"أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التى عاش بها ومات عليها هذه الملايين الفائتة أكذوبة وخدعة؟ أما أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأى أبداً"
دافع "كارليل" عما كان يطلق على الإسلام والنبى محمد فى ذلك الوقت، حيث عرض الحقائق التاريخية والقراءات الحيادية والصادقة ودراسات سيرة الرسول، رافضًا بذلك الحكم المطلق والمتحيز الذى كان متبعًا دائمًا فى الغرب، من أن العرب ذوو طباع وحشية وقاسية نابعة من بيئتهم الصحراوية بالجزيرة العربية، ويتساءل توماس كارليل: "كيف يكون ذلك وكان هؤلاء العرب الذين تربوا فى الصحراء يعشقون القصائد الشعرية وكانوا هم مخترعوها، فكانت أسواقهم التجارية لا تخلو من الحلقات الشعرية التى تتسم بالجمال والبلاغة، فالصحراء كان لها تأثير الجمال والسحر فى نفوسهم والقوة والبأس والتأمل الذى جعل تدينهم وروحانياتهم أقوى صفاتهم، ولذلك يؤكد "كارليل" فى كتابه أهمية الدين فى حياة البشر وفى تشكيل تاريخهم وثقافتهم، فيقول إن التاريخ ما هو إلا الأفكار التى صاغت حياة الناس.
ومن هذا المنطلق فليس من المستغرب أن يكون النبى محمد عند المسلمين شخصية مقدسة، فهو حامل الرسالة الإلهية ومُبلغها، فكيف يكون ذلك كذبًا أو خداعًا.
كما يقول توماس كارليل إنه من خلال شخصية النبى محمد، يمكننا القول إنه رجل ظل على طبيعته البيضاء ولم يلوثها أتربة الحياة ليصل بذلك حد الكمال.. فيقول: "قد زعم المتعصبون أن محمدًا لم يكن يريد إلا الشهرة الشخصية والفخر بسلطاته وغروره بنفسه، ولكن ذلك خطأ، حيث كان فى قلب هذا الرجل، ابن الصحراء عظيم النفس المملوء رحمةً وخيراً وحناناً وبراً وحكمةً، أفكار غير الطمع الدنيوى، والسعى إلى السلطة والجاه، وكيف لا وتلك نفس صافية ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مخلصين جادين".
فكانت بطولة النبى فى وجهة نظر توماس كارليل، هى صدقه الشديد وحبه للخير وإخلاصه لكل من حوله اخلاصاً حراً وعميقاً بلا خداع وبلا تصنع، وتلك هى أولى صفات الرجل العظيم.
![اليوم السابع -12 -2015 اليوم السابع -12 -2015](http://img.youm7.com/images/NewsPics/gallery/pics/12201513222514501.jpg)
![اليوم السابع -12 -2015 اليوم السابع -12 -2015](http://img.youm7.com/images/NewsPics/gallery/pics/12201513222514509.jpg)