نقلا عن اليومى..
فى هذا الوطن مساحة تتسع للجميع، ولكن بعضهم لا يعترف بذلك، أو لا يريد، بل يبحث عن الراحة من مواجهة أى تحديات قد تصيبه بالصداع أو تخدش جزءًا من الهالة التى اصطنعها لنفسه، لذا يبدو أسهل طريق له هو الهرب، مدعيًا أن الوطن يضيق به، وأن الأوضاع لا تشجعه على الوجود، ولا مانع من إضافة بعض التوابل الخاصة بحديثه عن الحرية وخلافه.. واحد من أشهر الذين اعتمدوا هذا المبدأ هو الدكتور محمد البرادعى، ثم قام بتقليده عدد من الإعلاميين والسياسيين، مستخدمين نفس الادعاءات، مستمتعين بلعب دور البطولة من خلف شاشات الكمبيوتر، وعبر مواقع التواصل الاجتماعى، سيفعلون ذلك وسيحتفظون ببعض من جمهورهم، لكن التاريخ لن ينسى أبدًا أنهم انسحبوا تحت مظلة ادعاءات واهية.
نتوقف عند الدكتور البرادعى تحديدًا، والذى كلما أطربنا بأنه منسحب من المشهد، يعود فجأة بمجموعة من التغريدات المحرضة أحيانًا، وغير المفهومة غالبًا، وكأنه يريد أن يقول دومًا أنا البرادعى.. أنا موجود.
يصمت البرادعى فى مواقف كثيرة، وفى أزمات كبيرة كان يجب أن يتكلم فيها حتى ولو بالعزاء، صمت عندما كان جنودنا وضباطنا ومواطنونا يواجهون الإرهاب بصدورهم، صمت أمام تدخلات خاطئة فى ليبيا وسوريا والعراق مزقت هذه الدول.. صمت عندما كان الإرهاب الداعشى يمارس أعلى مراحل الإرهاب والقتل والذبح وتدمير الآثار والحضارة، وصمت ولم يدافع عن مصر تجاه هجمات المنظمات ووسائل الإعلام الدولية، وصمت ولم يتكلم وهو يسمع ويشاهد قيادات الإخوان وهم يدعون العالم للتدخل فى شؤون مصر، وهم يدعون لتدمير الاقتصاد المصرى، وهم يشجعون على تدمير السياحة فى مصر.. صمت البرادعى كل هذا، لم يعلق، ولم يتكلم، ولم يدافع عن هذا الوطن، ولم نرَ للدكتور البرادعى تغريدة محرضة للعالم الدولى ضد داعش وإرهابها، بعضها كان يأتى مستنكرًا أفعال داعش على استحياء، ولم نرَ البرادعى مهتمًا بانهيار حزبه «الدستور» الذى أسسه، وتركه تتعاصفه أمواج الصراعات، ولم يرد على شباب الحزب وهم يستغيثون به، لكننا نراه فى وقت الأزمات عائدًا بسيف تغريداته لطعن الدولة، واستغلال أوجاع الوطن للتأكيد على أنه موجود.
ففى الأزمة السورية لم يتكلم البرادعى كلمة واحدة ضد الأطراف المتصارعة، لم ينتقد أمريكا ولا تدخلاتها ولا جرائمها، فقط اكتفى بكلمة ناعمة وتغريدة أكثر نعومة تعبر عن مواقفه «المائعة» كالعادة، حينما كتب قائلًا: على جميع الأطراف أن تدرك أن الحل السياسى هو المخرج الوحيد، فى إشارة منه للأزمة السورية. وغرد البرادعى بالإنجليزية عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، قائلاً: «4 سنوات من الحرب المارقة والموت والدمار والتطرف الشنيع، على جميع الأطراف أن تدرك أن الحل السياسى هو المخرج الوحيد».
يريد البرادعى من المصريين ومن السوريين ومن العرب أجمعين أن يقبلوا بصلح مع الإخوان بعد أن سمحوا لأنفسهم بأن يكونوا رأس حربة مؤامرات تفكيك هذا الوطن.. يريد البرادعى وبكل بساطة أن يتصالح المواطن العربى والمصرى والسورى مع من حرضوا على سفك الدماء، ومع من دعوا لتدمير الاقتصاد، ومع من قرروا الانتقام من الشعوب لأنها لم تقبل حكمهم.. هذا هو البرادعى، وهذا هو تكليفه، فهو مكلف بأن يكون مائعًا حينما يتعلق الأمر بإرهاب الإخوان وأمريكا، وأن يكون حادًا ومحرضًا وهو يتكلم عن مصر، وكأنه يؤكد أن هذا الوطن لم يكن يومًا فى عقله أكثر من مجرد كرسى حكم.
موضوعات متعلقة
- ابن الدولة يكتب: الانتخابات ليست آخر فرصة.. الفرصة لاتزال سانحة أمام هذه الأحزاب أن تتعلم أن المشاركة أفضل من المقاطعة والانتخابات حلقة لها عيوبها وميزاتها وتجاربها
- ابن الدولة يكتب: الحياة السياسية فى ضوء انتخابات مجلس النواب.. البرلمان الجديد درس سياسى مهم لأطراف متعددة فيما يخص الأداء الانتخابى ومعايير اختيار المرشحين
- ابن الدولة يكتب: انتخابات النواب ورحلات الرئيس الخارجية.. مجلس النواب يتفرغ للتشريع ويعطى الفرصة للرئيس لتطوير عمل الحكومة والسلطة التنفيذية ومواصلة دور مصر الإقليمى والدولى
- ابن الدولة يكتب: الانتخابات والإسكندرية والأزمات ومحاسبة المسئولين..هؤلاء النواب هم من يقوم بالنيابة عنهم فى التشريع والرقابة وتجهيز أفضل طرق لتطوير المحليات
- ابن الدولة يكتب: الدروس التى نتعلمها من أزمة الإسكندرية.. المراقبة والحساب هما المنهج الذى يتبعه الرئيس مع الحكومة بشدة وبتفاصيل دقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohd
البرادعي والأخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
هل لعنت علي الاخوان اليوم
نعم منهم للة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
هل لعنت علي الاخوان اليوم
نعم منهم للة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
هل لعنت علي الاخوان اليوم
نعم منهم للة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
هل لعنت علي الاخوان اليوم
نعم منهم للة
عدد الردود 0
بواسطة:
سوسو
شوكة في ظهر الوطن
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو الشويخ
نعم انا ممن خدعوا بظاهرة محمد البرادعي
عدد الردود 0
بواسطة:
ابوبكر محمد
المصالحة الوطنية
عدد الردود 0
بواسطة:
samy nasser
سكت دهرا ونطق كفرا
عدد الردود 0
بواسطة:
hd
اعمل الصح