كشف خبراء مشاركون فى الجلسة الثالثة من مؤتمر الناشرين العرب الثالث، عن أهم الأسباب التى أعاقت حركة الترجمة فى الوطن العربى خلال السنوات الماضية، والتى نتج عنها تحول الاهتمام بالترجمة إلى ذائقة فردية تنحصر فى نطاق ضيق جداً، لافتين إلى النظرة القاصرة للترجمة، وعدم قبول كل ما هو وافد، والرغبة فى التمسك بالقيم الخاصة، إلى جانب عدم الاستمرارية وضعف التمويل، وضمور الجانب الفكرى تعتبر من أهم هذه الأسباب.
وقدمت الإعلامية بروين حبيب، الجلسة بطرح عدد من التساؤلات حول واقع الترجمة فى الوطن العربى، "متسائلة أين وصلت الترجمة فى الوطن العربى؟ وهل لدينا قاعدة بيانات ومعلومات بحجم الأعمال التى تم ترجمتها، وما أهم التحديات والعقبات التى تواجه تطور الترجمة فى دولنا العربية؟"، جاء ذلك خلال الجلسة النقاشية بعنوان "النشر والترجمة فى العالم العربى ـ هل يشهدان تحولاً"، وأدارتها الشاعرة والإعلامية بروين حبيب.
وحول "كلمة" المبادرة الطموحة غير الربحية التى تمول ترجمة أرقى المؤلفات والأعمال الأدبية الكلاسيكية والمعاصرة من مختلف اللغات إلى اللغة العربية ومن ثمّ طباعتها وتوزيعها، قال الدكتور على بن تميم، المستشار الإعلامى والثقافة فى مكتب نائب رئيس المجلس التنفيذى لإمارة أبوظبى، أن هدف المبادرة التى يتم تمويلها من خلال منحة مقدمة من هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة، والتى تحظى بالكثير من الرعاية والدعم من الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى ترجمة 1000 كتاب كل عام، وفى العام الأول لها استطاعت المبادرة أن تبرم عدد كبير من الاتفاقيات وتبنت مجموعة كبيرة من المشاريع الهادفة ذات الصلة بموضوع الترجمة، وبعد ذلك بدأت فى الاتصال المباشر بالناشرين والمترجمين من خارج الوطن العربي، وقامت المبادرة بترجمة مجموعة من الأعمال المتنوعة من وإلى 13 لغة وبلغ عدد هذه الأعمال المترجمة 850".
وكشف أحمد السعيد، رئيس مؤسسة الحكمة، عن أنهم فى مؤسسة دار الحكمة التى تُعنى بترجمة الأدب العربى والصينى من وإلى اللغة الصينية والعربية والهادفة إلى إعادة أمجاد دار الحكمة، قد قاموا بترجمة 100 عمل، ووقعوا 500 اتفاقية لترجمة مزيد من الأعمال وقال: "ما ساعدنا فى تحقق ما تحقق من أهداف هو أن للحكومة الصينية استراتيجية واضحة فيما يخص قضية الترجمة ونشر الكتاب المترجم فهى تقوم بدعم الترجمة ولكن تضع فى حسبانها حركة السوق ومتطلباته، وندعو ومن خلال هذا المنبر بضرورة تبنى هذه الاستراتيجية فى عالمنا العربى".
ومن جانبه قال فليب كينيدى، العضو المؤسس ومدير البرامج فى معهد جامعة نيويورك أبوظبى، نحن نطالب بضرورة إعطاء المتحدث والقارى الإنجليزى فرصة الاستمتاع بما يزخر به الأدب العربى، خاصة وأن العناوين المترجمة إلى الإنجليزية قليلة جداً، ففى هذا المجال لدى تجربة خاصة، فقد قمت بترجمة العديد من المؤلفات فى الأدب العربى من بينها "كتاب أبو نواس والموروث الأدبي"، "وأبو نواس عبقرى الشعر"، "وعن الخيال والأدب فى الأدب العربى خلال القرون الوسطى"، ومن خلال هذه الأعمال استطعت الكشف عن القبول الكبير الذى يجده الأدب العربى من قبل القارئ الأجنبى".
وحول تجربة مؤسسة أدب عبر الحدود قالت أليكساندرا أبوشلير، مديرة مؤسسة أدب عبر الحدود، أن المؤسسة تهدف إلى تعزيز التفاهم بين الحضارات من بوابة الأدب والترجمة، وننظم من خلالها العديد من الأنشطة والندوات والمؤتمرات وورش العمل الهادفة إلى تدريب المترجمين الشباب ودعم الناشرين الداعمين للترجمة، كما نقوم بالبحث فى تشكيل السياسات الخاصة بقطاع الترجمة، وإجراء الإحصاءات، ونركز فى عملنا على ترجمة المواد التعليمية التى تتجلى فيها معالم الكتابة الإبداعية".
موضوعات متعلقة..
- بدور القاسمى فى مؤتمر الناشرين العرب استعدادا لافتتاح معرض الشارقة للكتاب: نحن مسئولون عن صناعة الوعى فى الوطن العربى وعلينا أن نقوم بتغيير ملموس فى النشر.. وحاكم الشارقة يكرم إبراهيم المعلم
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة