إسرائيل تستغل أحداث فرنسا لمهاجمة الإسلام وتشويه صورة سيناء والفلسطينيين فى سياق خبيث..نتانياهو يربط بين ما حدث بباريس وسقوط الطائرة الروسية..وليبرمان يدعو لتشكيل قيادة أوروبية لمكافحة الإسلام المتطرف

استغلالا للأحداث الدامية التى ضربت فرنسا منذ يومين، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلى خلال بيان له الربط بين العمليات الإرهابية فى باريس وسقوط الطائرة الروسية فى سيناء، والهجمات التى ضربت جنوب بيروت مؤخرا، كما شبه هذه الهجمات الإرهابية بعمليات المقاومة الفلسطينية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، لتشويه صورة الفلسطينيين وتصويرهم وكأنهم إرهابيون.

نتانياهو يدعو فرنسا لدعم إسرائيل

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، قال خلال البيان ردا على العمليات فى فرنسا، "يجب أن نرى فى الهجوم على كل واحد منا، بمثابة هجوم علينا جميعا، ويجب الشجب ومحاربة كل عمل إرهابى بشكل متساوى"، وذلك فى محاولة منه لربط المقاومة الفلسطينية ضد قوات احتلاله بالعمليات الإرهابية فى فرنسا.

وأضاف نتانياهو خلال بيانه الاستفزازى: "يجب على العالم محاربة الإرهابيين بمقياس واحد، بدون تردد وبإصرار، وأنا أدعو العالم الحضارى كله، هذا هو الوقت للوحدة وهزم فيروس الإرهاب العالمى".

نتانياهو يوجه الموساد بمساعدة فرنسا

وزعم نتانياهو قائلا: "إسرائيل تقف كتفا إلى كتف مع فرنسا فى حربها ضد الإرهاب الإسلامى المتطرف الذى يجرف الشرق الأوسط وأجزاء واسعة من العالم، ولقد وجهت أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية وعلى رأسهم الموساد لتقدم المساعدة بكل وسيلة ممكنة لأقرانها فى فرنسا وفى الدول الأوروبية الأخرى".

نتانياهو يربط بين أحادث فرنسا والطائرة الروسية

وفى رده على سؤال حول احتمال قيام تنظيم "داعش" بتنفيذ عملية كهذه فى إسرائيل، قال نتانياهو: "لا شك أننا نرى هنا – فى إشارة لمدن الضفة الغربية والقدس المحتلة - إرهاب يتراكم خلال عدة أيام، وإرهاب فى سيناء، بإسقاط الطائرة الروسية، وعمليات الآن فى باريس، وربما هناك عمليات أخرى، وهذا الأمر يطرح تساؤلا حول نوايا داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى"، على حد زعمه.

وأضاف نتانياهو: "أنه بالنسبة لاستعداد العالم الحضارى للتوحد أخيرا ومحاربة هذا الوباء، وهو ما أدعو إليه شخصيا منذ سنوات، فأنا أعتقد أنه آن الأوان، ويجب أن نفهم أنه لا يمكن محاربته بشكل انتقائى، لا يمكن القول: يوجد إرهابيون أخيار وإرهابيون أشرار، كل الإرهابيين أشرار، ويجب التعامل معهم بمقياس واحد.

رسالة ليهود فرنسا

وحول رسالته ليهود فرنسا، قال نتانياهو: "أولا رسالتى هى التصرف حسب توجيهات السلطات هناك، ونحن طبعا طالبنا بتشديد الحراسة حول المؤسسات اليهودية، وأنا أعتقد أن كل يهودى، إذا اختار ذلك، يعرف أنه يوجد له بيت هنا فى إسرائيل، وإذا اختار البقاء فى فرنسا، فأنا متأكد من أنه يفهم بأن حكومة فرنسا تتجند لمحاربة وباء الإرهاب عامة، والهجمات ضد اليهود بشكل خاص، وأتوقع دعم إسرائيل عندما تحارب الإرهاب، كما تدعم إسرائيل فرنسا وكل الدول الأخرى".

إسرائيل ساهمت بمعلومات حول العملية لفرنسا

وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، - القريبة من نتانياهو - إن رئيس الوزراء الإسرائيلى كشف عقب اجتماع طارئ عقده بمقر وزارة الخارجية الإسرائيلية مساء أمس، أن إسرائيل حولت إلى فرنسا معلومات تتعلق بالإرهابيين الذين نفذوا العملية، وكذلك معلومات أخرى رصدتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حول نوايا تنفيذ عمليات أخرى فى أوروبا.

ونقلت الصحيفة العبرية عن نتانياهو قوله: "إننا نتقاسم المعلومات المتوفرة لدينا مع فرنسا ومع دول أخرى، وليس فى اليوم الأخير فقط".

وتوجه نتانياهو إلى الشعب الفرنسى وقال له بلغته الفرنسية: "إن إسرائيل تقف إلى جانب فرنسا فى حربها ضد الإرهاب الإسلامى الراديكالى"، على حد تعبيره.

إنزال الإعلام الإسرائيلية تضامنا مع فرنسا

وأوضحت الصحيفة أن نتانياهو أمر بإنزال الأعلام الإسرائيلية إلى نصف السارية فى السفارات الإسرائيلية فى العالم ومؤسسات السلطة فى إسرائيل، كذلك فعل رئيس الكنيست بالنسبة للأعلام المرفوعة فى الكنيست.

فيما أرسل، الرئيس الإسرائيلى رؤوبين ريفلين، برسالة إلى الشعب الفرنسى، قائلا: "إسرائيل تقف إلى جانبكم فى محاربة الإرهاب بلا هوادة"، بينما قال رئيس المعارضة الإسرائيلية البرلمانية، يتسحاق هرتسوج: "إن الحرية والمساواة والأخوة توحدنا فى الحرب العنيدة ضد الإرهاب الرهيب والقاتل".

ليبرمان يدعو أوربا لتكوين قيادة موحدة

وفى السياق نفسه، عقب وزير الخارجية الإسرائيلى السابق، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليمينى المتطرف أفيجادور ليبرمان على ما شهدته فرنسا داعيا أوروبا لتشكيل قيادة صارمة موحدة لمواجهة ما أسماه بـ"الإسلام المتطرف"، على حد وصفه.

وفيما يبدوا أنها حالة تشفى، أضاف ليبرمان خلال كلمته فى ندوة ثقافية فى مستوطنة "كفار سابا" نقلتها إذاعة "صوت إسرائيل" – الإذاعة العامة الإسرائيلية الموجهة باللغة العربية – "أنه عندما ننظر إلى أوروبا اليوم التى تنشغل فى تمييز "منتجات المستوطنات" فى الوقت الذى تلتهب النيران فى سوريا وليبيا والعراق واليمن وفى أماكن أخرى فإننا عندئذ ندرك المشكلة".

واعتبر النائب بالكنيست المتشدد استحالة تغيير حقيقى فى نتائج مكافحة ما أسماه مجددا بـ"الإسلام المتطرف" بدون قيادة أوروبية صارمة، حسب تعبيره.