تظل دروس وعبر حياة العظماء على مدار التاريخ بمثابة الإلهام لمن يأتون بعدهم، ولا شك أن حياة الإسكندر الأكبر خير دليل على ذلك، حيث تتلمذ على يد الفيلسوف العظيم أرسطو الذى لم يبخل عليه بالعلم الذى مكنه بجانب قدراته القيادية الفذة من أن يصبح أحد أهم القادة على مدار التاريخ، وأن يتولى قيادة جيوش اليونان وهو لم يكمل العشرين من عمره وغزا به آسيا الصغرى وبلاد الشام ومصر وبابل حتى وصل إلى الهند، ولكن خذله جيشه ولم يستطع التقدم لأكثر من ذلك. أصابته الحمى هناك ومات بها عندما وصل عائدًا لبابل وعلى سرير الموت حفظ لنا التاريخ بعضا من أمنياته حيث اجتمع مع كبار قادته وطلب منهم التالى:
- أن يحمل نعشه على أكتاف أمهر الأطباء فى عصره.
- أن تنثر الكنوز التى تحصّل عليها من غزواته (ذهب وفضة وأحجار كريمة) على الأرض من بداية حمل نعشه وحتى الوصول إلى مقبرته.
- أن يتم وضع كفيه خارج النعش بشكل متوازن وعلى مرأى الجميع.
اندهش أحد القادة بسبب هذه الأمنيات الغريبة وسأل الإسكندر عن السبب ورائها.
شرح الإسكندر الأسباب كما يلى:
- أن يحمل أمهر الأطباء نعشى كى أبرهن للناس أنهم لا يملكون حيلة إزاء الموت.
- أن تنثر الكنوز التى حصلت عليها من غزواتى كى يرى الجميع أن متاع الأرض سيبقى فى الأرض ولن نحمله معنا عند الموت.
- أن توضع أكفى خارج النعش معلقة فى الهواء كى يتيقن الجميع أننا نولد بأياد فارغة وسوف نرحل بها أيضا فارغة، وذلك بعد أن يتسرب من بين أيدينا الكنز الأعظم وهو الوقت.
لن نحمل معنا متاعا أرضيا عند الموت، والوقت هو أعظم كنز بين أيدينا لأنه محدود، يمكن أن نصنع المال الكثير ولكن لا يمكن أن نصنع الوقت.
أسامة الزغبى يكتب: الأمنيات الثلاث الأخيرة للإسكندر الأكبر
الإثنين، 14 ديسمبر 2015 04:15 م
تمثال الإسكندر الأكبر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة