ربما لا تعرف أن هذه الأغنية الشهيرة واحده من أهم قصائد الشاعر الباكستاني الشهير "محمد اقبال" الذى يحتفل اليوم العالم العربى وبالأخص الشعب الباكستانى بمرور 138 عاما على ميلاده يوم 9 نوفمبر 1877 بمدينة "سيكالوت" الباكستنية.
لُقب "اقبال" بشاعر الإيمان والحب والطموح، فهو يعد واحداً من الشعراء القلائل الذين وهبوا حياتهم للفكرة الإسلامية، فكان القرآن الكريم أكثر كتاب أثر في نفسه حيث كان يتلو في كتاب الله من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس في كل يوم، وذكر المقربون منه إنه كان لا يختم المصحف حتى يبله بالدموع، ولذلك كان شِعر "اقبال" مليء بالمعاني الإيمانية القوية، ملتهبًا ومملوءًا حماسة وغيرة وعزة للإسلام وكأنه يسير مع القارئ يُخبره عن الإيمان، ويوصله بطرق انسيابية الى الله سبحانه وتعالى حتى انضم لحزب الرابطة الإسلامية، الذي كان يدافع عن حقوق وأوضاع المسلمين بالهند.
زار "اقبال" عددًا كبيراً من بلدان القارة الأوروبية ليعمل على نشر الإسلام من خلال شعره وأسلوبه الذى أثر في كثير من الأوروبيين، حتى لُقب بشاعر "الرسالة".
لإقبال العديد من الأعمال والدواوين الشعرية منها "أسرار خودي"، و"بيام مشرق" و"أرمغان حجاز" و"ضرب كليم" و"رسالة المشرق" و"زبور العجم" وغيرهم، ولعل قصيدة "حديث الروح" والتي تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم واحده من أشهر قصائده، والذى نشرها في ديوانه صلصلة الجرس ونقلها إلى العربية الشيخ صاوى شعلان المصرى، لتغنيها أمّ كلثوم.
كُتبت المقالات، وأُلفت الكتب وعقدت المهرجانات والندوات؛ تكريماً للشاعر العبقرى، فكتب عنه العقاد مقاله وذكره في كثير من كتبه وأشاد به سيد قطب مراراً وتكراراً وكذلك طه حسين والشرباصى والطنطاوى والمراغى وغيرهم من كبار المؤلفين والأدباء.
كما اهتم الكثير من الأدباء العرب بترجمة ابداعاته إلى اللغة العربيَّة، -خاصة انه كان يجيد كتابة الشعر بلغات أخرى كالفارسية والأردية- مثل عبد الوهاب عزام، والشيخ الصاوي شعلان، ومحمد حسن الأعظمى، وغيرهم.
كان "اقبال" دائماً عنواناً رئيسياً في أعداد الكثير من المجلات الخليجية والكويتية وفي تعليقات أشهر الشعراء والكتاب، الذين اهتموا بالحديث عن أدب الرجل وشعره، إذ قال عنه المفكر الاسلامى أبو الحسن الندوى في كتابه روائع إقبال صـ20: وجدته شاعراً في الطموح والحب والإيمان، أشهد على نفسي أني كلما قرأت شعره جاش خاطرى، وثارت عواطفى، وشعرت بدبيب المعاني والأحاسيس في نفسى، وبحركة للحماسة الإسلامية في عروقى.
توفي محمد إقبال في 21 إبريل 1938 في تمام الساعة الخامسة صباحًا، فأغلقت المتاجر أبوابها وتعطلت المصالح الحكومية، واندفع الناس إلى بيته صارخين باكيين، ونعاه قادة الهند وأدباؤها من المسلمين والهندوس على السواء، فقال عنه الشاعر البنغالى طاغور: "لقد خلفت وفاة إقبال في أدبنا فراغًا أشبه بالجرح المثخن الذي لا يندمل إلا بعد أمد طويل، إن موت شاعر عالمي كإقبال مصيبة تفوق احتمال الهند التي لم ترتفع مكانتها في العالم".
موضوعات متعلقة:
أنشطة وفعاليات متنوعة لقطاع الفنون التشكيلية هذا الأسبوع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة