سلامة الرقيعى يكتب: سيناء والطائرة الروسية والمؤامرات العالمية

الإثنين، 09 نوفمبر 2015 12:03 م
سلامة الرقيعى يكتب: سيناء والطائرة الروسية والمؤامرات العالمية حادث الطائرة الروسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن توظيف حادث الطائرة الروسية ضد مصر بالأمر العارض وإنما تم استغلاله بصورة عاجلة ونية مبيتة لإحراج مصر سياسيًا ولتوجيه ضربة اقتصادية لها لتكون فى حالة مضطربة كمثيلاتها من الدول العربية التى قامت فيها الثورات مع بداية العقد الحالى 2011م.

حيث تولت ذلك بريطانيا وأمريكا ومن يعمل من طرف خفى كإسرائيل التى لاتسلم من ذلك باعتبارها ملاصقة لشبه جزيرة سيناء حيث تروج للأمن المفقود فى سيناء والأمن الموجود فى إيلات وتل أبيب فكأنها تقول أو يقال بالإنابة عنها هلموا إلينا ولاتركنوا إلى سيناء ومن ثم مصر.

وقد كان ذلك عاملًا مساعدًا لكى تتخذ روسيا موقفًا متزامنًا مع استباق التصريحات العشوائية التى تروج على استحياء أو عمد بأن هناك عملًا إرهابيًا استهدف الطائرة ومن ثم فلا أمان فى تلك المنطقة مما يستدعى إجلاء السياح بل وقد يصل إلى الرعايا وهذا ما نادت به بريطانيا واستجابت له بعض الدول التى ترتبط بتلك المنطقة سياحيًا.

ولم يكن نصيب سيناء من الطائرة الروسية سوى إقلاع طبيعى من مطار شرم الشيخ فى جنوب سيناء وهبوط ليس اضطراريًا وإنما سقوط ذريع لم تتبين حقيقته بعد فى وسط سيناء ومازال قيد التحقيق المفتوح الذى لم يكن مغلقًا على أحد حيث سمحت وسهلت السلطات المصريه لمن يرغب فى المشاركة خصوصًا من الدول المعنية وذات العلاقة وكذا سلطات الطيران العالمية والشركة المصنعة والمالكة لتلك الطائرة ومثيلاتها.

وحتى لو فرض أن هناك عملًا إرهابيًا وخروقات أمنية فى المطارات المصرية استبق الحديث عنه دول بعينها مما يوحى بأن هناك معلومات وتصرفات تتم برعاية عالمية للبحث لمصر عن أى مأزق وهو ما يجب التنبه إليه وأخذ الحيظة والحذر منه ولا تصيبنا الغفلة مهما كان.

لقد إستغل الحادث كل من يرغب فى تقويض أركان الدولة المصرية وتوليد بؤرة صراع وتكوين بيئة حية وحاضنة للإرهاب وخصوصًا فى سيناء التى احتلت الصدارة الإعلامية فى الآونة الأخيرة على الرغم من فرضية تواجده فى بقعة صغيرة فى الطرف الشمالى الشرقى من شبه الجزيرة لا تكاد تذكر ويتم التعامل معه من خلال مؤسسات الدولة لإصابته فى مقتل.

ولعل الحوادث المماثلة للطيران فى وقت قريب سواء الماليزية أو التى وقعت على أرض أوكرانيا أو فرنسا لم تأخذ منحنى سياسيًا واقتصاديًا مثل ما أخذته حادثة الطائرة الروسية فى زمن قياسى مما يجعل القراءة للحدث تكاد تكون مضطربة مصريًا وممنهجة عالميًا خصوصًا إذا كانت التحالفات العالمية تكاد أن تنشطر إلى نصفين الأول بقيادة أمريكا وبريطانيا وما يتبعهما، والثانى بقيادة روسيا والصين وما يتبعهما، مما يوحى بأن بريطانيا مجددًا يعز عليها ترك مصر بعد احتلال لأكثر من سبعين عامًا وخروج قناة السويس من سيطرتها ومصر من ربقتها هى والهند وباقى مستعمراتها التى لا تغيب عنها الشمس بوجود دور لها يتساوى مع أمريكا وليس تابعًا لها وتستمر تبعًا لذلك الرعاية التامة لإسرائيل لتكون لها اليد الطولى فى الشرق الأوسط بطريقة ظاهرة أو خفية.

ولا يخفى أن هناك دورًا لبعض المنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدنى العالمية فى البحث عما يزكى روح الصراع وإحراج مصر بل وإخراجها بصورة غير ملائمة حتى تنغلق على نفسها ولا تلتفت إلى ما يدور حولها وتترك الحبل على الغارب فى سوريا واليمن وليبيا والعراق وفلسطين والسودان وإثيوبيا دون أن يكون لها دور فاعل وملموس وجعل يدها مغلولة عن أن تتفاعل وتشارك وهذا إن شاء الله لا يحدث لمصر ولا لشعبها لأن الإرادة والعزيمة قوية وقادرة على تجاوز كل مكر ولا يحيق المكر السىء إلا بأهله.

قد يحتاج الأمر إلى أن يقوم الشعب المصرى بكل مكوناته بمقاومة وصد أى تآمر على بلده بتعويض الفاقد سياحيًا وتشجيع السياحة الداخلية بتعاون مع مؤسسات الدولة وقطاع الأعمال الخاص وأن تكون مشاركة أبناء سيناء فى منطقتهم بتشجيعهم على الانطلاق نحو تحقيق الأمن والتنمية دون وضع القيود ودون إستعداء بل استدعاء روح الوطنية لديهم والراسخة فيهم وأن يتم استغلال الموارد الطبيعية فى سيناء وتحفيز مجالات التصنيع والخدمات العالميه على أرضها والاستفادة من موقعها على نحو يعوض أى فقد طارئ لبعض الموارد العارضة.

كما يمكن أن تقوم الدول العربية خصوصًا دول الخليج بتوجيه رعاياهم نحو السياحة فى مصر وخصوصًا فى سيناء والبحر الأحمر وأن تبدأ حملة بخطة منهجية وهادفة للترويج لذلك وتوفير عوامل الجذب لتكون ردًا عمليًا على أى تصرف تقوم به الدول والمنظمات التى تعمل لأغراضها الخاصة مستغلة لمثل تلك الحوادث فى إخضاع مصر لقبول ما لايقبل ومنعها من تولى الصدارة والقيادة فى العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط.

لعل القادم خير إن شاء الله ومصر هى البلد التى إذا ضاق الخناق عليها وجد الله لها سبيلاً إلى الفرج وحصن للعالم وأمان كما ذكرت فى سالف الأزمان.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة