إذن الجريمة هى "خدش الحياء" والفعل هو نشر فصل من رواية نتفق أو نختلف معها ليس مجاله المحكمة، لكن مجاله الكتاب فيرد على الكلمة بالكلمة وتفند الفكرة بالفكرة، لكن المتربصين لن يجدوا شيئا يفعلونه لو تعاملوا بالعقل والمنطق.
يفهم الكثير من المثقفين والنقاد الإبداع والنقد بطريقة غريبة، فيظنون بحتمية وجود النقد الأخلاقى الذى هو نوع ما ينتمى للنقد القيمى فالعمل أدبى هو مجرد أمر من اثنين إما "اعتبار العمل الذى نقرأه عظيما، ونبدأ فى كيل المدح لمؤلفه خاصة لو كان النقد يمارس فى ندوة معلنة.. أو العكس نطيح بالكاتب والكتاب ونهيل عليهما التراب".. لكن فى الحقيقة النقد هو معايشة الكتاب المقروء والاتفاق والاختلاف.. أقول هذا الكلام حتى ننتبه لما يسمى بـ"ثقافة المصادرة" والتى وضعتنا فى المأزق الذى نعانى منه الآن فيما يسمى بمحاكمات الأدب، فالمثقفون مسئولون نوعا ما عن وجودنا فى هذه الخانة الصعبة من لعبة الحياة.
وعليه فربما من قرأ الفصل المنشور أو الرواية كلها يتفق أو يختلف مع أحمد ناجى ومع روايته وهذا حق القارئ وليس لأحمد ناجى الحق فى الاعتراض، لكن الخروج عن آداب الاعتراض ليس من حق القارئ.
وبالتالى ليس من حق أحد استخدام المصادرة كوسيلة للحد من الأفكار التى يراها هو مختلفة، الكتابة لا ترد عليها سوى الكتابة، والأفكار تناقشها الأفكار، والأدب الذى يراه الآخرون ليس جيدا سينتهى لو منحنا الفرصة للأدب الجيد، لكن أسلوب المصادرة فى كل التاريخ لم يكن حلا، فكل الكتب التى تمت مصادرتها تمت قراءتها وربما أخذت من الشهرة ومن اهتمام المثقفين أكثر من اللازم
عادة ما نقول بأن لدينا أزمة قراءة، لذا نتعجب جدا من الأشخاص المتربصين بالكتابة الذين تصيبهم الفرحة عندما يجدون شيئا لا يعجبهم ويبدأون فى شرح خطره على المجتمع فيصنعون جيلا جديدا يبعد عن القراءة كلما اقترب هؤلاء المتربصين من الكتابة.
لن يكون أحمد ناجى هو الأخير ولن تكون أخبار الأدب هى الأخير الموضوع يخضع لثقافة المصادرة التى تتحكم فينا.
موضوعات متعلقة..
بعد أزمة أخبار الأدب وتعليق انتصار على الأفلام الإباحية وفوز "حرمة" على المقرى بجائزة "المعهد العربى بباريس.. الكتابة عن الجنس ثقافة عربية أصيلة
عدد الردود 0
بواسطة:
لاندافع يا أحمد عن شيء لاتقبله أنت
هل تستطيع قراءة الفقرتين اللتين وردتا في الفصل المنشور من الرواية أمام أسرتك ؟