وأوضح الدكتور مصطفى أمين، وبما أن التراث الثقافى المصرى يمثل أهمية تاريخية بعيدة المدى فى تكوين الهوية المصرية بل ثرائها فى جميع المجالات سواء فى الفن والأدب والعمارة والعلوم والطب، وغيرها، فكان ذلك منذ فجر التاريخ مروراً بجميع العصور سواء "الفرعونية، اليونانية الرومانية، القبطية، الإسلامية"، وحتى عصر محمد على حيث تلى ذلك العصر الحديث من التطوير فى الأدب والعلوم الإنسانية فظهر العديد من الأدباء والكتاب البارزين الذين ساهموا بدورهم فى إثراء الحياة الثقافية فى مصر والتى أثرت أيضاً فى رفع المستوى الفكرى للإنسان المصرى.
وأضاف الدكتور مصطفى أمين، أما بالنسبة لنا فى مصر ومن خلال المجلس الأعلى للآثار، فقد عقدنا العزم على الالتزام بالحماية والحفاظ على تراثنا والتعاون مع الدول الشقيقة التى يتعرض تراثها للخطر، فقد وضعنا الخطط الضرورية لتوفير متطلبات الحماية المنشودة فكان علينا أن نتفاعل فى عدة اتجاهات وفى وقت واحد سواء أكان ذلك فى اتجاه نشر الوعى الثقافى والأثرى لدى الأطفال والشباب أو التفاعل بشكل مباشر مع المجتمع المدنى والمحلى لتعريفهم بأهمية تراثهم الحضارى وتشجيعهم على المشاركة فى الحفاظ على تراثهم الثقافى، وذلك من خلال إطلاق مشروعات ترميم ورفع كفاءة لعدد من المواقع الأثرية، كذلك التفاعل فى إطلاق مبادرة التعاون مع الوزارات المختلفة والمعنية بثقافة الفرد والمجتمع فتم عقد العديد من اتفاقيات التعاون لخدمة الثقافة مع وزارة الثقافة وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالى وذلك لتحسين المستوى الثقافى والوعى الأثرى لدى الطلبة والأهالى من خلال عقد مؤتمرات ميدانية أو حتى داخل المدارس كذلك تم إعداد أطلس للمواقع الأثرية للصف الرابع الابتدائى وكتاب عن حضارة مصر للصف السادس الابتدائى مع عمل تسهيلات لزيارة المتاحف والمواقع الأثرية.
وأكد الدكتور مصطفى أمين، أنه فى حقيقة الأمر أن ماتم من إنجاز يعتبر ريادياً بكل المقاييس وعلى الرغم من ذلك فإننا ندرك تماماً بأننا مازلنا فى بداية الطريق وأن الطريق مازال طويلاً، وبه كثير من التحديات لضمان وضع سياسات عبقرية لتحسين الأحوال الثقافية بشكل عام فى مصر وتحويل الذوق العام أى كان ما هو متفق بطبيعته ولكننا بطبيعة الحال نثق فى إننا نسير فى الاتجاه الصحيح ونعلم أن هناك مهام عديدة تنتظرنا من أجل توفير الحماية الكافية لتراثنا العريق، ونحن قادرون على النجاح ومصممون على تحقيقه بالإرادة والعزم، إن الملفات الخاصة بالتراث الثقافى فى مصر هى بالفعل من أهم التحديات التى تواجهنا فى الوقت الحاضر، وليس، ونعلم أن هناك عقبات وتحديات كثيرة تعرقل تحقيق طموح الغالبية فى الحفاظ على التراث الثقافى، وفى رأينا أن أكبر هذه التحديات بل السبب فى تغيير الحالة الثقافية فى وقتنا الحالى، هى الإرهاب وما يتبعها من أحداث واعتداءات على البشر أو على الأثر على السواء.
وأشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إلى أن مصر بالرغم من التحديات التى تواجهها من أعمال العنف والتخريب التى تتعرض لها المتاحف ومواقع التراث الثقافى، عازمة على الاستمرار فيما بدأته من سياسة واضحة وإستراتيجية محدودة تهدف إلى تنمية الحياة الثقافية وكذا المواقع الأثرية وتطويرها لاستغلالها ثقافية واقتصاديا وسياحياً وأثرياً، ومن المعلوم أن جسور الحضارة الإنشائية ستظل ثابتة تتواصل بخطى ثابتة نحو بناء جسور الثقافة بين شعوب العالم شرقه وغربه لأن الإنسان هو رأس الحضارة، ولأننا ندرك جميعاً أن من أراد أن يكون له حضارة ثقافية فعلية أن ينظر إلى الماضى.
موضوعات متعلقة..
ننفرد بنشر تفاصيل استعادة جدارية أثرية خرجت بطرق غير مشروعة إلى بريطانيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة