وقد تصبح كثرة شكوى الزوجات من الأمور التى تتعلق بحياتهن الزوجية أحد أهم العوامل التى تتسبب فى تفاقم المشاكل وليس حلها وحدوث فتور بين الزوجين لتتحول الحياة الأسرية إلى حياة روتينية مملة تفتقد الدفء العائلى وقد يتطور الأمر إلى الطلاق.
فهل تتطور كثرة الشكوى وتتحول إلى مرض تعانى منه بعض الزوجات أم أنها نوع من الفضفضة تقوم به الزوجة تحت ضغط الظروف، وهل الزوجة الشكاية ضحية أم مريضة؟ّ
تشخيص الزوجة الشكاية نفسيا
وعن الزوجة الشكاية قالت دكتورة هبة العسيوى أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، إن الزوجة الشكاية تعانى من ضعف الثقة بالذات وتحتاج دائما الى مساندة الآخرين من خلال طرح المشاكل والاستماع إلى حلها.
وتضيف يجب أن نتفهم أن هدف الزوجة من الشكوى ليس الوصول لحلول لأنها فى الغالب تكون استنتجت الحلول قبل طرح المشكلة ولكنها غالبا ما تحتاج إلى التعاطف من قبل الزوج والاحتياج إلى تقديرها ولا تهتم أبدا بالحلول المطروحة.
أهمية الشكوى فى حياة الزوجة الشاكية
وتستكمل د. هبة قائلة "تمثل الشكوى فى حياة الزوجة التى تعانى من ضعف ثقتها بنفسها أهمية كبيرة ونوع من إثبات الذات وذلك للأسباب التالية:
1)الشكوى بالنسبة لها نوع من إثبات الوجود فأنا "أشتكى فأنا موجود".
2)الشكوى من مظاهر القلق والخوف من عواقب المشكلة التى تشتكى منها مثل مسئولية تربية الأطفال.
3)نوع من تفريغ الطاقة السلبية داخلها ولكن للأسف بعد كثرة الشكوات تتحول الزوجة فى نظر الزوج من شكاية إلى معكننة عليه ومصدر لتوتره مما يؤثر بشكل كبير على العلاقة الزوجية.
طبيعة المرأة تجعلها شكاية بطبعها
وتتابع د. هبة قائلة "تتميز المرأة بقدراتها اللغوية أكثر من الرجال فهى تجيد مهارات استعمال المفردات والتعبير عن المشاعر والأحاسيس أفضل بكثير من الرجل كما تتميز المرأة فى مهارات الاستماع والتنصت".
المبالغة فى الشكوى تحول الحياة الزوجية لفتور أسرى
ومن جانبه قال دكتور ياسر يسرى أخصائى الطب النفسى بجامعة القاهرة، تمثل شكوى الزوجة وشعورها بعدم الرضا الدائم والمبالغ فيه وعدم تقبلها للظروف الحياتية الأسرية أحد العوامل المسببة للتباعد النفسى والنفور بين الزوجين، نظرا لأن الشكوى من الصفات المذمومة التى تؤثر بالسلب على مشاعر الزوج تجاه زوجته مما يؤدى إلى تفاقم المشاكل الزوجية وليس حلها.
ويستكمل د. ياسر قائلا "ليس المقصود بالحديث الشكوى التى تنبع عن أسباب واقعية وتكون فى حدود الواقع الملوس والتى تأتى بنية الإصلاح وتفادى الأخطاء لكن الإفراط فى الشكوى من جانب الزوجة والسخط من كل ما هو متاح من مستوى مادى أو اجتماعى أو السخط الدائم من سلوك الزوج وكثرة انتقاده مزيج من الضغوط النفسية على الزوج مما ينعكس على الأسرة كلها.
تفنن الزوجات فى اختلاف نوع الشكوى
ويتابع د. ياسر قائلا "تختلف طبيعة الشكوى من زوجة إلى أخرى على حسب ما تراه من وجهة نظرها يمثل مشكلة، فبعض الزوجات يشتكين من كثرة الأعباء المنزلية والشكوى الصحية وتربية الأطفال بطريقة زائدة عن الواقع الملوس ويطلقن أسهم الشكوى والأنين كلما كان الزوج متواجدا بالمنزل، أو من ناحية أخرى الشكوى من عدم اهتمام زوجها بها مثلما كان قبل الزواج".
لذلك ينصح كل زوجة بمحاولة تجنب الشكوى غير المبررة بقدر الإمكان واختيار التوقيت المناسب لإبداء الاعتراض أو الشكوى للزوج من الأشياء والمشاكل التى تستوجب التوقف عندها.
أهم الطرق للحد أو تقليل من شكوى الزوجات
وأضافت د.هبة العسيوى قائلة "يجب على الآباء والأمهات منذ الطفولة منح بناتهم القدرة على الثقة بالنفس وتقدير الذات، وهذا يساعدها على عدم استخدام أسلوب الشكوى الدائمة عندما تكبر وتصبح أما مسئولة عن تربية أطفالها ورعاية زوج وأسرة، كما ننصح بعض الزوجات اللاتى تعانين من أعباء المسئوليات الزوجية ببعض الإرشادات حتى لا تتفاجأ بأنها أصبحت فى نظر زوجها زوجة شكاية وأهمها":
1)اندماج الزوجة فى مجموعات اجتماعية جماعية تتعلق بالسيدات من أجل الفضفضة.
2) تتحدث المرأة إلى نفسها بكلمات إيجابية وتشجيعية بهدف تقليل محاور التوتر بطريقة حديث الذات الإيجابى.
3) ضرورة أن تتعلم المرأة أمور أخرى لتفريغ المشاعر السلبية مثل ممارسة لرياضة.
4 تحاول مشاركة زوجها مشاكله وإيجاد حلول لها وأن تستمع إليه وحتى يشعر بالألفة وأنها تشاركه أعباء الحياة.
كيف يتعامل الزوج مع زوجته الشاكية
أضافت د. هبة قائلة "يجب على الزوج أن يتفهم شكوى زوجته ومحاولة مناقشتها فى الأسباب الحقيقة وراء الشكوى واعتبارها نوعا من التنفيس وأن يقتنع بأن زوجته بشكواها لا تقصد العكننة عليه.
واستكملت د.هبة يجب على الزوج تدريب زوجته على الاهتمام بالنظر للجزء الإيجابى للمشكلة وتعويد زوجته على التفاؤل والابتعاد عن التوبيخ واستعمال الكلمات السلبية حين تشتكى أو تتحدث عن مشاكلها وشكواها ومحاولة إيجاد حلول للموضوعات محل الشكوى الدائمة.