وقد ظن الجميع أن هذه التغيرات هى الحاسمة فى الوزارة وأنه لن يقوم بتغيرات أخرى فى القريب العاجل، ثم فوجئ الجميع بحزمة تغيرات قام بها "النمنم" منذ أيام فأتى بمحمد ناصف ليصبح رئيسا للإدارة المركزية للشئون الأدبية فى المجلس الأعلى للثقافة، وبالدكتور أبو الفضل بدران ليصبح رئيسا للهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتورة أمل الصبان المستشارة الثقافية السابقة لتتولى منصب أمين عام المجلس الأعلى للثقافة.
هذه التغيرات حملت الكثير من علامات الاستفهام، فقد أتت دون تمهيد أو تفصيل، فالدكتور أبو الفضل بدران لم يمكث فى موقعه كأمين عام للمجلس الأعلى للثقافة سوى بضعة أشهر وبالكاد أحاط بدران بتفاصيل موقعه الجديد وبدأ فى الإنتاج، وهو أمر طبيعى يمر به كل مدير جديد فى إدارة موقع كبير، فمسألة نقله إلى قصور الثقافة فى هذا الوقت الضيق تثير الكثير من التساؤل، خاصة أنه كان يعد للعديد من المشاريع الثقافية المهمة فى موقعه كأمين عام، كما أن مسألة أن يأتى بالدكتورة أمل الصبان كأمين عام للمجلس الأعلى للثقافة مسألة مثيرة للتساؤل، فالصبان برغم سمعتها الحسنة فى إدارة الملف الثقافى المصرى فى باريس وقت أن كانت مستشارة ثقافية فى السفارة المصرية لكنها لا تتمتع بخبرة كافية فى إدارة المؤسسات الثقافية الكبيرة فى مصر، وشتان ما بين التعامل "الدبلوماسى" فى الخارج، والتعامل مع المبدعين والموظفين فى الداخل، وهو ما يثير التساؤل لماذا أتى بها النمنم فى هذا الموقع برغم أن موقع "رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية" كان أنسب وأكثر تلائما.
أمام هذه الأسئلة الحائرة يبقى أن ننتظر حتى نرى أثر هذه القرارات، فلا يصح هنا أن نحاكم أحدا على "النوايا" وإنما الفيصل هو الأعمال، لكن ما يجب أن نؤكد عليه هنا هو أن المطلوب الآن من كل من أبو الفضل بدران وأمل الصبان هو عرض رؤيتهم للعمل الثقافى على الرأى العام وقد أصاب الدكتور "بدران" حينما تحدث فى أول تصريحاته وقال إن لديه كتيبة بها 17 ألف مقاتل ليحارب بها الإرهاب، وهو تصريح يؤكد أن "بدران" يفهم مهمته وربما يكون قادرا على احتواء موظفى الهيئة المحتقنين، وننتظر فى الفترة المقبلة من "الصبان" أن تستثمر علاقاتها الخارجية فى خلق حالة ثقافية وحضارية ملهمة، ليصبح المجلس الأعلى للثقافة - بحق – عقل مصر المنير.
موضوعات متعلقة..
ماذا للسلفيين بعد دفاع حلمى النمنم عن الإسلام.. الوزير قال فى مسقط: الهوية الإسلامية فى خطر بسبب العولمة.. ونحن نحتاج إلى تكرار هذا الخطاب فى القاهرة