روايات حزينة من مدينة البهجة والحياة.. أهالى شرم الشيخ يطلبون الدعم لإنعاش السياحة ويدعون السيسى لزيارة المحافظة لإنقاذها من مؤامرة الحصار.. ويؤكدون: "ما بقاش معانا ناكل غير فول وطعمية ليل ونهار"

الأحد، 22 نوفمبر 2015 04:22 م
روايات حزينة من مدينة البهجة والحياة.. أهالى شرم الشيخ يطلبون الدعم لإنعاش السياحة ويدعون السيسى لزيارة المحافظة لإنقاذها من مؤامرة الحصار.. ويؤكدون: "ما بقاش معانا ناكل غير فول وطعمية ليل ونهار" شواطئ شرم الشيخ خالية من السائحين
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأمر أشبه برواية حزينة، وكأنك تعيش داخل فيلم مصنوع بحرفية عالية لتتحول مدينة البهجة والحياة إلى مدينة ساكنة صامته تستقر فيها كل سبل السعادة ولا تجد من يقترب لها، وكأن المدينة أصابتها لعنة ما، الوضع فى شرم الشيخ مختلف بشكل كبير عن أى مدينة أخرى تتعرض لأزمة، لأن ببساطة شرم الشيخ تساوى السياحة، فلا يوجد –تقريبا- أى أنشطة أخرى يمكن أن يعمل بها البشر هنا سوى السياحة بشكل مباشر أو غير مباشر، فحتى أبسط أبسط المهن تأثرت، سائق التاكسى مثلا لا يجد "زبون"، المكوجى كان يعمل على الفنادق أو على من يأخذون رزقهم من الفنادق، كل شىء فى شرم الشيخ شبه متوقف، لا يتحرك سوى بعض الزوار المصريين الذين لا يحركون قرابة الـ1% من قوة المدينة، وصوت الرياح فى الشوارع الخاوية يسأل عن زوار كان يتآنس بهم.

معظم قصص البشر متشابهة تقريبا فى شرم الشيخ، جاءوا هنا بعد حرب طويلة وكفاح لدخول عالم العمل فى المدينة، بدأوا من الصفر، وبعضهم من تحت الصفر، وانتقلوا لرحلة صعود قبل أن تكسر الأزمة ظهورهم.

محمود ياسين، 35 عاما، يملك أحد شركات السفارى، ويستورد الموتوسيكلات بنفسه، الآن تجده يقود سيارة ليجمع العملاء من الفنادق، يقول "كل الناس اللى شغالين معايا نزلتهم إجازات.. هنجيب منين".

على مر الأزمات التى عاشتها شرم الشيخ، منذ 15 عاما قضاهم هنا، لم ير أزمة كهذه، المشكلة فى رأيه ليست فى الأزمة، بل فى طريقة إدارة الدولة لتلك الأزمة، فالرجل الذى بدأ حياتهم بغسل الصحون فى "شرم" تتعدى مصاريف تشغيل مكانه الآن 60 ألف جنيه فى الشهر، وخلال شهر أو اثنين لو استمر الوضع على هذا سيغلق بشكل كامل.

"ياسين" وجه دعوة للرئيس عبد الفتاح السيسى ليأتى ويعيش شهرا فى مدينة شرم الشيخ لتكون رسالة قوية بالأمن والأمان فى المدينة، ورسالة واضحة للعالم فى مواجهة مؤامرة الحصار ضد المدينة الجميلة، بالتأكيد ستفرق كثيرا فى هذا التوقيت.

أشرف السيد، جاء لشرم "سائق" منذ 16 عاما، حتى تمكن أخيرا من شراء سيارة خاصة به بالقسط، ولكن الآن السيارة معرضة للضياع مع مستقبله بالكامل.

عم "أشرف" عاش أهم الأزمات التى عانت منها شرم الشيخ منذ جاء لها، يتذكر كل حادث فيها بالتفاصيل الدقيقة، ورغم بشاعة بعضها إلا أن ما حدث هذه المرة لم يشاهده على الإطلاق.

يقول: فى 22 يوليو 2005، الساعة 11 وحوالى 40 دقيقة، تعرضت شرم الشيخ لـ3 ضربات إرهابية، "انفجار فى السوق القديم، وخليج نعمة، وفندق غزال، وفى نفس اللحظة تحرك وزير السياحة وبعدما كانت شرم تعتمد على السائح الإيطالى والسويسرى، والإنجليزى، واستيقظنا بعد يومين لنجد السائح الروسى والبولندى، وسياح من الدول الإسكندنافية "فنلندا والمجر" وغيرهم ومرت الأزمة دون أن نتوقف عن العمل.

ويحكى، بعدها بـ6 أشهر تقريبا حدثت تفجيرات دهب، وفى سلسلة تفجيرات قتل نحو 23 شخصا، وانخفضت السياحة من دهب بينما كانت شرم الشيخ تعمل، وعلى الفور رفعنا عدد الرحلات من شرم الشيخ المتجهة لدهب لنروج لها، وبعدها بحوالى أسبوع عادت الأمور لطبيعتها، وفى 2010 كانت هجمة القرش، وخلال كل تلك الأزمات لم يحدث ما نعيشه الآن.

فى 2010 على سبيل المثال مع هجمات القرش كان إيراد اليوم 200 جنيه، وهو مبلغ جيد فى هذا التوقيت بالنسبة لعملى أيضا، أما الآن فلو تمكنت من توصيل زبون واحد أو اثنين وكسرت حاجز الـ80 جنيها أشعر أنى قمت بإنجاز، وهذه الأموال بالطبع لا تكفى حتى مصاريف السيارة.

أحمد جيمى، شاب عشرينى، أتى لشرم الشيخ وفحت فى الصخور حتى وجد شخصا جيدا يعينه، الأمر ببساطة يلخصه ويقول "بمعنى الكلمة مبقيناش لاقيين ناكل.. معظم زمايلى رجعوا بلادهم.. أنا مقضيها فول وطعمية عشان أقدر أعيش".

ويتابع: إحنا كنا بنعيش على التبس اللى بناخده من الزباين الأجانب.. دلوقتى مفيش أى حاجة تقريبا.

فى قلب الصحراء يستقر موقع لعم "خلف فهيم"، الرجل الأربعينى، مساحة واسعة كان يستقر فيها السياح، ومسرح فى المنتصف للرقص والسهرات، وجمل على البوابة لجولات سريعة.. الآن يجلس عم خلف فى كل هذه المساحة الشاسعة وحيدا.. بكل ما تحمله كلمة الوحدة من معنى.

يقول: إحنا هنقضيها الفترة الجاية عيش وملح.. وإن شاء الله البلد ترجع، بس إحنا كان حالنا كويس قوى، وكان بيدخل لينا فلوس كويسة جدا.. لو فضلت كده هسنتمر لحد أمتى.. معرفش.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة