"باب رزق" لعمار على حسن.. طرق عجيبة للبقاء على قيد الحياة

الأحد، 15 نوفمبر 2015 12:59 م
"باب رزق" لعمار على حسن.. طرق عجيبة للبقاء على قيد الحياة غلاف رواية باب رزق
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدرت عن دار نهضة مصر رواية "باب رزق" للكاتب عمار على حسن فى نحو مائتين وخمسين صفحة من القطع المتوسط، وهى تختلف عن روايتيه الأخيرتين "شجرة العابد" و"جبل الطير" اللتين حاول بهما أن يسهم فى تعزيز مسار الواقعية السحرية العربية.

وتنتمى "باب رزق" إلى واقعية فجة، حيث تدور وقائعها فى حى عشوائى يسمى "تل العقارب" وأبطالها يتحدثون ويتصرفون من واقع هذه البيئة الاجتماعية البائسة، والتى يصورها الكاتب صانعا منها أجواء كابوسية لافتة.

وفى الرواية يتحايل شباب هذا الحى العشوائى على التقاط أرزاقهم بطرق غريبة، ويحركهم كعرائس الماريونيت عجوز قعيد له فى المكر باع طويل، وسط هذا البؤس تولد قصة حب ناقصة، وصراع دامى ضد سارقى القوت والفاسدين فى جهاز الشرطة، لكن كل هذا لا يبدد آمالا عريضة بالخروج من الأزقة الغارقة فى العوز إلى براح عالم زاخر بالنعمة والراحة، فى منتصف الطريق تتوالى المفاجآت لتحدد مصائر بشر متعبين، وتوزعهم على مصائر لا تخطر على بال.

ويتصارع أبطال الرواية بقسوة على لقمة العيش، بلا أمل فى مستقبل أفضل أو تأمين لمصدر رزق كريم، ويظهر فيها أطفال الشوارع الذين يستباحون إلى حد استغلالهم جنسيا تحت وطأة الخوف.

تدق الرواية ناقوس خطر محذرة من خطورة هذه الفئات المهمشة التى من الضرورى الاهتمام بها وادماجها فى المجتمع بشكل إنسانى حتى لا تكون نواة للإرهاب والإدمان.

وعن روايته يقول عمار على حسن "كتبت عن هذا العالم الواقعى الفج، وليس عن عالم رواياتى الأخيرة لأن الكاتب لابد له من أن يوسع عالمه وينوعه، وإلا سيسقط فى فخ التكرار، ويتآكل مشروعه الإبداعى بمرور الوقت".

ويضيف عمار "أعتقد أنها رواية مختلفة عن أعمالى الأخيرة، التى خطت نحو ترسيخ واقعية سحرية عربية، لأنها تغرق فى الواقعية الفجة، حيث أن أبطالها مهمشون يعيشون فى حى عشوائى بالقاهرة، ويمتهنون أعمالا هامشية وموسمية، ويتحايلون على أرزاقهم الشحيحة بطرق عجيبة".

وعلى غلاف الرواية جاءت عبارة دالة منها تقول "حين حدثنا عن تحايل الناس على الرزق، هتفت من أعماقى فى صمت: هو .. هي. وكنت أقصد هو الأستاذ، وهى المسألة التى يجب أن تشغلنى فى قابل الأيام. رحل هو، وبقيت هي، ولا استغناء عنها.

فى المساء ارتديت أكثر ملابسى قتامة، وذهبت إلى العزاء، قلبى مفطور، وتحت المقلتين دمع حبيس، وقدماى تقطعان الخطوات على مهل، كأنى أنا الذى أذهب إلى كفنى.

كنت حزينًا كما ينبغى للحزن أن يكون، ولم يعرف كل الذين مددت إليهم يدي، التى كان لا تزال الرمال عالقة تحت أظافرها، لماذا أنا متأثر لهذه الدرجة؟ ولماذا لا تريد يدى أن تغادر أيديهم وأنا أمشى فى مواجهتهم مكسورًا؟".

يشار إلى أن "باب رزق" هى الرواية الثامنة لعمار على حسن بعد "جبل الطير" و"شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"السلفي" و"زهر الخريف" و"جدران المدى" و"حكاية شمردل"، إلى جانب أربع مجموعات قصصية: "حكايات الحب الأول" و"أحلام منسية" و"عرب العطيات" و"التى هى أحزن"، وله كتابان فى النقد الأدبي: "النص والسلطة والمجتمع" و"بهجة الحكايا"، إلى جانب ثمانية عشر كتابا فى التصوف والاجتماع السياسى.



موضوعات متعلقة..


مستقبل الفقراء والمهمشون فى رواية "باب رزق"لـ"عمار علىّ حسن"








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة