كيف أنقذت صفقة "ساويرس" البورصة من رحلة هبوط مستمرة منذ شهرين؟.. استحواذ أوراسكوم على "بلتون" أعاد الثقة فى السوق وكسر حالة الركود..الصفقة محفز لجذب مستثمرين أجانب جدد لتحقيق النمو المستهدف

الجمعة، 09 أكتوبر 2015 03:43 م
كيف أنقذت صفقة "ساويرس" البورصة من رحلة هبوط مستمرة منذ شهرين؟.. استحواذ أوراسكوم على "بلتون" أعاد الثقة فى السوق وكسر حالة الركود..الصفقة محفز لجذب مستثمرين أجانب جدد لتحقيق النمو المستهدف رجل الأعمال نجيب ساويرس
تحليل ـ محمود عسكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قادت صفقة استحواذ كل من شركة أوراسكوم للاتصالات وأكت فايننشال على 100% من شركة بلتون البورصة، لتخطى حالة الركود التى سيطرت عليها منذ أكثر من شهرين، بسبب عدم وجود محفز قوى لتحريك السوق خلال الفرة الماضية، مما جعلها تتأرجح بين الارتفاع والانخفاض.

ربما يسأل سائل، هل فعلا يمكن لصفقة واحدة أن تغير اتجاه السوق من التراجع للارتفاع؟ كيف يحدث ذلك؟ هل ضعف السوق المصرى وصغره هو السبب؟ أم هناك أسباب أخرى؟

ولمن لا يعرف، فإن رأس مال أى بورصة هو مقدار ثقة المستثمرين فيها، وبكل فئاتهم سواء مستثمرين محليين أو أجانب أو عرب، وهذه الثقة (إذا كانت موجودة) هى التى تجعل المستثمر يخاطر بأمواله فى السوق وهو متأكد أن هذه الاستثمارات فى أمان، وستحقق أرباحا ترضيه، أو العكس.

هذه الثقة المنشودة تسعى البورصة للحصول عليها من خلال عدة وسائل، أهمها البيئة التشريعية الجيدة، بمعنى وجود قوانين تنظم السوق وتحمى أمول المستثمرين، وتسمح لها بالخروج والدخول فى أى وقت وبدون أى قيود.

أو تحصل عليها (الثقة) من خلال إشاعة الأمن والاستقرار السياسى الذى يضمن للمستثمر أن يكون مطمئنا على أمواله، دون الخوف من اضطراب أمنى أو تغيير سياسى يترتب عليه تعديل قوانين أو تغيير حكومات، أو إلغاء اتفاقيات اقتصادية سابقة، جاء المستثمرون على أساسها للاستثمار في السوق.

كما أن هذه الثقة تأتى أيضا عندما يعلن مستثمر كبير، مثل نجيب ساويرس، أنه يرغب فى زيادة استثماراته فى السوق، ويؤكد ذلك بإعلانه الاستحواذ على شركة كبيرة، وذات سمعة جيدة ليس فى مصر فقط، ولكن فى المنطقة العربية والعالم وأيضا، وهو ما حدث أمس بعد إعلان شركة أوراسكوم للاتصالات عن نيتها الاستحواذ على كامل شركة بلتون.

سوق المال يحتاج دائما لمحركات ومحفزات لكى يجدد نشاطه، وهو ما كان يفتقر إليه خلال الفترة الماضية، وحصل عليها عندما تم الإعلان عن صفقة الاستحواذ، كما حصل عليها أيضاً عندما أشاد صندوق النقد الدولى منذ أيام بالإجراءات الاقتصادية التى اتخذتها الحكومة المصرية وتوقعاته بتحقيق نسبة نمو 4.2%.

مثل هذه الصفقات عندما تحدث بهدف الاستثمار والتوسع من قبل شركة كبيرة وذات سمعة جيدة، مثل أوراسكوم للاتصالات التى يرتبط اسمها باسم مؤسسها ومالكها رجل الأعمال نجيب ساويرس، صاحب الاستثمارات فى العديد من دول العالم، فإنها تكون محط أنظار مستثمري العالم، سواء الأفراد أو المؤسسات، ويشجعهم على الاستثمار فيها بقوة، وبالتالى تزداد السيولة فى السوق وتنشط أعمال الشركة، وتعظيم الاستفادة على الاقتصاد الكلى للبلاد.

ولذلك كانت أهمية مثل هذه الصفقات لأى سوق، خصوصا عندما يكون هذا السوق يعانى أصلا من حالة ركود مثل السوق المصرى، رغم أنه به إمكانيات كبيرة، ويحتاج فقط لمحفز للاستثمارات الخارجية والمحلية، لكى يحقق النمو المستهدف منه.

وكانت شركة بلتون المالية القابضة أعلنت، الخميس، أنها تلقت خطاب نوايا من شركتى "أوراسكوم للاتصالات" و"أكت فايننشال" من أجل الاستحواذ على 100% من أسهمها.

وقالت "بلتون"، فى بيان للبورصة، إن قيمة عرض الاستحواذ المقدم تبلغ نحو 650 مليون جنيه بما يمثل نحو 4 جنيهات للسهم الواحد، وتبلغ حصة أوراسكوم للاتصالات فى العرض المقدم نحو 87% فيما تبلغ حصة أكت فايننشال 13%. وأشارت "بلتون" إلى أن العرض المقدم يتبعه فحص ناف للجهالة شريطة أن يسفر عن نتيجة مرضية لكلا الشركتين.

كما قالت أوراسكوم للاتصالات فى بيان للبورصة إنها تتوقع اتمام الصفقة فى الربع الرابع من العام الجاري.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة