أحمد إبراهيم الشريف يكتب: عندما ردد الفرنسيون نشيدهم الوطنى تحديا للإرهاب

الإثنين، 16 نوفمبر 2015 09:00 ص
أحمد إبراهيم الشريف يكتب: عندما ردد الفرنسيون نشيدهم الوطنى تحديا  للإرهاب جانب من حادث فرنسا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إلى السلاح، أيها المواطنون/ شكّلوا صفوفكم/فلنزحف/ فلنزحف!



فى ربيع عام 1800 وقف نابليون بونابرت قائد الجيش الفرنسى المتجه للسيطرة على إيطاليا على جبل "سان برنار"، وربما شهر القائد الفرنسى بأن جنوده ليسوا فى الروح المعنوية المطلوبة لتحقيق النصر لذا وبينما طائر الموت يحوم فى كل مكان كان نابليون يردد بصوت عالى:

انهضوا يا أبناء الوطن/ فقد دقت ساعة المجد/ بعد أن رُفعت فى وجهنا رايات الاستبداد/ هل تسمعون فى جميع أصقاعنا/ عواء هؤلاء الجنود الهمجيين؟/ الذين يأتون حتى أسرّتنا/ لذبح أبنائنا ونسائنا!/ إلى السلاح، أيها المواطنون!



كلمات تمثل جزءا من النشيد الوطنى الفرنسى المسمى "لامارسييز" وفى البداية يجب أن نحدد أن النشيد الوطنى الفرنسى هو نشيد حماسى جدا ممتلئ بالقومية، فالنشيد ما زال يثير حماسة الفرنسيين رغم مرور أكثر من 200 سنة على تأليفه، فقد كتبه الشاعر وعازف الكمنجة روجيه دوليل فى عام 1792.

وفى 1941 ارتكبت ألمانيا النازية خطأ كبيرا بعد احتلال فرنسا إذ فكرت أن تمنع الفرنسيين من غناء وتلحين نشيدهم الوطنى وكان الألمان يعرفون أن ذلك عقاب كبير للشعب الفرنسى وأن أقسى مايطالبوه به هو الكف عن الغناء فى وجه القهر.

الحبّ الوطنى المقدّس/ يتقدّم ويدعم أسلحتنا الانتقامية/ الحريّة.. الحريّة العزيزة/ قاومى أيتها الحرية مع مدافعيك/ تحت أعلامنا/ سنكافئ بالنصر



للإرهاب وجوه كثيرة مختلفة ومتعددة قبيحة وسيئة وضد الحياة، كذلك للوقوف فى وجه الدمار وتحديه طرق مختلفة ومتعددة أيضا لكن تجمعها الوطنية والإيمان بالخير والحق، لذا عندما أصبح الفرنسيون وجها لوجه فى مواجهة التطرف والكراهية والإرهاب لم يكن أمامهم حل سوى إثبات أنهم معا سيتحدون وسيقاومون وعليه فقد قاموا بـ"غناء نشيدهم الوطنى".

امتلأت مواقع التواصل الاجتماعى بعد الهجمات الكارثية على باريس بتداول مقطع فيديو لفرنسيين يرددون النشيد الوطنى الفرنسى أثناء خروجهم من استاد فرنسا الدولى الذى تعرض للهجمات الإرهابية، وأسفرت عن مقتل 120 شخصا على الأقل.. لكن أحدا لم يتوقف عند المغزى الحضارى والرسالة المجمعة التى يحتوى عليها هذا الفعل.

فكلنا جنود فى حربنا ضدكم/ إذا سقط أبطالنا الشباب/ ستحمل لنا الأرض شباناً آخرين/ مستعدين للاستمرار فى قتالكم!



من حق الفرنسيين أن يفخروا بهذا المشهد الذى قدموه، لكونه يعكس روحا إيجابية فى مواجهة الروح السوداء للعنف ويرسم مستقبلا واضحا للجميع، كلهم جنود فى تلك الحرب، وبالتأكيد عندما يشاهد صانعو العنف هذا الفيديو بالتأكيد سيصيب الزعر قلوبهم.

فمهما تكن قتامة الصورة فهناك شيء ما مضىء يكمن عادة خارج الإطار هذا الشىء اسمه تحضر الشعوب واسمه الانتماء الذى يظهر فى لمسات بسيطة لكنها مهمة، ربما نتفق مع الحكومات أو نختلف لكننا أبدا سنعترف للشعوب بدورها خاصة ما يتعلق منه بحب أوطانها.

نحن سندخل ميدان المعركة/عندما لن يكون شيوخنا هناك/ هناك سوف نجد غبارهم/ وعلامة امتيازهم/ لن يمنعنا حزننا على غبارهم/ من الاشتراك فى توابيتهم/ سيكون عندنا الفخر الرفيع/ للانتقام لهم أو لاتباعهم!




موضوعات متعلقة..


- إسرائيل وجع فى رأس العالم.. مطرب برازيلى شهير يعلن: بحب فلسطين وبكره إسرائيل.. وجامعة أمريكية تدفع 875 ألف دولار لأستاذ جامعى فصلته بعد انتقاده تل أبيب










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة