بالطبع من يتابع العمل فى المحليات يعرف أن هناك تغيرات فى التحركات والخطوات، لكن الأهم بالفعل هو المقبل خاصة بعد انتخابات النواب التى يفترض أن تكون بداية لثورة حقيقية فى طريقة اختيار المحافظين الجدد. وسوف يمتد التغيير إلى كل القيادات التنفيذية، رؤساء الأحياء والمدن والقرى مع اتجاه لتغيير نظام الإدارة المحلية واقتحام النقاط التى لم تخضع للتغيير خلال عقود، وبما يعيد بناء نظام الحكم المحلى.
وهناك أجهزة وجهات رقابية تجرى عملية مسح لأداء المحافظين والقيادات التنفيذية واستطلاعات رأى للمواطنين، ظهرت خلال الفترة الأخيرة مع قرارات تخفيض الأسعار ومدى قدرة كل مسؤول تنفيذى محلى على إدارة المحافظة أو المدينة، أو الحى وبشكل يجعل كل مسؤول تحت المجهر الشعبى والرقابى، بناء على الأداء العام لكل قيادى سيكون الاختيار للقيادات الجديدة، وبما يلبى مطالب المواطنين، وكما اتضح خلال الفترات الماضية لا يوجد مسؤول خارج التقييم.
ولا شك أن اختيار قيادات شبابية يشكل خطوة مهمة نحو ضخ دماء جديدة فى عروق الدولة بما يناسب العصر، مع إجراء حركة غربلة بناء على التقييم والتحرك والمبادرة، بناء على رصد الأداء خلال الفترة الماضية. وحتى المسؤولين الذين يعملون فى الوقت الضائع لنيل الثقة هم فى الواقع فقدوا الكثير من مقوماتهم، ولم يعودوا مناسبين للمرحلة المقبلة التى هى بالفعل الأصعب والأكثر أهمية بعد اكتمال خارطة الطريق. خاصة وأنهم سوف يواجهون تحديات كبرى من قبل النواب الجدد الذين سوف يكون عليهم تلبية مطالب المواطنين عموما وخاصة فى دوائرهم، وبالتالى من الصعب الاحتفاظ بمسؤول فاشل أو عاجز، ومن أثبتت التجارب أنهم غير قادرين على الاستمرار أو مواجهة القضايا اليومية للمواطنين، وهى بالفعل كثيرة، وتتطلب مسؤولا يحس بالمسؤولية، وليس مجرد مسؤولين فاشلين وعاجزين.
وعليه فإن المرحلة المقبلة لا تتحمل العبث، وتثبت التجربة فى الفترات السابقة أنه لا يوجد مسؤول بعيد على الحساب أو المجهر والمتابعة اليومية لأنشطته وتحركاته، وهى خطوات تظهر بشكل واضح من تصريحات المسؤولين، من رئيس الوزراء إلى الوزراء، حتى يمكن أن ننتقل إلى مرحلة جديدة صعبة تتطلب مسؤولين قادرين على الحركة، ولهذا فإن التغييرات قد تصل أغلبية المسؤولين التنفيذيين بالمحافظات والمدن والأحياء.
موضوعات متعلقة:
- ابن الدولة يكتب: عملية تجميل إخوانية لوجه أردوغان.. الإخوان يسعون بكل تزوير وتلفيق أن يقدموا الرئيس التركى كخليفة للمسلمين
- ابن الدولة يكتب: دروس الانتخابات للمقاطعين والمشاركين.. الذين قاطعوا ساهموا فى فوز الفائزين.. والآن يعترضون.. وعلى السياسيين والحزبيين أن يدرسوا المشهد الانتخابى بعيدا عن الأهواء والانحيازات
- ابن الدولة يكتب: معارك فقدان ثقة الشارع فى النخبة.. الانتخابات كانت تمثل فرصة لتختبر الأحزاب قوتها.. لكنها عجزت عن اقتناصها.. وهناك حالة من الملل تبدو فى عيون المصريين كلما سألتهم عن السياسيين
- ابن الدولة يكتب: كيف نواجه إفساد المال للانتخابات؟.. نحتاج لطريقة يمكن بها عمل تحريات تكشف شراء الأصوات وإبعاد من يثبت تورطه فورا.. وهناك اعتراف من الجميع بعدم وجود تدخل مباشر من الجهات الرسمية
- ابن الدولة يكتب: دروس انتخابات البرلمان... لم تشهد أعمال عنف وبلطجة بين المرشحين أو العائلات كما جرت العادة فى الماضى.. وافتعال الضجة حول نسبة المشاركة فى المرحلة الأولى استهدف دفع الناس للمقاطعة