للإعلام الغربى ..

المفتى: قلق بشأن استخدام الأحزاب المتعصبة بأوروبا لإلحاق الأذى بالمسلمين

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015 11:55 ص
المفتى: قلق بشأن استخدام الأحزاب المتعصبة بأوروبا لإلحاق الأذى بالمسلمين الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى محاولة منه للتحدث مع الإعلام العالمى لإيضاح موقف الإسلام من الأحداث الإرهابية التى ضربت باريس هذا الأسبوع وتداعياتها الخطيرة التى تتمثل فى رجوع ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل متوحش، قام الدكتور شوقى علام- مفتى الجمهورية- بالتواصل مع أكثر من خمسين شبكة إعلامية حول العالم، يأتى فى مقدمتها وكالة رويترز وجريدة الهافنجتون بوست ووكالات الأنباء الإيطالية والألمانية والهولندية.

وأكد مفتى الجمهورية فى تصريحاته للإعلام العالمى، أن هذا الهجوم المروع الذى ضرب باريس هذا الأسبوع يسىء إلى ضمير كل إنسان عاقل، بغض النظر عن هويتهم الدينية.

وأضاف المفتى: "أود أن أؤكد بشكل قاطع لا لبس فيه تضامننا الكامل مع الشعب الفرنسى وكافة الشعوب العربية والغربية التى طالتها نار الإرهاب، وأن الجماعات الإرهابية تقوم- وبشكل صارخ- باستخدام الدين كستار للتغطية على أعمالهم الإجرامية، فى مغالطة أيديولوجية تكشف منطقهم المشوه، ومصادرهم التى يستقون منها فكرهم العفن، فيحولونها لمصدر تبرير لإشباع شهواتهم التى لا تنتهى من إراقة الدماء، وهذه الأيديولوجيات التى تحث على الكراهية والإرهاب يجب القضاء عليها واقتلاعها من جذورها، إذ أنها لا تمت للإسلام بصلة.

وطرح مفتى الجمهورية فى تصريحاته الموجهة للمجتمع الدولى تساؤلاً: من أين نبع التطرف؟ وأرجع فضيلته ذلك إلى أنه فى كل من الإسلام والديانات الأخرى ظهر أشخاص قد نصبوا أنفسهم مرجعيات دينية دون أدنى أساس سليم فى العلوم الدينية، مع افتقارهم للمؤهلات العلمية للفهم الصحيح للنصوص الدينية والأخلاق، كل هذا أفرز تفسيرات متطرفة للأديان لا تمت لها بصلة، مؤكدًا أن هؤلاء جاءوا كنتاج لبيئات عقلية مضطربة تبنت التفسيرات المشوهة والمضللة للأديان، والتى ليس لها أساس فى العقيدة والتعاليم الصحيحة؛ لأن هدفهم الأساسى هو خلق الفوضى فى العالم أجمع.

وجدَّد مفتى الجمهورية- فى معرض حديثه- التأكيد على أن الإسلام يجرم كافة أشكال التطرف ويحاربها ويدين هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة.

وقال المفتى: "إذا كنا نريد معالجة هذه المشكلة علينا أن نبذل الجهد لفهم ومعرفة العوامل المؤدية إلى انحراف الشباب نحو التطرف بكافة أنواعه فى عالمنا المعاصر، وإلا فإننا نخاطر بعدم قدرتنا على معالجة هذه الآفة والقضاء عليها بشكل كامل وصحيح، مشددًا على أن هذا هو الخيار الأوحد أمامنا إذا كنا جادين فى بناء مستقبل أفضل، ووضع حد لهذا الوضع الخطير الذى يهدد الإنسانية جمعاء فى جميع أنحاء العالم".

وشدَّد على أن الأحداث الإرهابية الأخيرة التى وقعت فى أنحاء كثيرة من العالم تؤكد أن الإرهاب والتطرف لا دين له ولا وطن، ونحن جميعًا مسئولون بشكل جماعى عن مكافحة هذا الانحراف اللاإنسانى، وعلى المسلمين وكافة شعوب العالم فى قارات العالم أجمع أوروبا والأمريكتين وآسيا وإفريقيا وأستراليا، أن يقوموا بواجبهم للقضاء على هذا الخطر الداهم.

وتابع: "إننا فى حاجة لإشاعة روح التعاون فيما بيننا فى هذا الوقت الحرج، فأنا قلق بشأن استغلال العواطف الهوجاء من قبل الجماعات والأحزاب المتعصبة فى أوروبا لإلحاق الأذى بالمسلمين هناك، وإلقاء اللوم كله على الإسلام، كما أخشى من استهداف طائفة دينية كبيرة بسبب أعمال قلة منحرفة، وهو ما قد يولد عنفًا مضادًّا، ينتج عنه نتائج عكسية تعوق مجهوداتنا فى مكافحة الإرهاب.

واختتم مفتى الجمهورية كلامه بأنه من المهم بالنسبة لنا فى هذه المحنة، شديدة الحزن، أن نقف سويًّا لمعالجة أسباب هذا الحادث الأليم بطريقة منصفة وعادلة، مؤكدًا أنه من المهم كذلك أن يتوقف تشويه صورة المسلمين دون سبب، ليس لأنه أمر جيد بالنسبة للمسلمين فحسب، ولكن لأن قدرتنا المستقبلية فى مواجهة الإرهاب تعتمد على ذلك.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة