ويتساءل الكتاب أيضاً ما شعورك عندما تسمع وتبصر أبناءنا، وقد أجادوا وأتقنوا اللغات الأجنبية، ولا يعرفون شيئاً عن اللغة العربية، لا شكلها ولا مضمونها ولا أبجدياتها، وذلك بعد أن دفعنا أولادنا لتعليم اللغات الأخرى على حساب لغة القرآن الكريم!!
ويقول الكاتب ومازال البعض يتحدث من فوق المنبر عن أهم صفات المسلم الصادق بأن يرتدى ثياباً رثة، وأن يعيش كالطفيليات على بقايا طعام، أما إذا أقبل على الحياة بجد وإتقان وإبداع، وركب سيارة حديثة، وأقام بمسكن فخم، فإما أن يكون قاطع طريق، وإما أن يكون كبير تاجرى المخدرات، وبالطبع لم تصل إلى مسامع الخطيب المفوه قصص أو سير حياة كبار الصحابة الذين كانوا من أغنى أغنياء الجزيرة العربية وعلى رأسهم "أبو بكر، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبى وقاص... وغيرهم"، فانتفع بهم وبأموالهم الإسلام والمسلمون.
وتابع الكتاب ألم يدرك البعض بعد ماذا قدمت أم المؤمنين خديجة رضى الله عنها للمسلمين أثناء حصارهم فى شعب أبى طالب طوال ثلاث سنوات؟، أو ماذا صنع عثمان للمسلمين من شرائه بئر رومة، وتوسعة المسجد النبوى، والمسجد الحرام، وتجهيزه لجيش العسرة، وغيرها الكثير؟، أو ماذا فعل أبو بكر منذ لحظات الإسلام الأولى، حتى أن النبى "ص" أكد لنا عجزنا عن مكافأة أبى بكر، فكان له يد لا يكافئه عليها أحد إلا الله سبحانه وتعالى؟.
وأشار الكاتب إلى أن خطيبا كهذا لم يدرك بعد أبسط معانى الزهد الذى لا يكون إلا عند امتلاكك للشىء أولا لتزهد فيه، ومن باب أولى أن يتساءل عن عوامل وأسباب عدم امتلاك المسلمين - إلى اليوم ــ لأولى ضروريات الحياة، وعن سبل الحصول على الموارد من طعام وشراب بعمل المسلمين وإتقانهم وعرقهم بأرضهم، وتكون يدهم العليا كما كانوا دائما مقصداً للجياع، وعطاء للمحرومين، وأمنا للخائفين، وملاذا للتائهين.
ويؤكد الكتاب أن الغرب يتباهى بحضارتنا، فترى هناك عرضا مع المئات من عشاق الفن لمختلف الحضارات عبر العصور فترى أمامك انطلاقة التاريخ من الفن الفرعونى، وكيفية تصميم الأهرامات بأبعادها الهندسية وأسرارها الإعجازية، إلى الفن الإسلامى وتميزه الفريد، كما أنك عندما تتجول فى شوارع الغرب تجد أن أشهر الشركات السياحية والمصانع وأقدم الشوارع والميادين يحملون أسماء لأعلام ومعالم عربية وإسلامية.
وأضاف الكاتب أن على المسلم أن يدرك أن هويته فى عقيدته، وحضارته، وإن محيت حضارته سقطت إنسانيته، وذابت أصوله، ومات تاريخه، وفقد هويته، وأن اللغة وعاء الفكر والثقافة، والرمز والوسيلة للتعبير عن الهوية، وفشل جعلنا اللغة العربية لغة أولى يرجع لاستطاعة الاستعمار الثقافى أن يحقرها لدينا.
موضوعات متعلقة..
- كتاب "إزاى تشوف ربنا؟" يؤكد: "والله قدرته وصفاته مطلقة لا حدود لها"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة