قال السفير إيهاب بدوى سفير مصر فى باريس، إن هدف زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى باريس المشاركة فى مؤتمر دول المناخ.
وأضاف بدوى فى تصريحات صحفية للوفد الإعلامى الذى استقبله داخل السفارة المصرية فى العاصمة الفرنسية باريس، صباح اليوم الأحد، أن المناخ كان ينظر له فى السابق على أنه ترف ونوع من الرفاهية مسموح به لدول بعينها تتمتلك هذا الترف، ولكن الآن هناك دولا باتت مهددة من جراء تلك التغيرات.
وأشار سفير مصر بباريس إلى أن هناك دولا صغيرة مهددة بالهلاك والانقراض، كما أن مصر بها مناطق مهددة بالغرق بسبب تغيرات المناخ، الذى ينتج عن انبعاثات الكربون الصادرة عن عوادم السيارات والمصانع ما يؤثر على الصحة العامة.
ولفت بدوى إلى أن تغير المناخ يؤثر على التجارة العالمية بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض، ما يترتب عليه ارتفاع بمنسوب المياه وغرق بعض المدن والطرق، وتأثر طرق الملاحة العالمية وبالتالى تأثر المستوى الاقتصادى.
وأكد بدوى أن مصر سوف تشارك فى هذا الموتمر بصفتين أفريقيتين، الأولى أنها ضمن لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بدول تغير المناخ، والثانى أنها ترأس مؤتمر البيئة الأفارقة، وهذا يعكس أن مصر تشارك عن نفسها وعن الدول الأفريقية.
وأوضح بدوى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى سيقدم مبادرة أفريقية عن الطاقة المتجددة خلال مؤتمر القمة بصفته ممثلا عن القارة الأفريقية، سواء برئاسته لجنة رؤساء الدول، وأيضاً رئاسته لمؤتمر الوزراء، والذى يحضره الرئيس الفرنسى وعدد من رؤساء الدول، والسكرتير العام للأمم المتحدة.
وأضاف بدوى أنه من المقرر أن يجمع لقاء بين الرئيس المصرى ونظيره الفرنسى، كما يعقد اجتماعا مع رئيس الوزراء الفرنسى لاستكمال ما تم الاتفاق عليه أثناء زيارة رئيس الوزراء الفرنسى إلى القاهرة، بعد تلقيه دعوة من رئيس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب، والتى تم خلالها توقيع عده اتفاقيات.
ولفت السفير بدوى إلى أن مصر تتطلع فى الفترة المقبلة إلى مساهمة فرنسا فى تطوير محور قناة السويس، لامتلاكها طاقات متعددة فى عدد من المجالات مثل التشييد والبناء وصناعة السيارات، بالإضافة إلى الشركات الفرنسية التى تستثمر فى مصر.
وأشار بدوى إلى تأكيد أحد رؤساء الشركات الفرنسية أن شركته تنمو بمعدل 35? سنويا، وأن ما يحققه فى مصر من عائد لم يحققه فى أى مكان آخر، مؤكدا أن استثماراته تدر عائدا كبيرا، قائلا: "فى المستقبل القريب سنشهد إقبالا كبيرا من الشركات الفرنسية والتى تسعى للاستثمار فى محور قناة السويس"، رابطا ذلك بالتعاون الأمنى بين البلدين الذى له أشكال متعددة.
وأوضح السفير إيهاب بدوى أن زيارة الرئيس لها أيضا بعد ثنائى مرتبط بمدى قوة العلاقات المصرية الفرنسية، حيث تتطابق الرؤى بينهما فى أولوية مكافحة الإرهاب وهذا يفسر البعد الأمنى الذى نراه بارزا فى هذه الزيارة، مضيفا أنه سوف يكون هناك اجتماع مع رئيس مجلس الشيوخ وعقد مأدبة عشاء للرئيس السيسى والوفد المرافق له.
الملف السورى
وبسؤاله عن الملف السورى، قال بدوى إن الموقف الفرنسى تجاه القضية السورية اختلف خاصة بعد اجتماع فينا، وما صدر عن اجتماعات فينا، والذى يتضمن مواقف الدول المجتمعة ويختلف بعد أحداث نوفمبر 2015، قائلا: "وكان هناك تصريح من رئيس الوزراء الفرنسى والذى أبدى استعداد الجانب الفرنسى إلى إمكانية التنسيق مع القوات السورية على الأرض فى إطار الضربات".
وأكد بدوى أن فرنسا كان لها موقف شهير أطلق عليه ( نى نى) وتعنى أنها لم تكن مع أى طرف فى السابق، سواء كان يتبع الأسد أو المعارضة، أما الآن وبعد هذه الأحداث التى شهدتها فرنسا مؤخراً، حدث تحول ملحوظ وتغيير فى الرؤى للطرفين والنظر إلى داعش التى قتلت الفرنسيين الأبرياء، مشيرا إلى أن حجم الصدمة التى أحلت بالفرنسيين والحكومة كانت كبيرة.
وتابع بدوى أن فرنسا بلد فيه جميع التيارات من شيوعيين ويسار وسطى ومتشدد، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأمن القومى فلا بديل عن الاتحاد والاصطفاف الوطنى، على الرغم ما أن هناك انتخابات إقليمية سوف تعقد قريبا، وعندما يحدث التصويت على القانون يكون هناك إجماع كامل، لافتا إلى أن هناك إدراج كامل بأن هذه العمليات الإرهابية استهدفت الجميع سواء الشعب الفرنسى أو الحكومة.
وأكد بدوى أن الموقف المصرى ثابت لا يتغير، مؤكدا حرص مصر على وحدة الوطن السورى بالإضافة إلى حرصها على مؤسسات الدولة السورية، وعدم تكرار سيناريو ليبيا فى سوريا.
وحول سؤاله عن أوضاع المصريين فى فرنسا، وإن كان هناك تعصب فى التعامل معهم بعد الأحداث التى شهدتها فرنسا مؤخراً، أكد بدوى أن المصريين فى فرنسا كانوا ضحايا للحادث الإرهابى ولدينا شهيد وامرأة مصرية وفرنسية وحالة إصابة حرجة مازالت فى المستشفى، مشيرا إلى عدم وجود مصريين متورطين فى الأعمال الإرهابية فى باريس، أما بالنسبة لحياة المصريين والعرب بعد الأحداث الأخيرة فالدولة الفرنسية والمؤسسات الإسلامية فى فرنسا فإنهم يسعيان لتوضيح صحيح الدين الإسلامى، وأنه بعيد كل البعد عن هذه الأعمال الإجرامية التى تبيح قتل الأبرياء حتى من قبل أحداث شارل إبدو.
واستكمل بدوى أنه يظل هناك قوة متطرفة داخل المجتمع الفرنسى كغيرها من البلاد، وسوف تظل هذه القوة هى من تتعامل بقدر من التعصب مع العرب والمسلمين، ويمكن أن تزداد حدتها، لكن المجتمع الفرنسى بوجه عام، يدرك جيدا أن هذه الأعمال بعيدة كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامى السمح.
واختتم بدوى حديثه قائلا إن فرنسا لم تمنع رعاياها ومواطنيها من الذهاب إلى مصر، ولكن كان هناك نوع من أنواع التحذير من الأماكن التى تشهد عمليات إرهابية، فقد كانت شرم الشيخ محددة باللون الأصفر، ولكن بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها وضعتها فرنسا باللون البرتقالى، ولكن لم تضعها باللون الأحمر، وهذا يعنى أن فرنسا تقف على الحياد، مضيفا أن هناك دولة لن أذكر اسمها كانت تناشد فرنسا بمنع مواطنيها من السفر إلى مصر وهو ما لم يفعله الجانب الفرنسى.
موضوعات متعلقة..
- سفير مصر بباريس: تغيرات المناخ لم تعد ترفا وهناك دول مهددة بالهلاك
عدد الردود 0
بواسطة:
Bahgat
انا نفسى كل انسان يقول كل حاجه بصراحه بدون خوف
ل
عدد الردود 0
بواسطة:
setelkol ahmed
تغير المناخ وآثارة السلبية على الدول
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري اصيل
العالم يتغير كل يوم مناخيا و دي الحقيقه