واشنطن بوست: فات أوان التوصل لحل سريع وسهل للفوضى المتشابكة فى الشرق الأوسط
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الهجمات التى شهدتها باريس الجمعة الماضية تمثل إعلانًا من قبل داعش بالحرب على العالم، مما يزيد من الدعوات الجديدة المطالبة بجهود عالمية مكثفة لهزيمة هذا التهديد الناشئ.
غير أن الصحيفة رأت أنه قد فات الأوان لحل حل سريع وسهل للفوضى المتشابكة فى الشرق الأوسط خلال الأربع سنوات الماضية منذ بداية الربيع العربى الذى دفع بالمنطقة إلى حالة من الاضطراب.
وأضافت أن ما أشار إليه العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى بأنه حرب عالمية ثالثة ضد البشرية، قد أصبح، بتعبير أكثر دقة، خليطًا من الحروب المتداخلة تسببت فيها الأجندات المتصارعة حيث تعد هزيمة داعش هدفًا من العديد من الأهداف السياسية المتنافسة والمتناقضة غالبًا فيها. ففى تلك السنوات الأربعة انهارت أربع دول عربية وهى العراق وسوريا وليبيا واليمن، واندلعت الحروب الأهلية فيها جميعًا، واصطفت القوى العالمية لدعم الأطراف المختلفة فى تلك الحروب، ومنحت الفوضى هدية لإرث أسامة بن لادن، وهى الوقت والمساحة.
وتابعت الصحيفة قائلة، إن عدم اهتمام العالم المنهك والحذر بعد إخفاقات الحرب على العراق ساعد مجموعة متنوعة من قدامى المقاتلين فى تنظيم القاعدة، والمنظرين العرب التكفيريين، ومتطوعين غربيين، على استغلال الفراغ الناجم عن انهيار حكومتى سوريا والعراق، وبنوا لأنفسهم ما تسميه الصحيفة بـ"دولة بروتو"، والمقصود بها أنه لا يمكن اعتبارها دولة حقيقية، إلا أنها تسيطر على أراضٍ وتجمع الضرائب ولها جيش.
ويقول شادى حميد، الخبير فى الحركات الإسلامية بمعهد بروكنيجر إت، إن أى رد الآن سيكون متأخرًا للغاية، وتلك ثمار عدم التحرك التى يتم حصادها، ولا نستطيع أن نتراجع عن الضرر الذى حدث خلال السنوات الأربع الماضية.
والآن يجد تنظيم داعش موطئ قدم له فى ليبيا وأفغانستان مع تراجع سيطرة الدولة ومواجهتها العالم بتحدى أكبر بكثير مما واجهته أمريكا عقب أحداث سبتمبر، حسبما يقول بروس ريدل، الخبير ببروكينجز أيضًا. ويشير ريدل، وهو محلل سابق بالمخابرات الأمريكية، إلى أن واشنطن تحارب القاعدة وفروعها، التى انبثق منها داعش، منذ عام 1998، والآن تواجه عدوًا لديه حيز وملاذات أكثر من أى وقت سابق، وأصبح أرض المعركة الآن أكبر بكثير من ذى قبل.
العالم لم يجعل هزيمة داعش أولوية له
من جانبه، يقول بيتر هارلنج من مجموعة الأزمات الدولية إن الأمر أيضا أكثر تعقيدا، فلم يجعل العالم، بما فى ذلك الولايات المتحدة، هزيمة داعش أولوية قصوى له فى أى مرحلة من قبل، والجميع يستغل داعش.
وتمضى الصحيفة قائلة إنه بالنسبة لإدارة أوباما، فإن تجنب الاشتباك فى حرب أخرى بالشرق الأوسط كان أولوية سياسية يليه التوصل إلى الاتفاق النووى مع إيران. ولا يوجد شك فى أن الولايات المتحدة قد بدت لينة فى سياسة سوريا التى تهدف ظاهريا إلى الإطاحة ببشار الأسد من أجل عدم تقويض الاتفاق النووى مع إيران.
أما تدخل روسيا فكان هدفه الأساسى رغبة بوتين فى إعادة تأكيد مكانة بلاده كقوى عالمية ودعم نظام الأسد ومن ثم التركيز على استهداف المعارضة المدعوم من قبل الولايات المتحدة وليس داعش فى الأيام الأولى لهذا التدخل.
وبالنسبة للسعودية، فهى مشغولة بالتحدى الذى تمثله إيران وتوسيع طاقاتها العسكرية فى محاربة الحوثيين المدعومين من طهران فى اليمن. بينما جعلت إيران الأولوية لمشروعها لتحقيق النفوذ الإقليمى عبر سوريا والعراق وإلى البحر المتوسط وتمويل ميليشيات مسلحة بالوكالة للدفاع عن مصالحها فى المناطق ذات الأغلبية الشيعية. ولا يبدو أن الهجمات الإرهابية فى باريس ستسفر عن استجابة دولية أكثر تماسكا، كما يقول المحللون.
أحد منفذى هجمات باريس كان يبيع الحشيش والبضائع المسروقة
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على الشقيقين إبراهيم وصلاح عبد السلام لدورهما فى هجمات باريس الإرهابية التى أودت بحياة أكثر من 130 شخصًا يوم الجمعة الماضية.
وقالت الصحيفة، إن محمد عبد السلام البالغ من العمر 26 عامًا، هو هدف واحدة من أكبر المطاردات فى تاريخ أوروبا، حيث فجر شقيقه نفسه فى مقهى بوليفار فولتير فى باريس.
وبعد تلك الهجمات أصبحت عائلة عبد السلام البلجيكية، التى تمثل الجيل الثانى لعائلة مغربية، حديث حى مونبليك، ذى الأغلبية المسلمة فى العاصمة البلجيكية بروكسل، والذى يطلق عليه "عاصمة الجهاد الأوروبية"، حسبما تقول واشنطن بوست، لقدوم عشرات المقاتلين الذين هاجموا أهدافا غربية منه.
وقبل أسابيع قليلة من الحدث الإرهابى، كان محمد يعمل لصالح الحكومة المحلية، بينما كان شقيقه صلاح عاطلا مثل حوالى 40% من الشباب فى مولنبيك، وكان يمضى الوقت فى مقهى يديره شقيقهم الثالث إبراهيم البالغ من العمر 31 عامًا، والذى تحول إلى مفجر انتحارى فى باريس. ويقول السكان المحليون إن المقهى لم يتسم قط بالرزانة، ففى وقت سابق هذا الشهر، أغلقت الشرطة المقهى بعد شكاوى الجيران من رائحة الماريجوانا القوية. وقال رجل من الحى الذى تردد على المقهى إنه كان معروفًا ببيعه الحشيش والهواتف المحمولة المسروقة.
وتتابع الصحيفة قائلة، إنه على الرغم من أن الغموض لا يزال يحيط بعائلة عبد السلام، إلا أنه من الواضح أن اثنين على الأقل من الأشقاء، مثل كثير من الشباب فى مولنبيك، قد انتهكوا القانون فى جرائم طفيفة، قبل أن يقعوا تحت تأثير المجندين الذى عملوا على مدار سنوات فى مولنبيك لإقناع الشباب العاطل والمحبط بأن يفعلوا شيئًا أكبر بحياتهم.
وفى عام 2010 تم القبض على إبراهيم، واتهم بتزوير أوراق وبيع بضائع مسروقة، ووفقًا للمتحدث باسم النيابة الفيدرالية فى بلجيكا. ولم يصدر بحقه حكم، وبعدها اتهم بمخالفات مرورية طفيفة، أما شقيقه الأصغر صلاح، فقد واجه مشكلات قانونية فى هذا الوقت فحصل على وظيفة بشركة النقل فى بروكسل، لكن فى فبراير 2011 تمت إدانته وقضى شهرًا فى الحبس الاحتياطى بتهمة اقتحام مبنى، ليخرج عاطلا منذ هذا الوقت.
وكان أحد من تم اعتقالهم معه كان عبد الحميد أبا عود، الذى سافر إلى سوريا بعدها بعامين. ويعتقد الآن أنه العقل المدبر والمخطط لعدد من الهجمات الإرهابية من بينها الهجمات التى شهدتها باريس يوم الجمعة، حسبما قالت السلطات الفرنسية.
وول ستريت جورنال: هجمات باريس قربت بين الغرب وروسيا حول سوريا
قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن فرنسا ترغب فى إدخال روسيا ضمن "تحالف واسع"، جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة، لمكافحة تنظيم داعش، لكن هذه الخطوة تواجه حجر عثرة كبير يتعلق بالخلاف حول مستقبل الرئيس السورى بشار الأسد.
وتشير الصحيفة الأمريكية، الأربعاء، إلى أن الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند طالما جادل بأن عنف الحكومة السورية ضد المتمردين كان السبب الأول لخلق تنظيم داعش. كما رأى أن تراجع نظيره الأمريكى باراك أوباما عن القيام بعمل عسكرى ضد حكومة الأسد عام 2013 بأنه خيانة.
وعلى النقيض تدعم روسيا حليفها الأسد فى سوريا، وترى أنه بدون الأسد فإن الدولة السورية سوف تنهار لصالح المتطرفين الإسلاميين. وتقول الصحيفة، إن هجمات باريس التى أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 130 شخصًا، والتى أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنها، وكذلك تأكيد روسيا أن سقوط الطائرة التى كانت تقل 224 سائحًا روسيًا فوق منطقة سيناء، يقف وراءه عمل إرهابى، دفع الغرب وموسكو للتقارب بشأن السياسة حول سوريا.
وترى أن الرئيس الفرنسى أعاد تعريف أهداف بلاده خلال كلمته، الاثنين، ورغم أنه أكد مرارًا على أن الأسد لا يمكن أن يكون جزءًا من حل سياسى للأزمة السورية، لكنه قال "عدونا فى سوريا هو تنظيم داعش".
وفى الوقت نفسه، أرسلت روسيا قاذفات بعيدة المدى لقصف داعش فى سوريا، فضلا عن إعلان الكرملين اتفاق الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسى على التنسيق بين جيشى البلدين فى محاربة الإرهاب فى سوريا. وقد أعلنت الرئاسة الفرنسية، فى وقت سابق الثلاثاء، أن هولاند سوف يزور موسكو، نهاية الشهر الجارى، لبحث سبل محاربة داعش.
ويقول عميد كلية الدراسات المقدمة والدولية بجامعة جون هوبكينز، والمستشار السابق للخارجية الأمريكية، إن هذه التطورات تضع موسكو وباريس وواشنطن على نفس الصفحة: "داعش أولويتهم القصوى، وهذا تحول كبير".
صدام متوقع بين واشنطن وشركات التكنولوجيا بعد هجمات باريس
قالت صحيفة وول ستريت جورنال، إن ورود معلومات بشأن استخدام الإرهابيين، الذين شنوا هجمات باريس، اتصالات مشفرة، أشعل الجدل بشأن أنشطة التجسس الحكومية ودفع إلى تحركات لإعادة النظر فى سياسة الولايات المتحدة الخاصة بالمراقبة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، الأربعاء، أن الاعتقاد الواسع بين مسئولى الاستخبارات الأمريكية بأن مرتكبى الهجمات الإرهابية التى أسفرت عن مقتل أكثر من 130 شخصًا فى العاصمة الفرنسية باريس، استخدموا اتصالات مشفرة فيما بينهم لتنسيق الهجمات، عزز توجهات داخل الولايات المتحدة لإعادة النظر فى السياسة الخاصة بجمع المعلومات والمراقبة.
وقال السيناتور ريتشارد بور، رئيس لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ الأمريكى، الثلاثاء، إن لجنته سوف تطلق مراجعة لنظام التشفير المستخدم. فيما قدم السيناتور توم كوتون، مشروع قانون لتمديد برنامج جمع البيانات الهاتفية المقرر انتهاء العمل به بنهاية الشهر الجارى.
وقال بور إنه من الواضح بحسب مسئولى الاستخبارات، إن الإرهابيين استخدموا أنظمة اتصالات محصنة بشكل قوى. مشيرًا إلى أنهم استخدموا نظامًا للتواصل فى بلجيكا وفرنسا وسوريا ينقل الاتصالات بفاعلية بحيث تكون غير مرئية لقراصنة أو جواسيس وأجهزة استخبارات الدول، فضلا عن أنه يجعل الرسائل تدمر ذاتيًا خلال وقت معين.
وبحسب تقرير سابق لصحيفة "ديلى بيست"، فإنه بعد يوم من تبنيه مسئولية الهجمات، نشر "داعش" رسالة على أحد مواقعه تحث أتباعه على تحميل تطبيق "تليجرام" الذى يسمح لمستخدميه بجعل رسالتهم تدمر نفسها ذاتيًا بعد فترة محددة من الوقت. وكان "تليجرام" وغيره من التطبيقات المشابهة قد أرق مسئولو الأمن والمخابرات الذين يقولون إنه يمنع الولايات المتحدة من تحديد موقع مسلحى داعش فى سوريا والعراق.
وتقول وول ستريت جورنال، إن تجدد الضغوط لمنح منفذى القانون وأجهزة الاستخبارات والمحققين سلطات أوسع لفك تشفير التكنولوجيا التى تباع تجاريا للأشخاص العاديين، من شأنه أن يضع واشنطن فى صدام مع شركات التكنولوجيا التى رفضت مرارا طلبات حكومية لمنحها شفرات خلفية من شأنها أن تسمح للمحقيين بالوصول إلى الاتصالات المؤمنة.
موضوعات متعلقة..
- صحافة القاهرة: كيف نخرج من محنة شرم الشيخ؟.. مصدر مسئول: لا صحة للتحقيق مع أى موظفين.. محمد مختار جمعة: السياحة آمنة.. ووجودنا فى مدينة السلام "أبلغ رد".. تجميد أموال مبارك ينتهى قريبا
- التوك شو:أحمد موسى لـ"الشرطة": "أمّنوا المطارات.. واللى تشكّوا فيه قلعوه البنطلون".. أسامة هيكل لـ"تهانى الجبالى": "أنتى أم الفلول".. زياد بهاء الدين: قد نحتاج عاصمة إدارية جديدة.. لكن ليس اليوم
- الصحافة الإسرائيلية: 18% من عرب إسرائيل لا يعتبرون "داعش" تنظيما إرهابيا.. الإرهاب كبد العالم خسائر بـ52 مليار دولار العام الماضى.. جنوب أفريقيا تصدر أوامر اعتقال بحق رئيس الأركان الأسبق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة