نقلا عن العدد اليومى...
ربما ليست المرة الأولى التى يشعر المواطن أن الحكومة والدولة يتعاملان بشكل جيد ومتفاعل مع أزمة أو كارثة، ومن تابع حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء أمس الأول، يعرف أن الحادث أحاطت به الكثير من الحساسيات، وأيضا الشائعات التى سعت بعض الجهات كالعادة إلى استغلالها فى نشر شائعات أو ادعاءات مختلقة، والتعامل بشكل يرمى للإيقاع بين مصر وباقى الدول، أو تصوير الأمر على أنه متعمد، بما يعنى ضعفا أمنيا، لكن التعامل بسرعة وشفافية أحبط هذه التحركات، وأثبت أن أفضل طريقة للتعامل مع أزمة هو الوضوح، وعدم إخفاء معلومات، وأيضا مواجهة الشائعات مباشرة، ودون تأخير.
لم تكن هذه أول مرة تقع فيها كارثة طيران، فمثل هذه الحوادث تتكرر، بل هناك دول منكوبة أكثر بسبب طقسها المتقلب أو جغرافيتها المعقدة، لكن بالطبع فإن أى حادث يقع من طائرة تكون العيون على جهات مختلفة، أولها شركة الطيران ونوع الطائرة، ومكان السقوط، واحتمالات العمل التخريبى أو الإرهابى. وفى الحادث الأخير كان الواضح هو وجود عطل تسبب فى سقوط الطائرة، توقف المحركات أو غيرها من الأسباب التى سوف تكشف عنها التحقيقات الفنية، وسعت بعض التنظيمات لاستغلال الحادث وزعمت إسقاطها، فى محاولة للإضرار بالبلاد وأمنها، وبعض الجهات أو المواقع المشبوهة نشرت الشائعة التى بدت غير منطقية، أولا، لأن بقايا التنظيمات الإرهابية فى سيناء تسعى للاختباء والهروب من قبضة الجيش المصرى، ولا تملك منصات أو تكنولوجيا، ثانيا، إن الطائرات المدنية تطير على ارتفاعات تصل إلى 33 ألف قدم، ولهذا سارعت الجهات التى نشرت الشائعة لحذف الخبر، الأمر الثانى هو محاولة استغلال قرارات الدول بتلافى الطيران فوق سيناء، وهو إجراء طبيعى انتظارا للتحقيقات.
الجديد أن الجهات المصرية المختلفة تعاملت بمسؤولية ووضوح مع الحادث، وسارعت إلى مكان الحادث، وقامت القوات المسلحة كالعادة بدورها المهم لصعوبة المكان الذى سقطت فيه الطائرة، كما أعلنت الجهات المصرية ما يتوفر لديها من معلومات، وكان رئيس الحكومة ووزير الدفاع فى مكان الحادث. كما تم فتح المجالات مع الجانب الروسى، وتبادل المعلومات والتحقيقات الأولية، وفى روسيا تحركات السلطات للبحث فى تاريخ الشركة والطائرة، وكل هذه من شأنه أن يتيح الفرصة لشفافية أكثر وسهولة فى التوصل لأسباب الحادث، لأن حوادث الطيران تكون تحت تصرف ومتابعة لجهات دولية عديدة تتواصل لتكتشف الأسباب حتى يمكن تلافيها فى حال وجود أسباب لدى الشركات أو فنية بالطائرة أو غيرها من الجهات.
وهناك بعض الأطراف أشارت إلى أن الاهتمام يكون أكثر مع الأزمات التى يكون فيها طرف أجنبى، لكن هؤلاء لا يدركون أن حوادث الطيران عموما، حتى تلك التى تقع داخل الدول وتعتبر محلية، تخضع لاهتمامات وتحقيقات دولية بهدف التوصل لأى عناصر تصب فى جهة مصالح الطيران عموما، وربما يحتاج الأمر لتحويل هذه الخطوات الفعلية، لتغيير التعامل مع الأزمات إلى قاعدة وليس مجرد استثناء.
موضوعات متعلقة...
- ابن الدولة يكتب: البرادعى ونظرية "الميوعة السياسية".. كلما أطربنا بانسحابه من المشهد يفاجئنا بتغريدات محرضة أحيانا وغامضة أحيانا أخرى.. يريد التصالح مع الإخوان ويتناسى إرهابهم ومؤامراتهم ضد الوطن
- ابن الدولة يكتب: الانتخابات ليست آخر فرصة.. الفرصة لاتزال سانحة أمام هذه الأحزاب أن تتعلم أن المشاركة أفضل من المقاطعة والانتخابات حلقة لها عيوبها وميزاتها وتجاربها
- ابن الدولة يكتب: الحياة السياسية فى ضوء انتخابات مجلس النواب.. البرلمان الجديد درس سياسى مهم لأطراف متعددة فيما يخص الأداء الانتخابى ومعايير اختيار المرشحين
عدد الردود 0
بواسطة:
Gamal
خيرت الشاطر هو اللي ضربها
خيرت الشاطر هو اللي ضربها