24 فيلمًا فقط هى إجمالى إنتاج السينما المصرية فى عام 2015، بمعدل أقل من العام الماضى بـ9 أفلام سينمائية، منها 7 أفلام فقط لـ"السبكية"، 2 لمحمد السبكى وهما "ريجاتا" و"أهواك"، و5 لأحمد هى "زنقة ستات" و"شد أجزاء" و"حياتى مبهدلة" و"عيال حريفة" و"الليلة الكبيرة".
تجارب هذا العام جاءت متنوعة بعضها ثرى مثل "بتوقيت القاهرة" و"قط وفار" و"قدرات غير عادية" و"الليلة الكبيرة"، وأخرى تعتمد على "الهرج والمرج والطبل والرقص" منها "زنقة ستات" و"عيال حريفة"، وما بين التجارب الثرية والأقل ثرءًا تم طرح عدد من أفلام المقاولات التى لا تموت أبدًا، ومنها "9" و"4 ورقات كوتشينة" و"جمهورية إمبابة" لكن هذه الأفلام لم تفلح فى تحقيق إيرادات تذكر.
وعكس العام الماضى لم يثر جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، أزمات مع الأفلام، حيث اعترض على بعض الجمل الحوارية فقط فى أفلام "ريجاتا" و"ولاد رزق" و"سكر مر" إضافة إلى حذف لفظ الجلالة "الله" من فيلم "قدرات غير عادية".
وشهد العام اندثار دور العرض، وغلق بعضها فى القاهرة والمحافظات، منها سينما "فاتن حمامة" بالمنيل، ومجمع سينمات "رينسانس" بأسيوط.
ويعتبر عام 2015 "وش السعد" على السبكية، حيث شاركت أفلام "الليلة الكبيرة" و"من ضهر راجل" للمنتج أحمد السبكى فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ37، دون الحصول على جوائز.
شهد عام 2015 عددًا من الظواهر السينمائية، أبرزها وأكثرها جدلاً حروب التوزيع السينمائى، وصراع النجوم فيما بينهم على المركز الأول وإن كانت هذه الظاهرة موجودة طول الوقت، لكنها استحكمت واستفحلت هذا العام، لدرجة تهديد بعض النجوم برفع قضايا على دور العرض التى ترفع أفلامهم، واتضح ذلك تحديدًا فى موسم شم النسيم حيث بدأت المنافسة تشتعل بين الشركة الموزعة لفيلم "كابتن مصر" وأحمد السبكى منتج فيلم "زنقة ستات" فالشركة سيطرت بنفوذها على سينمات الأقاليم بالإسكندرية، والمنتج ركز على سينمات وسط البلد بالقاهرة لتحقيق فيلمه "زنقة ستات" أعلى ربح، ومع اشتعال المنافسة تم رفع فيلم "فزاع"، من سينما "طيبة" بمدينة نصر بعد أقل من أسبوع عرض، واحتدم الصراع بعد أن تم عرض فيلم "كابتن مصر" فى سينما ميامى، فى الوقت الذى كان يعرض فيه "زنقة ستات"، ما دفع المنتج أحمد السبكى، لرفع نسخة فيلمه، من سينما "ميامى" بوسط البلد، وإرسالها لإحدى السينمات بالإسكندرية.
ومع بدء موسم عيد الفطر السينمائى ظهرت الحروب على أشدها بين المنتج السينمائى أحمد السبكى وفيلمه "شد أجزاء" وبين صناع فيلم "ولاد رزق" لأحمد عز وعمرو يوسف، حيث طرح السبكى فيلمه فى جميع دور العرض بنسخ مضاعفة، وأوصى أصحاب دور العرض فى سينمات القاهرة والأقاليم بـ"شد أجزاء" ومع أول أيام العيد فتح السبكى فى بعض السينمات 3 قاعات بحيث يتيح للجمهور دخول "شد أجزاء" ويصبح متوفرًا دون الأعمال الأخرى، وراح فى "الرجلين" أفلام مثل "نوم التلات" وغيرها، وهدد وقتها أحمد عز بتحرير محضر ضد مسئول إحدى السينمات أوقف عرض فيلمه "ولاد رزق" لصالح "شد أجزاء" محمد رمضان.
وقدمت النجمة إلهام شاهين فى عام 2015 تجربتين، الأولى ممثلة فقط فى فيلم "ريجاتا" وأثنى النقاد على أدائها، والأخرى ممثلة ومنتجة فى فيلم "هز وسط البلد"، لكن لم توفق فى الأخيرة، حيث فشل الفيلم فى دور العرض السينمائية ولم يحقق سوى 600 ألف جنيه، وتسبب فى خسارة منتجته.
إلهام استعانت فى فيلمها "هز وسط البلد" بمجموعة كبيرة من النجوم منهم فتحى عبد الوهاب وزينة وحورية فرغلى، إخراج محمد أبو سيف، لكن لم يشفع لها تواجد كل هذا الحشد من النجوم فى نجاح الفيلم، رغم أن أحداثه تدور فى منطقة وسط البلد الأكثر شعبية، واستعرض عددًا من الشخصيات المختلفة منها الثرية والفقيرة.
كما شهد عام 2015 إغلاق عدد من دور العرض فى القاهرة والأقاليم، منها سينما "فاتن حمامة" بالمنيل، بعد انتهاء مدة عقد إيجارها مع الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى، وقام ملاك المبنى بعرضه للبيع، كذلك تم إغلاق مجمع سينما "رينسانس" بأسيوط وغيرها من دور العرض.
ويضاف للقائمة سينمات أكثر تم إغلاقها وتحويلها لبنيات سكنية، ووصل حد السينمات المغلقة حتى عام 2015 لأكثر من 250 دار عرض سينمائية فى 24 محافظة مختلفة، أكثرها فى القاهرة والجيزة والإسكندرية، إذ تم إغلاق 61 سينما بالقاهرة فقط، منها سينمات "جرين بالاس، والنزهة الصيفى، ورويال الجديدة وفريد شوقى، وسينما ماجدة بحلوان".
وبعد غياب 6 سنوات منذ تقديم فيلمه "احكى يا شهر زاد" مع المخرج يسرى نصر الله، عاد الكاتب الكبير وحيد حامد بفيلمه "قط وفار" للنجم محمود حميدة، إخراج تامر محسن، وخلال العمل عاد الكاتب لـ"الشقاوة السينمائية" وفضح مخبرى الصحافة والأمنجية، وكما اعتاد فى أعماله السابقة، تطرق أيضًا فى فيلمه عن الفوارق الطبقية والمجتمعية، بتقديمه صورًا حية توضّح نمط حياة الطرفين.
أيضًا شهد أواخر عام 2015 عودة المخرج داود عبد السيد بفيلمه "قدرات غير عادية" مع خالد أبو النجا، نجلاء بدر، محمود الجندى، بعد غياب 5 سنوات منذ تقديمه فيلمه "رسائل البحر" عام 2010 مع آسر ياسين، وفى الفيلم واصل داود فلسفته وطرح عددًا من التساؤلات منها هل نحن كبشر نملك قدرات غير عادية؟ وإذا كانت لدينا بالفعل مثل هذه القدرات نطلق عليها هذا المسمى؟.
ويبدو أنه قدر على النجم نور الشريف أن يرحل وتكون آخر أعماله فى السينما، تلك المهنة التى أخلص لها تمامًا، كممثل ومنتج ومخرج، والمفارقة أيضًا أن تكون آخر شخصية يجسدها النجم الراحل هى "يحيى شكرى مراد" فى فيلمه الأخير "بتوقيت القاهرة"، هى نفسها اسم الشخصية التى جسدها فى فيلم "حدوتة مصرية" عام 1982 مع المخرج يوسف شاهين، أقرب الشخصيات لقلبه.. "نور" ظهر فى الفيلم رغم مرضه وتدهور حالته الصحية، تدعيما منه لمخرج الفيلم الشاب أمير رمسيس، وجسد شخصية رجل فى أرذل العمر يعانى من مرض "الزهايمر" ويحلم بأن يقابل إنسانة فى حياته كان يحبها، ويتجه للبحث عنها فى الشوارع، ونال "نور" بعد رحيله جوائز عن دوره فى الفيلم.
وانخفض معدل إيرادات الأفلام السينمائية هذا العام بنحو 36 مليون جنيه عن العام الماضى، حيث حقق الـ 24 فيلمًا التى عرضت بمواسم السنة المختلفة إيرادا قدره 160 مليونًا و300 ألف جنيه فقط، وبدأ العام بعرض الفيلم الكوميدى "يوم ملوش لازمة" للنجم محمد هنيدى، وروبى وصلاح عبد الله وإخراج أحمد الجندى، وحقق 11 مليون جنيه طول فترة عرضه فى السينمات، رغم الأحداث السياسية والتفجيرات التى صاحبت هذا الموسم، وبلغت إيرادات فيلم "ريجاتا" بطولة عمرو سعد ومحمود حميدة وإلهام شاهين وفتحى عبد الوهاب إخراج محمد سامى، 4 ملايين ونصف، ووصلت إيرادات فيلم "قط وفار" للكاتب الكبير وحيد حامد والنجم محمود حميدة، إخراج تامر محسن، لـ 700 ألف جنيه، ونفس الرقم حققه فيلم "بتوقيت القاهرة" آخر أعمال النجم الراحل نور الشريف وشاركه البطولة ميرفت أمين وسمير صبرى إخراج أمير رمسيس.
وفى أواخر يناير عُرض الفيلم السينمائى "أسوار القمر" لمنى زكى وآسر ياسين، إخراج طارق العريان، وحقق 3 ملايين جنيه ونصف، وفى نفس التوقيت طرح فيلم "هز وسط البلد" للنجوم إلهام شاهين وفتحى عبد الوهاب وحورية فرغلى، إخراج محمد أبو سيف، وحقق 600 ألف جنيه.
واستقبلت دور العرض السينمائية فى موسم شم النسيم 5 أفلام، هى "زنقة ستات" بطولة حسن الرداد وإيمى سمير غانم، إخراج خالد الحلفاوى، وحقق العمل إيرادات 17 مليون جنيه، وفيلم "كابتن مصر" بطولة محمد عادل إمام وأحمد فتحى، إخراج معتز التونى، والذى وصلت إيراداته لـ 19 مليون جنيه، وفيلم "9" إخراج إيهاب راضى وبلغت إيراداته 150 ألفا، و"فزاع" بطولة هشام إسماعيل، سهر الصايغ، إخراج ياسر زايد، وحقق إيرادات قدرها 250 ألف جنيه، و"جمهورية إمبابة" بطولة باسم سمرة وعلا غانم إخراج أحمد البدرى، وبلغت إيراداته مليون جنيه.
وشهد موسم عيد الفطر تنافس 6 أفلام هى "شد أجزاء" لمحمد رمضان وياسر جلال ودنيا سمير غانم إخراج حسين المنباوى، وحقق 22 مليون و200 ألف جنيه، وفيلم "ولاد رزق" لأحمد عز وأحمد الفيشاوى وعمرو يوسف ونسرين أمين إخراج طارق العريان، وحقق 23 مليون جنيه فى شباك التذاكر، وفيلم "حياتى مبهدلة" لمحمد سعد ونيكول سابا إخراج شادى على، وبلغت إيرادته 9 مليون جنيه.
وفى الموسم نفسه طرح فيلم "سكر مر" للمخرج هانى خليفة والنجوم هيثم أحمد زكى وآيتن عامر وأمينة خليل وأحمد الفيشاوى، وبلغت إيراداته 3 ملايين جنيه، وفيلم "نوم التلات" لهانى رمزى إخراج إيهاب لمعى، وحقق مليونا و300 ألفا، وبلغت إيرادات فيلم "الخلبوص" بطولة محمد رجب وميرهان حسين ورانيا ملاح إخراج إسماعيل فاروق، 4 ملايين و100 ألف، كما عرض فيلم "سعيكم مشكور يا برو" للراقصة دينا والمخرج عادل أديب وحقق 100 ألف جنيه.
وفى موسم عيد الأضحى تنافس 4 أفلام على أرقام شباك التذاكر، هى "أهواك" للنجم تامر حسنى إخراج محمد سامى وإنتاج رنا السبكى، وحقق إيرادات 22 مليون ونصف، و"عيال حريفة" لسعد الصغير وبوسى ومحمود الليثى، إخراج محمود سليم وبلغت إيراداته 12 مليون جنيه، و"الجيل الرابع" بطولة أحمد مالك وخالد أنور وعلى إسماعيل إخراج أحمد نادر جلال، وحقق 3 ملايين ونصف، و"4 كوتشينة" بطولة مطربى المهرجانات أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا تأليف حازم متولى وإخراج محمد جمال، وبلغت إيراداته 700 ألف جنيه.
وفى نهاية العام تم الدفع بفيلمين فى دور العرض هما الليلة الكبيرة" لزينة ووفاء عامر وعمرو عبد الجليل، تأليف أحمد عبد الله، إخراج سامح عبد العزيز، وحقق إيرادات مليون جنيه، و"قدرات غير عادية" لخالد أبو النجا ونجلاء بدر إخراج داود عبد السيد وحقق 500 ألف جنيه.
وتعتبر إيرادات عام 2015 قليلة جدًا إذا ما قورنت بالسنوات السابقة، باستثناء عام 2013 والذى لم تحقق فيه السينما سوى 106 ملايين جنيه فقط، بينما كانت تشهد فى السابق إيرادات مرتفعة بلغت فى عام 2010 رقم 230 مليون جنيه.
2015 عام الخسارة السينمائية.. 160 مليونا حصيلة إيرادات 24 فيلما بنقص 36 مليونا عن العام الماضى.. حروب التوزيع بين السبكى والنجوم وخسارة إلهام شاهين وإغلاق دور العرض بـ"الضبة والمفتاح" أبرز ظواهر العام
الإثنين، 14 ديسمبر 2015 09:13 ص
فيلم هز وسط البلد