محمد عبد الله سلطان المنفلوطى يكتب: المصرى فى الداخل والخارج

الخميس، 05 نوفمبر 2015 04:21 م
محمد عبد الله سلطان المنفلوطى يكتب: المصرى فى الداخل والخارج صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المصرى فى الداخل والخارج وجهان لعملة واحدة للأسف، وبكل حزن أقولها بصراحة ابتغاء مرضاة الله وحبًا فى تقدم بلدنا الغالية التى هى أم الدنيا مصر، إن معظم المصريين وجهان لعملة واحدة مضيئة فى الخارج مظلمة فى الداخل، ملتزم فى خارج مصر فوضوى داخل مصر، فحينما يسافر الفرد المصرى أو العامل أو المهندس أو المهنى أو الدكتور أو أى شخص آخر إلى خارج مصر نراه يلتزم بجميع قواعد البلد التى يصل إليها ليعمل بها.

فى العمل يذهب فى الميعاد الرسمى لعمله بالدقيقة والثانية، ولا يضيع وقته فى حل الكلمات المتقاطعة أو الحديث عن الرياضة والفن، لا يأكل أثناء العمل ولا يعمل وليمة على المكتب ويدعو زملاءه لتناولها على دفاتر حكومية ومستندات مالية وتجارية، لا يتحرك من مكتبه ولا يكلم زميله الذى هو بجواره لأن كاميرات المراقبة تحسب أنفاسه، لا يؤخر أى عمل يكلف به، لا يترك عمله ليخرج إلى محله الخاص أو شركته التى هى باسم زوجته أو أحد أبنائه الصغار ليكلف أحدًا من أصحابه بالتوقيع له فى خانة الانصراف سواء إن كان بمقابل أو بدون، كما يحذف من ذاكرته ولسانه كلمة "فوت علينا بكرة يا سيد"، لأن الحساب هناك عسير وشديد ورادع ومطبق على سابقيه ولاحقيه، ولو كان طبيبًا لم يترك المستشفى الحكومى الذى يعمل فيها كالمكوك فى ماكينة الخياطة فهذه البلد ليس بها عيادات خارجية أو مستشفيات خاصة، فهو أو أى فرد يكون بمثابة الآلة المبرمجة التى إن وصل لها التيار الكهربائى تعمل بانتظام دون توقف أو تعطل أو بطء ولا تقف إلا إذا فصل عنها التيار، تيار ميعاد الانصراف. فهل لو رجع إلى حضن بلده الحبيب مصر هل يعمل كما كان يعمل فى الخارج نتمنى ذلك لرقى مصرنا الغالية.

وفى المواصلات العامة هو فرد وسط جنسيات متعددة ملتزمة بقواعد المرور والنظام وهو ساكت كالكرسى الذى يجلس عليه رغم أنفه لعدم علمه بلغتهم اللهم إلا إذا وجد متنفسًا له بوجود مصرى مثله يجيد النكتة والتهريج والحديث وإذا جاوز النظام وفعل الفوضى أساء لمصريته وجنسيته.

لا يخالف إشارات المرور ليلًا أو نهارًا إن كان قائدًا لسيارته، يسير فى حدود المسموح له ولغيره حتى لا يقع تحت نظام الدولة التى يقطن فيها ويعمل كل حساباته وتوقعاته فى ألا يخطأ خوفًا من الغرامة الكبيرة التى ترهق ميزانيته رغم أن إشارة المرور إلكترونية ليس عليها رقيب أو ملازم شرطة ولكنها تسجل رقمه فورًا، والغرامة فورية، والنظام السائد هناك نظام هو المفروض عليه حقًا أن يطبقه فى مصر أولاً.

أما فى بلده مصر الغالية فهو يسير عكس الاتجاه ويخالف إشارات المرور عيانًا بيانًا فى عز الظهيرة وأمام أعين المارة ولا يعطى فرصة لأحد أن يسير أمامه يأخذ الطريق لوحده دون منازع لا يترك يده من الضغط على آلة التنبيه المزعجة وأكثر من ذلك وأدهى أمر أن تكون خاصة بإسعاف أو سيارة مطافئ أو سيارة شرطة ليفسح له المجال، ولا يوفر أى مكان يمر بجواره ربما تكون مستشفى أو دار مسنين أو خلافه مما يمنع استخدام آلة التنبيه.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

ولكن

عدد الردود 0

بواسطة:

tarek ashour

المال و الاخلاق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة