافئ كاتبًا لا يمكن الاشتباه بأنه يعمل فى السياسة وإما مؤلفًا ملتزمًا سياسيًّا دون أن يكون هذا الالتزام موضع جدل فى العالم الغربى والبيلاروسية، وسفيتلانا أكثر المرشحين مناسبة.تعمل سفيتلانا بالتحقيقات الصحافية لحبها سماع ورؤية العالم من أقرب نقطة ممكنة كما تعرف نفسها، فهى شغوفة بالاعترافات وكشف الغموض وجمع الأدلة الوثائقية لعملها الصحافى ولقصصها؛ ما يجعلها أقرب للواقعية.
ترتبط روايات سفيتلانا بعملها كصحافية مشغولة بتصوير الحياة والحرب خلال الاتحاد السوفيتى وبعده، ومن أهم رواياتها "أصوات من تشرنوبل", و"أولاد زنكى"، و"وجه غير أنثوى للحرب".
نجوجى وا ثيونج
فى عام 1962 تجمع أدباء بينهم وول سوينكا، لويس نكوسي، كوفى أونور، لانغستون هيوز لتشكيل مستقبل الأدب الإفريقى بجامعة ماكيريرى لليلة واحدة، خرج الجميع بأحلام مكتوبة أول من نفذها كان الطالب نجوجى وا ثيونج حين كتب "لا تبك يا طفلى" على خلفية تمرد الماو ماو، وأصبحت أول رواية ورقية تنشر لدى السلسلة الإفريقية بهذا الوقت.تصدر الكينى نجوجى قوائم المرشحين فى السنوات الأخيرة وعبر أكثر من مرة عن أحقيته فى نيلها، وهو الذى اختاره وول سوينكا أول كاتب أسود يفوز بالجائزة عام 1986 لمرافقته فى قاعة نوبل، وبعد 50 عامًا من حلمهم بمستقبل للأدب الإفريقي، وربما يأتى فى صالحه أيضًا رغبة نوبل المستمرة فى أن تتخذ منحى مختلفًا وتختار نموذج الكاتب المناضل وهو نجوجى الذى قضى سنواته فى السجن منذ 1970 تبعتها عقود بالمنفى حتى عاد إلى كينيا فى بداية القرن الـ 21.
جويس كارول أوتس
تخلط كارول كل كلمة تكتبها بالدم والعنف حتى لقبوها “سيدة الأدب الأمريكى السوداء”، فهى لم تستطع التخلص من جيناتها الأمريكية فتكرس أدبها برمته كى تمنح الألم جسدًا ورائحةً ومذاقًا فتكتب عن سفاح القربى، والخيانة، والعنف الأسري، ومشاكل المراهقين، والفقر، والصراع الطبقي، وشوائب النظام القضائى والصحى فى أمريكا، حتى الاغتصاب. وتضع شخصياتها فى مآزق وجودية مثلما فعلت فى روايتها الأخيرة "ابنة حفار القبور"، حيث تختلط مأساة الهولوكوست بقصة انهيار الحلم الأمريكى.تحمل كارول جسمًا هزيلًا جدًّا إلا أنها مدمنة على الأحداث السريعة وكتابة تقطع الأنفاس ظهرت مع رواية "هم" التى تحكى أزمة عائلة بيضاء خلال أعمال الشغب فى ديترويت ستينيات القرن الماضي، ورواية "ماء أسود"، و"اغتصاب: قصة حب" حين جمعت بين الحب والاغتصاب، و"سقطات" عن التوسع الصناعى فى خمسينات وستينات أمريكا مدعومًا بفساد السلطة، ويبدو أن أحداث رواياتها ليست فقط هى المسرعة فكارول تصدر روايتين كل عام، فضلًا عن مساهماتها الأدبية والنقدية فى أبرز الصحف الأمريكية منها "نيويورك تايمز"، حتى بات فى رصيدها أكثر من مائة عمل بين رواية وقصة ومسرح وشعر.
موضوعات متعلقة..
بعد اعتراض وزارة الآثار على بيع "التحف الإسلامية" المسروقة.. فنون العالم الإسلامى فى المزادات العالمية.. قاعة "سوثبى" تعرض 225 قطعة.. ومحمل الحج ومخطوطات قرآنية وتحف مملوكية فى "بونهامز"