منذ متى ودعم الوطن ضد المخاطر أصبح عيبا أو حراما أو سببا يدعو للسخرية؟ هذا سؤال يحتاج إلى إجابة سريعة من بعض السادة النشطاء والسياسين والإعلاميين الذين لا يعجبهم حملات المصريين العفوية والتلقائية لدعم السياحة فى شرم الشيخ، ما الذى يدفعكم للسخرية من مشاعر شعبية وطنية شعرت بالخطر وقررت أن تدعم بلدها بما فى يدها من أدوات واحدة منها السفر إلى شرم الشيخ وتجهيز عدد من الفعاليات التى تبعث للجميع برسالة تقول بأن مصر دولة آمنة، وليس كما تروج الصحافة الأجنبية المزيفة عن وجود مخاطر إرهابية فى انتظار السياح؟!
كيف تتجرأون على السخرية من الشعب الذى طالما هتفتم بأنه يريد وأنه صاحب الكلمة الأولى والعليا؟ الشعب الآن يشعر بالخطر ويتحرك بدعم بلده، فلماذا لا تحترمون قرارات الناس ورغباتهم؟ أم أن احترام النشطاء للشعب مقصور على أن يسمع الشعب كلماتهم ويرضخ لأفكارهم؟!
أليست سخرية النشطاء من دعم المصريين للسياحة وإعلان تضامن المواطنين مع مصر فى أزمة الطائرة الروسية، يشبه إلى حد كبير سخرية الإخوان وهجومهم على المصريين لمجرد أن الشعب قد قال كلمته وأزاح مرسى عن السلطة؟
ثم منذ متى تحول لفظ الاصطفاف الوطنى إلى مادة تثير سخرية النشطاء وانتقاداتهم؟ هل أصبح وقوف فئات الشعب فى صف واحد لحماية هذا الوطن أمرا يدعو للسخرية؟ هل حماية هذا الوطن عيب أو حرام؟
بعض النشطاء ومعهم سياسيون يبحثون عن دور بطولة وهمى، يروجون أن الاصطفاف يعنى دولة الصوت الواحد أو منع انتقاد تقصير المسؤولين أو المؤسسات الرسمية، وفى هذا تزييف عظيم، لأن الاصطفاف التى تريده مصر هو اصطفاف على معنى حماية الوطن وأمنه القومى، اصطفاف هدفه أن تنبذ كل الأطراف السياسية مصالحها الشخصية ومعاركها الخاصة من أجل معركة أكبر هى معركة الوطن، ولكن يبدو أن السادة النشطاء وبعض أهل المنظمات الحقوقية لا يحبون الوطن ومصلحته العليا بقدر حبهم لمصالحهم الخاصة ومصالح من يسوقونهم من الخارج أو الداخل.
انتقد أخطاء الدولة، وناد بحساب المقصر، فهذا ما يطلبه الرئيس من المصريين فى كل خطاب أن يكونوا شركاء معه فى مسيرة تنمية هذا الوطن، ولكن وأنت تفعل ذلك لا بد أن تضع فى ذهنك وفى مخيلتك أن إقدامك على هذا الفعل دون أن تنزه نفسك عن الخطايا ودون أن تضع مصلحة الوطن العليا فى موضع أهم من مصالحك الخاصة أو مصالح تيارك السياسى فأنت بذلك لا تنتقد أخطاء الدولة بل تسعى لهدم الوطن.
موضوعات متعلقة..
- ابن الدولة يكتب: حملات الابتزاز الخارجى والداخلى المدفوع.. نحن فى حاجة للتعامل بسرعة وحسم لمواجهة الحملات الداخلية والخارجية.. الحملة الدعائية ضد مصر تستهدف الحاق أكبر قدر من الإضرار بقطاع السياحة
- ابن الدولة يكتب: الاصطفاف لمواجهة المؤامرات.. الإخلاص لهذا الوطن هو كل ما نحتاجه فى الفترة الحالية العصيبة.. إما أن ندرك ذلك ونبدأ العمل وإلا سيكتب التاريخ فينا ما لا نحب
- ابن الدولة يكتب: مصر.. ولم الشمل والمصالحة الأولى بالرعاية.. هناك حاجة لحوار حول المستقبل ومواجهة الاحتكار وضبط الأسواق وشكل التعليم والعلاج..المصريون بعيدون عن الاستقطاب والجدل