محافظ الأقصر لـ"اليوم السابع": المشروع حلم تاريخى يربط معبدى الكرنك والاقصر بطول 2700 متر.. ويؤكد: المشروع غير قابل للنقاش وهنكمله يعنى هنكمله ولن يوقفنا أحد.. وسنقيم له افتتاحا تاريخيا غير مسبوق
كشفت مصادر مسئولة بمحافظة الأقصر، أنه تم الاتفاق بين مجلس الوزراء ومحافظة الأقصر ووزارة الآثار على إزالة أجزاء من مبنى "الكنيسة الإنجيلية" التى تحول دون استكمال مشروع "طريق الكباش" الذى يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك بطول 2 كيلو و700 متر وبعرض 70 مترا، وذلك بعد اتفاق المحافظة وقطاع الآثار مع قيادات الكنيسة الإنجيلية على ذلك لاستكمال مشروع الحلم التاريخى للمحافظة، والذى تعطل العمل فيه أكثر من مرة فى السنوات المقبلة.
استئناف العمل فى طريق الكباش مطلع العام الجديد
وأضاف المصدر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن مشروع "طريق الكباش" سيتم استئناف العمل فيه مع مطلع العام الجديد، وذلك بعد الاتفاق على هذا الحل الذى لطالما كان العقبة الكبرى فى المشروع، حيث إنه كان قد تم الاتفاق عشرات المرات من قبل على إزالة مبنى الكنيسة الإنجيلية ونقلها لمناطق أخرى، لكن دائمًا كانت ما تظهر عراقيل ومعوقات توقف العمل مرة أخرى وعلى رأسها الموارد المالية، وكان لمحمد بدر محافظ الأقصر مجهودات وخططا جديدة فى العمل به، حيث تم الاتفاق مع قيادات الكنيسة على إزالة جزء منها لتسهيل مهمة إنهاء الأعمال فى طريق الكباش دون أى عوائق جديدة.
المشروع متوقف من 8 سنوات
وأوضح المصدر أن عملية إعادة فتح طريق الكباش وتحويل الأقصر إلى أكبر متحف عالمى مفتوح، بدأت منذ أكثر من 8 سنوات سابقة ومرت على عهود أكثر من محافظ ولم ينتهِ حتى الآن، وتم خلال تلك السنوات الماضية نقل أكثر من 424 منزلا و6 مساجد ومقابر دول الكومنولث وكذلك اســتراحة محافظ الأقصر وقسم شرطة الأقصر.
ومن المقرر أن يتم الانتهاء من العمل بالمشروع خلال الأشهر المقبلة حيث تصطف على جانبى "طريق الكباش" (طوله 2700 متر وعرضه 70 متراً) مئات التماثيل الأثرية الشهيرة، فقبل أكثر من خمسة آلاف عام، شقّ ملوك مصر الفرعونية فى طيبة (الأقصر حالياً) طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب، تتبعه عليّة القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحمّلة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شقّ هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، بالتزامن مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز "طريق الكباش" يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية (آخر أسر عصر الفراعنة).
1200 تمثال على طريق الكباش الجديد
ويتيح طريق الكباش للسائحين الأجانب والمصريين التمتع على طول الطريق بين معبدى الأقصر والكرنك برؤية 1200 تمثال، نحت كل منها فى كتلة واحدة من الحجر الرملى، وهى فى هيئتين: الأولى تتخذ جسم أسد ورأس إنسان، والثانية لها جسم كبش ورأسه، علماً أن الأسد يرمز فى التاريخ الفرعونى إلى الشمس التى قدّرها الفراعنة كثيراً، أما الكبش فيعود إلى "خنوم" - أحد الرموز الرئيسة فى الديانة المصرية القديمة وهو، بحسب معتقدات ذاك الزمان صانع الحياة، وكانت تحيط بهذه الكباش أحواض زهور ومجارٍ للمياه لريّها، ووسط التماثيل أرضية مستطيلة (120X 230 سنتيمتراً) من الحجر الرملى، وبين كل تمثال وآخر فجوة قطرها أربعة أمتار، إضافة إلى ما دونته الملكة حتشبسوت على جدران مقصورتها الحمراء فى الكرنك، بأنها شيدت سبع مقصورات خاصة بها على طول هذا الطريق.
ومع مرور آلاف السنوات اختفت تماماً معظم معالم هذا الطريق المقدس، ليظهر بدلاً منها بيوت ومنازل عشوائية وأراض زراعية حجبت عن السائحين الملامح التاريخية لواحد من أهم الطرق الأثرية فى العالم وأجملها، ودفنت التماثيل الفرعونية ودمرتها مياه الرى والصرف الصحى التى كانت تغمر تلك الأعمال الفنية التاريخية.
محافظ الأقصر: المشروع كان يواجه أزمة تمويل
وتعقيبًا على تلك القضية صرح محمد بدر محافظ الأقصر – الذى يقوم بمجهود حثيث لإنهاء العمل فى ذلك المشروع الذى وصفه بالتاريخى، وقال "إن مشروع طريق الكباش توقف فى أوائل عام 2011، ولم يعمل به أحد، ولدى وصولى للأقصر بحث فى مخططات العمل به لاستكماله، والأزمة الوحيدة هى نقص الموارد المالية فقط، فالعزيمة متواجدة والمخطط متواجد والجدول الزمنى تم وضعه والشركات التى ستعمل فيه مستعدة، وكل العوائق مدروسة والحلول موجودة، ولكن ما ينقصنا فقط هو عنصر التمويل للعمل فيه، ويجرى البحث مع مجلس الوزراء ووزير التخطيط والآثار والسياحة والتعاون الدولى لتوفير موارد مالية له".
مشروع عالمى لربط معبد الأقصر والكرنك معا
وأضاف محافظ الأقصر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن مشروع "طريق الكباش" يعتبر مشروعا عالميا يربط بين معبد الأقصر ومعبد الكرنك بطول 2 كيلو و700 متر، حيث إنه لدى انتهاؤه لا يستطيع أحد فى العالم أن يقول إن مصر ليست لديها أكبر متحف مفتوح فى العالم، مشددًا على أنه فور انتهائه سيقيم له أكبر افتتاح تاريخى غير مسبوق فى العالم.
واستطرد محمد بدر قائلاً: "أما عن الأزمات التى أثيرت حول إنشاء طريق الكباش والمعوقات التى واجهتها المحافظة، فأنا أقول للجميع بمصر بأكملها، إن مشروع "طريق الكباش" غير قابل للنقاش وهيكمل يعنى هيكمل ولن يوقفنا أحد فى عمله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة