أمر طبيعى أن تخرج بريطانيا أو الولايات المتحدة ليؤكدا امتلاكهما معلومات استخباراتية عن وقوف عمل إرهابى أو تخريبى خلف سقوط الطائرة الروسية، لكن ليس من الطبيعى ولا المنطقى أيضا أن تحتفظ هذه الدول بمعلوماتها فى أدراجها الخاصة، وترفض إطلاع الجانب المصرى المعنى الرئيسى بالقضية على هذه المعلومات، وكأنها تقول للعالم إن هذه المعلومات خاصة بها وليس ملكا للجميع وتحديدا الدول المعنية.
ما حدث أن الحكومة البريطانية فاجأت الجميع قبل يومين وعلقت الرحلات من وإلى شرم الشيخ، بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد بأن سبب تحطم الطائرة قد يكون قنبلة زرعت على متنها، وفقاً لما أعلنته لندن، ووقتها ظن الجميع أن لندن ستوافى القاهرة بهذه المعلومات، خاصة أن الحكومة البريطانية أعلنت عن امتلاكها هذه المعلومات وقت أن كان يزورها الرئيس عبد الفتاح السيسى ومعه وزير الخارجية ومدير المخابرات العامة، وتعلم بريطانيا أن السلطات المصرية تجرى تحقيقاً موسعاً بمشاركة عناصر دولية للتعرف على أسباب سقوط الطائرة الروسية، لكن كانت المفاجأة لنا جميعاً حينما أعلن سامح شكرى وزير الخارجية فى مؤتمر صحفى صباح اليوم، السبت، إنه لم يتم إبلاغ مصر بما تردد عن وجود معلومات استخباراتية بشأن سقوط الطائرة الروسية، وقال شكرى بشكل قاطع "ما سمعناه عن وجود معلومات حتى الآن لم يتم تزويد الأجهزة الأمنية المصرية بتفاصيل بشأنها"، مؤكداً أيضاً أن مصر لم تجد القدر الكافى الذى كانت تأمله من تعاون الدول الأخرى فى مواجهة الإرهاب".
وزاد على ذلك ما قاله اليوم أيضا أيمن المقدم، رئيس اللجنة الفنية المكلفة بالتحقيق فى سقوط الطائرة، حينما نفى تلقى اللجنة أى معلومات من دول تخص الحادث، مطالبا من لديه معلومات أن يمد اللجنة بها على الفور.
نحن إذن أمام تناقض غريب لا يفسره أى منطق، فبريطانيا تقول إنها تمتلك معلومات استخباراتية مهمة، وإنها رصدت مكالمات لمجموعات إرهابية فى سيناء تخص الطائرة، لكنها فى نفس الوقت تحجبها عن مصر وترفض منح المسئولين المصريين هذه المعلومات، وكأنها حكراً على بريطانيا فقط، إذا سلمنا من الأساس بامتلاك الحكومة البريطانية هذه المعلومات فعلا.
الشاهد أننا أمام واقع يقول إن بريطانيا تمارس سياسة غريبة علينا، لم نعتدها من دولة من المفترض أنها صديقة لنا، فبريطانيا تتغنى دوما بأنها تقف مع مصر فى حربها ضد الإرهاب، لكنها تخالف كل هذه الأحاديث وترفض حتى مجرد التعاون معنا، والسؤال الآن إذا لم تمد مصر بهذه المعلومات فكيف تقول إنها تساندنا فى مواجهة الإرهاب؟.. لأن معنى ما قالته لندن أن لديها رصد لتحركات الإرهابيين فى سيناء لكنها تخفيها عن مصر.. ولماذا لا تعطى السلطات المصرية خريطة تحركات لعناصر تنظيم داعش الإرهابى فى سيناء ولبقية العناصر الإرهابية.. كلها أمور تثير تساؤلات حقيقية حول النوايا البريطانية التى تتناقض مع ما تعلنه من تصريحات على لسان مسئوليها وتحديداً رئيس حكومتها ديفيد كاميرون.
الأساس الحاكم فى الوضع الحالى حاليا أمران، إما أن تقوم بريطانيا بإبلاغ السلطات المصرية بما لديها من معلومات جعلتها تقوم الدنيا علينا حينما قررت إجلاء رعاياها من شرم الشيخ، مما دفع دولاً أخرى ومنها روسيا إلى السير فى نفس اتجاهها، أو أن تعلن بريطانيا على الملأ أنها كانت مخطئة وأنها لا تملك معلومات مؤكدة، وتعتذر لمصر وللشعب المصرى عن هذا السلوك الذى أضر بمصالح مصر، وكاد أن يصيب معنويات المصريين.. والسؤال الآن أى اتجاه من الاتجاهين ستختار بريطانيا إذا كانت بالفعل راغبة أن تستمر دولة صديقة لنا؟..
موضوعات متعلقة..
لجنة التحقيق بحادث الطائرة: نحلل الصوت الصادر بالثانية الأخيرة فى معامل متخصصة
"سى إن إن" تنقل مؤتمر لجنة التحقيق فى سقوط الطائرة الروسية على الهواء
رئيس لجنة تحقيق حادث الطائرة: دعونا المحققين الأجانب للمؤتمر ولكنهم تخلفوا
رئيس لجنة تحقيق حادث الطائرة: نحث الإعلام والاستخبارات موافاتنا بالبيانات
لجنة التحقيق: سماع صوت غير معروف قبل انتهاء تسجيلات الطائرة الروسية
لجنة التحقيق بحادث الطائرة الروسية: نقل الحطام إلى لقاهرة لاستكمال الفحص
لجنة سقوط الطائرة: تسجيلات الصندوق الأسود توقفت بعد 23دقيقة من إقلاعها
عدد الردود 0
بواسطة:
الباشا
من إمتى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد علي
بريطانيا ترعى الإرهابيين وتفتح لهم أبوابها .
عدد الردود 0
بواسطة:
الدكتور هاشم رضوان
المخابرات الأنجليزية و الأمريكية تستخدم حادث الطائرة سياسيا ضد روسيا و مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
Ahmed Sayed
جه يكحلها عماها
عدد الردود 0
بواسطة:
طيب
خذ الحكمة من افواه السفهاء
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الشيخ
انا اشك