وشهدت الساعات الماضية جولة من المناقشات والتحاور بين طرفى النقاش لرغبة الرئاسة فى تأمين المنابر فكريا بفتح هذه المعاهد قبل يوم 1 ديسمبر المقبل، والنظر فى إعادة ترتيب مناهج وبرامج دراسية لـ68 معهد متشدد يدرسون فكر متشدد ومرفوض، طلبت الرئاسة من الأوقاف تصور نهائى وميعاد محدد هو يوم 1 ديسمبر لإعادة فتحها حسب ميثاق الشرف الدعوى بعد مخالفة جمعية أنصار السنة للاتفاق على تعميم فكر ومناهج الأزهر علانية والتنبيه سرا على شكلية القرار وبقاء مناهج السلفية المستورد من دول تؤصله بينما يرفضه الأزهر.
وكانت ملامح اللقاء الذى جرى مؤخرا بين مسئولى الجهتين، إبعاد رموز السلفية عن التدريس والإدارة وإبعاد كتب الفكر السفى عن معاهد إعداد الدعاة، واستبدالها بكتب وأساتذة وعمداء من الأزهر، وقبول طلاب يقبلون فكر الأزهر مع تقليل أعداد المقبولين وذلك بغية تأمين المجتمع فكريا وقتل بذرة التشدد ووقف المد السلفى فى مصر ودفع الفكر الوسطى كبديل له.
ويتابع الرئيس عبد الفتاح السيسى المباحثات بنفسه وينتظر تقرير يعرض عليه خلال 24 ساعة، حسب مصدر أكد على جدية القرارات، التى ستتبعها إجراءات حادة وجادة فى معاقبة صعود تيارات سلفية أى منبر، مدللا على ذلك بقرارات صدرت فى حق رموز حزب النور التى أبعدت عن المنابر برغم كونها جزء فى كتلة 30 يونيو، مضيفا أن السيسى يرغب فى مواجهة الفكر بالفكر بعيدا عن الحلول الأمنية، كاشفا عن توجهه نحو الأوقاف بعيدا عن الأزهر لجديتها فى مواجهة التشدد خلال العامين الماضيين، مشيرا إلى إجراءات تصعيدية بالغة سوف تتخذها الدولة فى الفترة المقبلة ستكون الأوقاف طرفا فيها.
وتقيم أنصار السنة 15 معهد لإعداد الدعاة ومركز خاص بالأفارقة من الدول الإفريقية جنوب الصحراء ويقوم المركز بتعليمهم العقيدة وتجويد القرآن الكريم، ومعاهد أخرى مدتها من سنتين لأربع سنوات ونظام تعليم مفتوح، ويمنحون الطلاب أشرطة ومواد صوتية تمثل فكرهم، وشروط القبول حفظ 3 أجزاء من القرآن الكريم ومستندات متمثلة فى صورة من بطاقة الرقم القومى وشهادة الميلاد.
فيما طالبت وزارة الأوقاف، معاهد إعداد الدعاة الـ68 المنسوبة للتيار المتشدد بتقنين أوضاعها حسب ميثاق الشرف الدعوى وتدريس منهج الأزهر، من خلال عميد وأساتذة أزهريون وكتب يطبعها الأزهر وتقرها وزارة الأوقاف، وهو المطلب الذى لم يتحقق حتى الآن فبرغم عملها فى مساجد الأوقاف لا تلبى مطلب الوزارة وبرغم عملها فى بلد الأزهر لا تعترف به وتقتحم مجاله، بينما أكد مصدر مطلع، أن وزارة الأوقاف سوف تقوم بمراجعة مناهج مراكز الثقافة الإسلامية وتغير ما يميل إلى الفكر المتطرف أو يغلق باب الاجتهاد أو المرونة العقلية.
ومعاهد أنصار السنة المعنية بالخطابات منتشرة فى أنحاء الجمهورية، 8 معاهد غير معترف بها من قبل وزارة الأوقاف ولا يحق لمنتسبيها إلقاء الخطب على مساجد الوزارة، وهى: معهد المركز الإسلامى العام لدعاة التوحيد والسنة بمسجد العزيز بالله فى القاهرة، ومعهد إعداد الدعاة فى الإسكندرية بمحرم بك أمام مستشفى الحميات جانب مسجد محمد عبده، ومعهد بور سعيد، ومعهد إعداد الدعاة بمسجد التوحيد وبلبيس بالشرقية، وكذلك معهد إعداد الدعاة بمسجد التوحيد بالمنصورة فى الدقهلية، ومعهد إعداد الدعاة بمسجد قباء سيجر بطنطا فى الغربية، ومعهد مديرية التحرير فى البحيرة، ومعهد إعداد الدعاة بمسجد التوحيد ش الجمهورية بالمحلة الكبرى فى الغربية.
وكانت الأوقاف قد أعلنت أنها ستعطى مهلة أخيرة حتى نهاية شهر مايو الجارى لمعاهد إعداد الدعاة ومراكز الثقافة الإسلامية ومعاهد القراءات التابعة لبعض الجماعات أو الجمعيات، والتى لا تخضع لإشراف الأزهر الشريف، أو وزارة الأوقاف، لتوفيق أوضاعها مع الأزهر، أو وزارة الأوقاف، أو مواجهة الغلق.
وقالت وزارة الأوقاف فى بيان لها، إنها كلفت مديرى مديريات الأوقاف كل فى محافظته بحصر المعاهد المخالفة ورفع بيان بها لرئيس القطاع الدينى فى موعد أقصاه أسبوع من تاريخه، ليقوم بدوره بإعداد مذكرة بالأمر وعرضها على الوزير، تمهيدا لرفع الموضوع بكل ملابساته ومشكلاته وتداعياته للمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب تجاه آلية غلقها ومحاسبة المخالفين.
وأشارت "الأوقاف" إلى أن كثيرا ممن يقومون بالتدريس بهذه المعاهد غير متخصصين أو غير مؤهلين، مضيفا أن بعضهم ينتمى إلى تيارات متشددة، وبعضهم ينتمى إلى جماعة الإخوان الإرهابية، ما يشكل خطرا بالغا وداهما على الفكر الوسطى المعتدل والأمن القومى المصرى.
وأوضحت الوزارة: "ما لم تقم الجمعيات المشرفة على هذه المعاهد بسرعة توفيق أوضاعها وتنقية صفوفها من العناصر الإخوانية، فإن الوزارة لن تقف مكتوفة الأيدى بل إنها ستتخذ الإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة، مع تحذيرها الشديد من سماح بعض الجمعيات لبعض العناصر الإخوانية من العمل بمعاهدها، وهو ما لم يعد السكوت عليه أمرا مقبولا أو محتملا".
وأضافت الوزارة، أنه فى المقابل تؤكد الأوقاف أنها ستتوسع فى فتح معاهد إعداد الدعاة ومراكز الثقافة الإسلامية التابعة لها.
وتسيطر الوزارة على 407 منابر ضمن 4 آلاف مسجد تابعة لجماعة أنصار السنة المحمدية، كما تسيطر على 619 منبرا ضمن 6 آلاف مسجد تابعة للجمعية الشرعية، كما تنفرد جمعية دعوة الحق بـ70 مسجدا توظفها فى الدعوة، والشئون الاجتماعية 22 مسجدا تتبعها، و25 مسجدا تتبع جمعيات خيرية متعددة، وهذه المساجد مشتركة فى الإشراف والتعاون، المنبر وصحن المسجد للوزارة والخدمات للجمعيات الخيرية والدعوية من حيث العلاج وكفالة الأيتام وغيره.
موضوعات متعلقة..
إسماعيل رفعت يكتب: «حرب الأوقاف» على «منابر الفتنة»
انقلاب"أنصار السنة" على الأوقاف
مفاجأة..68 معهداً سلفياً لإعداد الدعاة تروج التطرف
ننشر شروط القبول بمعاهد إعداد الدعاة بالأوقاف
إلغاء تراخيص معاهد إعداد الدعاة والقراءات
إنشاء أكاديمية عالمية لتدريب الأئمة والدعاة
الدعوة السلفية تجهز 600 من أعضائها لغزوة "منابر الأوقاف"
"النور" والدعوة السلفية.. وأنصار السنة توجه خطابا لإعادة تأهيل كوادرها
أنصار السنة والجمعية الشرعية يوقعون على ميثاق الشرف الدعوى
أنصار السنة يوصى بالتفاهم مع وزير الأوقاف لاستعادة المنابر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
الازهر الشريف ورسالته