أكرم القصاص - علا الشافعي

مستشار مفتى الجمهورية: على المجتمع الدولى أن يتوحد لمواجهة نمو الفكر المتطرف

الخميس، 12 نوفمبر 2015 02:06 م
مستشار مفتى الجمهورية: على المجتمع الدولى أن يتوحد لمواجهة نمو الفكر المتطرف الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، أن ظاهرة التطرف والإرهاب لا تعرف وطنا ولا دينا، وحملت لواءها جماعات إرهابية ذات عقليات مريضة ومنطق مشوه وقلوب جامدة، مضيفًا أنه على المجتمع الدولى أن يتوحد من أجل مواجهة هذه الموجة المرعبة من الكراهية ومواجهة نمو الفكر المتطرف خاصة بعد تزايد انضمام أعداد كبيرة لتلك الجماعات من مختلف بلدان العالم.

وأضاف الدكتور إبراهيم نجم فى كلمته أمام أعضاء البرلمان الأوروبى فى بروكسل، أن صناعة الفتوى هى واحدة من أجَّل المهام التى تقوم بها المؤسسات الدينية الرسمية المعتمدة مثل دار الإفتاء المصرية، والتى تهدف إلى فهم صحيح للعلاقة بين أحكام الإسلام والواقع المعاصر المتغير، فى محاولة لتعليم المسلمين أحكام دينهم مع مراعاة الواقع المعيش للمسلمين فى مختلف بقاع الأرض.

وأشار إلى أن الفتاوى والمفتين يمثلان جسرا بين الفكر التراثى عبر التاريخ الإسلامى وبين الواقع المعاصر، فالمفتين هم حلقة الوصل بين الماضى والحاضر، ويستطيعون التفرقة بين الحكم المطلق والمقيد، وما بين الناسخ والمنسوخ وغيرها من الأمور المهمة لإصدار الفتوى.

واعتبر مستشار مفتى الجمهورية أن تصدر غير المتخصصين للإفتاء ممن لا يملكون ما يكفي من المعرفة الدينية الصحيحة، هى واحدة من الظواهر التى قد تفسر السبب الأهم لانتشار التطرف، لأنهم نصبوا أنفسهم كسلطة ومرجعية دينية رغم افتقارهم للمؤهلات العلمية التي تؤهلهم للتصدر لعملية الإفتاء والتحدث في الشريعة والأخلاق.

وأكد أن انتشار هذا السلوك المنحرف وفوضى الفتاوى فتح الباب أمام التفسيرات المتطرفة التى لا أساس لها فى الإسلام لأن أيًا من هؤلاء المتطرفين لم يدرس الإسلام فى مؤسسة علمية إسلامية معترف بها، بل هم نتاج بيئات مضطربة اعتمدت تفسيرات مشوهة ومضللة للإسلام بهدف تحقيق مكاسب سياسية بحتة ليس لها أى أساس دينى، فهم يسعون فقط ليعيثوا فى الأرض فسادًا ولنشر الفوضى فى أرجاء العالم.

وأشار مستشار مفتى الجمهورية إلى أن هؤلاء المتطرفين يعتمدون المنهج الحرفى للنصوص الدينية دون التعمق فى فهم معناها الحقيقى، حيث يتجاهلون قواعد الاستنباط العلمية وأقوال العلماء والجمع بين الأدلة الشرعية، كما أنهم يتجاهلون المقاصد العليا للشريعة الإسلامية مثل حفظ الأنفس والدين والعقل والعرض والمال التى صدرت الأحكام الإسلامية من أجل تحقيقها ودفع الضرر عن الناس في الدنيا والآخرة، وهو ما أدى إلى إفراز تطرف فكرى والانحراف عن المنهج الصحيح الذى يؤدى حتما إلى السلوك المتطرف.

تابع مستشار المفتى: "من أجل كل هذا.. فقد كان لزامًا على دار الإفتاء المصرية أن تواجه هذا التهديد العالمي عبر إعلانها حربًا فكرية ضد هذه الأيدلوجيات والمعتقدات المشوهة، ومواجهة تلك التفسيرات المقززة للنصوص الدينية التى يقوم المتطرفون بلىِّ عنقها وتشويهها ونزع الأيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة من سياقها".

واستعرض مستشار مفتى الجمهورية مجهودات دار الإفتاء المصرية فى تفكيك الأفكار المتطرفة عبر عدة آليات وطرق بعضها إلكترونى والبعض الآخر عبر إصدار الكتب والمقالات التى نشرت، بالإضافة إلى المشاركة فى العديد من المؤتمرات الدولية لمكافحة الفكر المتطرف والأيديولوجية المنحرفة.

وأشار إلى أن دار الإفتاء من أجل ذلك قد أنشأت مرصدًا لرصد وتفكيك الفتاوى المتطرفة والآراء الشاذة للجماعات الإرهابية، والذى أصدر العديد من الفتاوى المضادة التى كشفت عن التعاليم الصحيحة والسمحة للدين الإسلامى، وأكدت على أن تلك الأيديولوجيات المتطرفة الشاذة بعيدة عمن تعاليم الإسلام الحقيقية نصًا وروحًا على حد سواء.

وأضاف د. نجم أن المرصد قد أصدر العديد من التقارير التي تبين مدى انحراف هذا الفكر المتطرف كان من أهمها إظهار مدى بشاعة المعاملة التى يتعامل بها المتطرفون مع النساء خاصة فى العراق وسوريا، حيث يتم إخضاعهن بالقوة للزواج القسرى والاغتصاب والإهانة، مما يكشف الوجه الهمجى القبيح للمتطرفين ضد النساء.

ولفت إلى أن دار الإفتاء قد عرضت عبر تقاريرها لأوضاع الأطفال الذين يتم تغذيتهم بالفكر المتطرف ومشاعر الكراهية وغرس العداوة والبغضاء فى قلوبهم ضد كل من يعارض فكرهم الشاذ، وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا لأن هؤلاء الأطفال هم بذور جديدة للتطرف تنمو لتصبح جيلًا جديدًا من الإرهابيين القادرين على القتل وسفك الدماء بدم بارد، حيث يتم تدريبهم على كيفية استخدام الأسلحة واستهداف المدنيين، بدلًا من تعليمهم الأخلاق الإسلامية الصحيحة التي تغرس في الأطفال مشاعرة الرحمة تجاه الآخرين.

وأضاف مستشار مفتى الجمهورية في كلمته أن دار الإفتاء أطلق أيضًا حملة إلكترونية عبر موقعها ومواقع التواصل الاجتماعى تتطالب فيها وسائل الإعلام الغربية والمجتمع الدولي إلى عم استخدام مصطلح "الدولة الإسلامية" "ISIS" عند الحديث عن الجماعة الإرهابية في العراق والشام واستبدالها بمصطلح "منشقي القاعدة في العراق والشام" "QSIS" ، لأن ربط اسم تلك الجماعة الإرهابية باسم الإسلام، هو جريمة خطيرة ينبغي ألا نمر عليها مرور الكرام، لأن هذه المجموعة المتطرفة تبذل جهودها لتوفير الشرعية للأعمالها الشنيعة التى ترتكبها ضد الإنسانية عن طريق استغلال الدين لتناسب أجندات الشر، ونحن يجب أن نكون يقظين أمام هذه المحاولة الملتوية لاستخدام الدين لتبرير الأعمال الإرهابية الشنيعة.

وقال د. نجم: "إن دار الإفتاء فى معركتها ضد التطرف، وفى محاولة لرفع مستوى الوعى ومنع الشباب من الوقوع فريسة لأفكار متطرفة كاذبة، أصدرت الدار مجلة "Insight" التى تصدر بشكل شهرى لتفكيك الفكر المتطرف والعقائدية الخطيرة التى تعتمدها الجماعات الإرهابية، وتأتى هذه المجلة ردًا على المجلة شهرية التى يصدرها تنظيم "منشقى القاعدة" المعروف إعلاميًا بـ "داعش" كأداة ترويجية لتبرير معتقداتهم البشعة.

كما استعرض مستشار مفتى الجمهورية في كلمته مجهودات دار الإفتاء على المستوى الدولى فى مواجهة التطرف، عبر نشر سلسلة مقالات فى كبريات الصحف العالمية مثل صحيفة وول ستريت جورنال، لوموند، واشنطن بوست، جنبا إلى جنب مع الصحف الكبرى في العالم لتصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام، ومناشدة المجتمع الدولي بعدم إتاحة الفرصة للمتطرفين فى استخدام الدين كأداة ترويجية لأنشطتها غير الإنسانية.

وتحدث عن واحدة من أحدث الإسهامات من دار الإفتاء فى تفكيك الفكر المتطرف، حيث أصدرت الدار كتاب نشر تحت عنوان "The Ideological Battlefieldl: Egypt's Dar al- Iftaa combats radicalization"، وهو كتاب يحتوي على تحليل دقيق للخلل الأيديولوجي للعقلية المتطرفة، وتفنيد استدلالاتهم الفكرية التي يبنون عليها معتقداتهم المختلة التي تبني العنف وسفك الدماء. بالإضافة إلى إنشاء صفحى على موقع التواصل الاجتماعي بعنوان: "داعش تحت المجهر"، لتفنيد فتاوى المتطرفين للحيلولة دون انضمام الشباب إلى الجماعات المتطرفة وفضح منطقهم المختل في فهم النصوص الدينية والآراء الفقهية التي تستخدم بشكل خاطئ كقاعدة للمتطرفين لجذب الشباب لتصبح دروعًا بشرية في إقامة دولتهم الوهمية الإرهابية.

وأشار مستشار مفتى الجمهورية إلى أن دار الإفتاء قد اتخذت مبادرة عظيمة من خلال الجولة الأوروبية الناجحة لفضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام –مفتى الجمهورية-، وكذلك إلقائه كلمة أمام البرلمان الأوروبي من أجل التأكيد على أن هناك تهديدًا وشيكًا من التطرف، وضرورة توحيد الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.


وشدد على أن علماء الدين الحقيقيين والمؤسسات الدينية يقفون بحزم أمام تلك الأفعال والممارسات الاستغلالية، التي تسعى لتحقيق أغراض سياسية تحت ستار الدين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله هانى

التطرف والارهاب

لادين له ولا وطن

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد هانى

المجتمع الدولي

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

دار الإفتاء

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد

الجماعات الإرهابية

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال

تطرف فكرى

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى

ظاهرة التطرف والارهاب

عدد الردود 0

بواسطة:

مريم

مواجهة الفكر المتطرف

عدد الردود 0

بواسطة:

على

ضروري جداً

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد

صناعة الفتوى

عدد الردود 0

بواسطة:

هاشم

الفتوى من الواقع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة