قالت الدكتورة لطيفة النجار، مديرة إدارة النشر والتحرير فى دار العالم العربى بدبى، إنه ما بين عامى 2008 و2010 زادت مبيعات الكتاب الإلكترونى بنسبة 12%، فى حين تراجعت مبيعات الكتاب الورقى، لدرجة أن هناك من تنبأ باختفاء الكتاب الورقى، وقيل أنه سيختفى مع نهاية عام 2015.
جاء ذلك خلال ندوة " نور الكتاب" فى ملتقى الأدب ضمن الفعاليات الثقافية فى الدورة الــ 34 من معرض الشارقة الدولى للكتاب.
وأوضحت لطيفة النجار، لكن الواقع قدم لنا مشهداً آخر هذا العام، حيث تراجعت المبيعات فى الكتاب الإلكترونى بنسبة 20%، وارتفعت نسبة المبيعات فى الكتاب الورقى بشكل تدريجى، وفى أمريكا وحدها كان عدد الكتب الإلكترونية التى تم بيعها عام 2011، نحو 20 مليون كتاباً، وتراجع العدد عام 2012 ليصل إلى 12 مليون كتاب، وشهد العام الجارى نسبة انخفاض فى مبيعات الكتاب الإلكترونى بلغت 32%، وعاد الكتاب الورقى للارتفاع.
وأضافت لطيفة النجار فى الجانب العلمى يمكن الإشارة إلى عدد من الدراسات المقارنة والأبحاث التى أجريت على عدد من القراء، ففى دراسة أجريت على 50 قارئاً، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، واحدة تقرأ من الكتب الورقية، والثانية تقرأ من الكتب الإلكترونية، جاءت النتيجة أن من قرأ من الورقى كان تذكرهم أفضل ممن قرأ من الإلكترونى، ودراسات أخرى عديدة أكدت أن قراء الكتاب الورقى كانوا أفضل من حيث الفهم والاستيعاب، والوضوح ودرجة التفاعل مع النص المقروء، وكذلك الحال بالنسبة لحالة التعاطف أثناء قراءة النص القصصي، حيث كانت درجة التعاطف من قبل قرّاء الكتاب الورقى كبيرة جداً.
وتابعت من بين تفسيرات ذلك من قبل العلماء، أن ثبات النص على الورق يكشف الأحداث تدريجياً أمام القارئ، ويوفر الصلابة والثبات فى النص، كما أن قراء الكتاب الإلكترونى صبرهم قليل، كما قال أحد الباحثين، حيث لا يستطيعون القراءة لوقت طويل، وغالباً ما تكون قراءة قارئ الكتاب الإلكترونى، متقطعة ومجزأة، ويركز القارئ على النصف الأعلى من النص، ونفس القارئ قصير جداً ولا يصبر على القراءة، وكذلك الأطفال حيث لا يصبروا على القراءة، وسرعان ما يغادروا القراءة إلى الألعاب، وكأننا فى هذه الحالة نربى الأطفال على عدم الصبر، وبالتالى لن يكونوا باحثين فى المستقبل، فالسمة الأساسية للباحث هى الصبر.
ولفتت إلى أن الجانب الثقافى مهم جداً فى القراءة، فهو ليس عنصراً منفرداً منفصلاً عن البينة الثقافية للمجتمع، والكتاب جزء من منظومة المجتمع الثقافية، ومن يتنبأ باختفاء الكتاب الورقى يشير إلى اختفاء جزء من التكوين الثقافى للمجتمع، فالمجتمعات تقاوم من يريد المس ببناها الثقافية، مشيرة إلى أن حفلات التوقيع للكتب حاضرة بالنسبة للكتاب الورقى، وهى طقس من الطقوس الثقافية، أما فيما يتعلق بالجانب العاطفى، فالارتباط بين القارئ والكتاب هو ارتباط حدث ويحدث بين القارئ والكتاب الورقى.
ومن جانبه، قال الكاتب والأديب المغربى مبارك ربيع، أن الكتاب هو وعاء المعلومات والمعرفة ووعاء العلم، وهو رهن إشارة طالب العلم والمعرفة، لافتاً إلى أن الكتاب الإلكترونى هو نقلة نوعية واختلاف نوعى عن الكتاب الورقى، وفى كل مرحلة يشهد الكتاب تطوراً ما، وتبقى المسألة تتعلق بتطور شكل الكتاب وليست بحوهره، فكما للإكترونى مخاطره للورقى مخاطره أيضاً، فكم من الأفكار الهدامة والحركات الاستعمارية والعرقية والصهيونية حملتها كتب ورقية، كما أن أغلب الكوارث التى حلت بالمجتمعات جاءت من الكتاب، موضحاً سواء كان الكتاب ورقياً أم إلكترونياً، فإنه فى مرحلة تطور يتلوها مراحل أخرى بالضرورة.
موضوعات متعلقة..
- فاروق شوشة فى حوار لـ"اليوم السابع".. الإعلام المصرى أصبح مهنة غير مشرفة.. والمثقفون تحولوا إلى "خدم" للمسئولين.. والبرلمان القادم لو لم يؤد جيدا سنغيره.. و"النمنم" ربنا معاه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة