إن حال العرب والمسلمين لا يرضى أحدًا، فالمتشددون وضعونا فى الخانة الأسوأ، وأصبحنا مرمى سهام العنصريين والمتعصبين، فيوم الخميس الماضى كان يومًا مشهودًا فى التطاول علينا فرئيس وزراء جيش الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، وصف المسلمين بـ"الحيوانات" فى كلمة قصيرة له خلال مؤتمر دولى بالقدس المحتلة حضره السفير الفرنسى لدى تل أبيب، حيث قال نتنياهو: "توجد حيوانات متوحشة من المسلمين فى مدننا، وعندما تفهم القوى الحضارية خطورة المشكلة لن يتبقى أمامها إلا التوحد بشكل واضح وهزم هذه الحيوانات، ويوجد اسم لهذه الحيوانات وهو الإسلام المتشدد".
بينما وصفت "الديلى ميل" العرب المسلمين "بالفئران"، حينما نشرت صورة كاريكاتير عقب الحادث الإرهابى فى فرنسا، للاجئين العرب الذين يصلون إلى أوروبا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالفئران كجزء من الهجرة الجماعية، وأظهرت الصورة حشدًا يتحرك عبر الحدود الأوروبية. كما تواجد بالصورة شخص يحمل حقيبة، وآخر يحمل سجادة صلاة ورجل ملتحى يحمل فى يديه بندقية، وامرأة ترتدى النقاب، هذا بالإضافة إلى تواجد عدد من الفئران أسفل الصورة.
أما المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية "بن كارسون"، فأكد أن على بلاده التمييز بين الأمن والإنسانية، فى معرض حديثه عن قضية استقبال اللاجئين الهاربين من سوريا والعراق، وشبه كارسون اللاجئين بالكلاب المسعورة.
ربما هذا التعصب ليس جديدًا لكنه لم يكن فجًا بهذه الطريقة من قبل، فطبيعى أن يكون هذا هو موقف نتنياهو لكنه لم يكن قادرا على التصريح به فى مؤتمر علنى، والمرشح الأمريكى الممتلئ بالعنصرية هو أيضا لم يغير رأيه لكنه لم يكن قادرا من قبل على وضعه فى برنامجه الانتخابى.
نعم تخلفنا وحاجتنا للآخر وضعتنا فى هذه الحالة المتردية، فأصبحنا بين حيوانات نتنياهو وكلاب المرشح الأمريكى حائرين، وغدا سيزايد آخرون ويذهبون إلى أكثر من ذلك طالما لا نملك الرد الحضارى عليهم والذى يكمن فى إدراكنا لمكانة أنفسنا واحترام بلادنا لنا.
نتنياهو سيقول ذلك فى كل مكان يذهب إليه لكوننا لم نعد نحاسبه على قتله للفلسطينيين أصبحنا نتساءل: هل ما يفعله الإسرائيليون فى فلسطين من قتل وتشريد منصب على غزة أم على الضفة كأن الضفة تختلف عن غزة وكأنها ليست أسماء وهمية لانقسام وهمى على إثره تفرقنا شيعا، والمرشح الأمريكى الذى يعانى من عقدة نقص بسبب لونه نسى ما عاناه أجداده فى أمريكا وذهب ليصطاد مثل "كلب مسعور" فشلنا فى احتواء إخوة لنا فيسبهم فيما يشبه اللعن لنا.
هذه المرة ليس المطلوب منا أن نرد عليهم أو حتى نتهمهم بالعنصرية ونظل ننعى حظنا، الأمر وصل لنهايته علينا أن ننظر فى أنفسنا وفى وضعنا المتهاوى وأن نغمض أعيننا ونعمل حتى نضمد جراحنا المتسعة ونقف على أقدامنا ونصبح أندادا لهؤلاء المتطاولين وحينها فقط نصرخ فى وجوههم "أيها العنصريون".
موضوعات متعلقة..
- كتاب"الإخوان فى ملفات البوليس السياسى"يؤكد: الإخوان خانوا مصر وحرقوا القاهرة