وأعلنت الأكاديمية السويدية حيثيات منحها جائزة نوبل فى الآداب هذا العام للكاتبة البيلاروسية "سفيتلانا أليكسفيتش"، ورأت أنها خيار مثالى هذا العام للحصول على جائزة نوبل، أولًا لكونها امرأة، ثم لأن لجنة التحكيم أمام اختيارين إما أن تكافئ كاتبًا لا يمكن الاشتباه بأنه يعمل فى السياسة وإما مؤلفًا ملتزمًا سياسيًّا دون أن يكون هذا الالتزام موضع جدل فى العالم الغربى والبيلاروسية، وسفيتلانا أكثر المرشحين مناسبة.
وقالت سارة دانيوس رئيس الأكاديمية السويدية والتى أعلن فوز " سفيتلانا ألكسيفيتش" بجائزة نوبل هذا العام، أنها قامت بالاتصال بالكاتبة البيلاروسية لإعلانها بفوزها بالجائزة، لكن "سفيتلانا" ظلت وقتا طويلا غير مصدقة أن من تحدثها هى "رئيس الأكاديمية السويدية" وظنت أن الأمر "مزحة".
وأضافت "دانيوس" أنه بعدما تأكدت سفيتلانا ألكسيفيتش مما أحمله لها من أخبار سعيدة علقت قائلة:شىء رائع لكنه مثير للقلق بعض الشيء، هكذا وصفت الكاتبة الببيلاروسية سفيتلانا أليكسيفيش شعورها بالفوز وذلك فى حديثها عبر الهاتف مع التليفزيون السويدى.
وأضافت سفيتلانا أليكسيفيش أنها أثناء الإعلان عن الجائزة كانت تقوم ببعض الأعمال المنزلية "كى الملابس" وعن سؤالها حول ما الذى تفعله بقيمة الجائزة "8مليون كرونة" ردت قائلة: أريد شراء الحرية لنفسى".وأكدت سفيتلانا أليكسيفيش أن لديها فكرتين لكتابين جديدين، يحتاجان لتفرغ خاصة أن كتبها تأخذ وقتا طويلا بين الـ5 والـ10 سنوات.
وتعد "سفيتلانا اليكسيفيتش" من أهم وأكبر الصحفيات فى بيلاروسيا، كما أنها تعد من ألمع الكاتبات، وقد تم ترشيحها من قبل جامعة الأورال الاتحادية لعام 2014 و2015 على جائزة نوبل فى الأدب، وحصلت عليها أخيرا. وولدت سفيتلانا اليكسيفيتش فى مايو 1948 من أب بيلاروسى وأم أوكرانية، ونمت فى روسيا البيضاء.
وبعد الانتهاء من الدراسة، عملت كمراسلة فى العديد من الصحف المحلية، ثم مراسلة لمجلة "نيمان" الأدبية فى مينسك، ثم اتجهت لمهنة الصحافة والكتابة السردية وتميزت فى إجراء الحوارات الإنسانية مع شهود عيان على الأحداث الأكثر إثارة فى تاريخ بلدها مثل الحرب العالمية الثانية، والحرب السوفيتية الأفغانية، وسقوط الاتحاد السوفياتى، وكارثة تشيرنوبيل. وبعد الاضطهاد من قبل النظام لوكاشينكو، غادرت روسيا البيضاء فى عام 2000، فتنقلت ما بين باريس، غوتنبرغ وبرلين. فى عام 2011 انتقلت إلى مينسك.
ولاهتمامها الدائم بالأمور الإنسانية وصفت كتبها بأنها "وقائع أدبية من التاريخ العاطفى للمواطن السوفيتى" خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، إذ تقول "إذا لو كان لنا أن ننظر إلى الوراء من تاريخنا، سواء ما قبل انهيار الاتحاد السوفيتى أوبعد انهياره، سنجد أن هذا التاريخ عبارة عن قبر جماعى ضخم وحمام من الدم الساخن، بل هو محادثة دائمة بين الجلادين الضحايا" وقد نمت شهرتها مع إصدارها لكتاب "الوجه غير الأنثوى للحرب" 1985 وقد انتشر هذا الكتاب بشكل كبير فى وقت صغير وبيعت منه أكثر من مليونى نسخة، ويتكون هذا الكتاب من عدة مونولوجات لذكريات النساء عن الحرب العالمية الثانية أما كتابها الآخر المسمى بـ"غير طفولى" فهو عبارة أيضا عن حوارات لذكريات الأطفال فى زمن الحرب.
وقد اكتشفت فى كتبها هذه أن صورة الحرب تختلف تماما فى عيون النساء والأطفال عن صورتها فى الكتب والسجلات والوثائق الرسمية، كما أنها نشر فى العام 1993 كتابا آخر عن حالات الانتحار التى انتشرت فى المجتمع الروسى بعد انهيار الاتحاد السوفيتى واصفة فيه وقائع انهيار الشخصية الشيوعية التى شعرت أنها انتهت بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، وقد تم نشر كتب سفيتلانا اليكسيفيتش فيما يقرب من 19 دولة منها الولايات المتحدة، ألمانيا، المملكة المتحدة، اليابان، السويد، فرنسا، الصين، فيتنام، بلغاريا، كما أنها كتبت العديد من الأفلام الوثائقية و3 مسرحيات عرضت فى فرنسا وألمانيا وبلغاريا.
موضوعات متعلقة..
- السيرة الذاتية للفائزة بنوبل للآداب سفيتلانا اليكسيفيتش.. صحفية تدافع عن "الإنسانية" وكتبها عن الحروب.. ومن أقوالها: "إذا لو كان لنا أن ننظر إلى الوراء من تاريخنا سنجد أنه عبارة عن قبر جماعى ضخم"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة