يوسف أيوب

لماذا نتجاهل الإيجابيات؟

السبت، 12 ديسمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لماذا نتجاهل الإيجابيات؟.. على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» صفحة أنشأها عدد من الشباب تحت عنوان «انشروا الإيجابيات»، يحاولون من خلالها التركيز على الإيجابيات التى تحققت فى المجتمع ولا يريد أحد أن يلتفت إليها.

متابعة هذه الصفحة يجعلك تشعر بحالة غريبة، فعليها مواد وصور ومعلومات لأماكن وأشياء حدثت فى مصر، لكن للأسف لا يعلم عنها الكثير شيئًا، وكنت ضمن من لا يعلمون ولم يلتفتوا لما تحقق على الأرض.

كنت أعلم بأمر الوجبة التى وفرتها الحكومة بـ30 جنيهًا فقط فى المنافذ، وبالتطوير والتحديث الذى يقوم به محافظ القاهرة الدكتور جلال السعيد، لكن لم أتخيل أن يكون ميدان العتبة بهذا الشكل المعمارى الجمالى، أو أن تتحول أماكن الانتظار فى القاهرة إلى هذا الشكل المستوحى من تاريخ القاهرة الفاطمية، فبجولة واحدة فى العتبة وميدان رمسيس وقبلها منطقة وسط البلد، ونقل الباعة الجائلين فى حلوان ودار السلام ستشعرك أن هناك إيجابيات كثيرة، وأن المصريين قادرون على العمل، لكن بشرط أن ينظروا للمستقبل بتفاؤل، وألا يلتفتوا إلى كل من يحاول أن يبث التشاؤم والضغينة بينهم.

حينما تجولت داخل صفحة «انشروا الإيجابيات»، وبعدما سرت فى العتبة وعدد من شوارع القاهرة التى خضعت لعمليات تجميلية كانت فى الماضى مستعصية، تأكدت أننا قادرون على العمل، حتى وأن دارت وتيرة الشائعات ضدنا، فلا ننسى أنه بعدما وقعت مصر اتفاقية شراء طائرات الرافال الفرنسية خرج علينا من يقول إنها صفقة فاشلة، وبعد ذلك من قالوا إنها فاشلة كانوا يلهثون لإبرام صفقة شبيهة مع الفرنسيين.

هذا الأسبوع واستمرارًا لجهود القوات المسلحة فى دعم القدرات القتالية والفنية للقوات البحرية المصرية وتطويرها وفقًا لأحدث النظم القتالية العالمية، دشنت مصر أول غواصة مصرية حديثة من طراز «209/1400»، والتى تم بناؤها بترسانة شركة «تيسين جروب» الألمانية، والتى تعد بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية، ودعم قدرتها على حماية الأمن القومى المصرى، ومواجهة التحديات والتهديدات المختلفة التى تمس أمن السواحل والمياه الإقليمية المصرية وسلامتها.

كيف نستغل ما يحدث لرفع الروح المعنوية؟.. بالطبع بجانب الإيجابيات، هناك سلبيات تحتاج لإعادة النظر، والعمل على تصويبها، لكن ما هو موجود من إيجابيات ألا يستحق أن ننظر له بعين الاعتبار، ألا يستحق أن نعتبره أملًا يمكن البناء عليه لمواجهة السلبيات، أم أننا نريد أن نستسلم دومًا للتشاؤم ونفقد الأمل فى أنفسنا وفى المستقبل أيضًا.

نحن بالفعل نريد أن نتمسك بالأمل، وأن ننظر للمستقبل، وأن يكون التفاؤل هو الشعار الذى نرتكن إليه دومًا، لأننا بتمسكنا بالإيجابيات، والعمل على زيادة مساحتها، نقضى على كل أمل يعيشه من لا يريدون لمصر أن تقف.. هناك فى الداخل والخارج من يريد أن تظل مصر فى كبوتها، وألا ترى النور أبدًا، وهؤلاء كل ما يتمنونه ويسعون إليه ألا يلتفت أى مصرى لما يتم تحقيقه من إنجازات وإيجابيات، بل إنهم يعملون دومًا على التقليل من شأن ما يحدث، فقناة السويس الجديدة مجرد ترعة ستكبد مصر خسائر جمة، ومشروع تنمية محور قناة السويس هو أول خطوة لبيع مصر للأجانب، وأمور أخرى يعملون على ترسيخها فى عقلية المصريين حتى يقضوا على مصر ومستقبلها.. يريدون الهدم وليس البناء، ولكى نواجه هؤلاء علينا أن نبنى المستقبل بالبناء على ما تحقق، وألا نقلل من حجم عمل تم إنجازه، حتى وإن كان صغيرًا.

من يتجول ويُجرِ حوارات مع المصريين فسيجد أن البلد ملىء بالإيجابيات التى تحققت خلال الأشهر الماضية، لكنها تحتاج لمن يبرزها، وصفحة «انشروا الإيجابيات» تلعب دورًا فى ذلك، لكن هذا الدور سيكتمل لو نظرنا لما يحدث بعين متفائلة، وليس عين المتشائم الذى لا يعجبه شىء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة